يا جماعة ارحمونا! وتوقّفوا عن كتابة الهُراء. هذه ليست رواية فلسفية.. بل حكاية مؤدلجة، مليئة بالمغالطات المنطقيّة، الكليشيهات، والانحياز التأكيدي. عفى الزمان عن تلك المُجادلات.. القارئ أذكى من ذلك.
الملحد : بقي بن يقظان
نبذة عن الرواية
لمَّا استوينا جالسين، طلبتُ منه أن يحدِّثني عن إلهه، ولقد كنتُ أنوي أن أتتبع سقطات كلامه فأجعلها مداخل لتفنيد مفهوم الإلهِ الخرافةِ، أو أستطيع من خلالها أن أُدخل له الشَّكَّ في يقينيَاته، فأبعثرها وأُبدِّدها كما يبدّد الريحُ السَّحابَ ولكنه لم يُجبْ طلبي، وسكت فشعرتُ أن نيّتي تكشَّفت له ثم طلب مني قائلاً: «إلهي جَلِّي حدثني أنت عن إلهك». صدمني طلبه، لأني أصبحت في محل دفاع، وقد كنت في محل الهجوم. تهَيَّبْتُ من الرّد، ثم فكّرت أن أَلْجِمه، فقلت له: «الذي ستسمعه مني يبقى سراًّ؟» فقال: «نعم يبقى». فقلت له: «أنا ملحد؛ كافر.. لا إله لي». كنتُ أظنّ أنه سيغضب، أو سَيَحُثُوني بالتراب على وجهي، أو سَيَتْفُلُ عليه، أو سيغادر تاركاً لي المجلس، أو سيطردني من الصَّباط. ولكن لا شيء من ذلك حدث. واكتفى بالقول: «بل إلهُك هَوَاك». لم أسمع هذه الكلمة من أحد، لذلك كانت هذه الكلمة كالحقيقة التي اجْتَرَحَتْ طريقا جديدة للوصول إلى الذي أشعرُ به، لكني كابَرْتُ وعَدَدْتُ هذه الكلمة إنشاءً بلاغياً يُحسنه أهل البدو، لا تصمد أمام منطق الفلسفة وقوة برهانها. ..عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 138 صفحة
- [ردمك 13] 978-9931-790-35-8
- دار ميم للنشر