فالقدور الساخنة حين يغلي الماء فيها ويفتر بعد حين تفقد أهم معانيها، تلك هي مشاعرنا وعلاقاتنا بالأخرين حين يصيبها الفتور، فإما أن نحاول إعادة الدفء إليها من جديد أو نتركها حتى تصير باردة تمامًا
أجزخانة يعقوب
نبذة عن الرواية
هي رواية اجتماعية ذات طابع تاريخي حيث تدور أحداثها في الفترة من عام ١٩٤٧ وحتى عام ١٩٥٢ وما تشمله هذه الفترة الهامة في تاريخ مصر من أحداث حتى قيام ثورة ٢٣ يوليو. كما إنه تشمل الرواية أحداث حرب فلسطين وتبعيات تلك الحرب وما تلاها من متغيرات على مصر كما تستعرض الرواية المزيج الثقافي والفكري والاجتماعي الذي حظت به مصر في تلك الآونة وكيف تأثر ذلك المزيج واهتز قوامه بعد انتهاء حرب فلسطين وإعلان الكيان الإسرائيلي كدولة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 460 صفحة
- [ردمك 13] 9779786913530
- دار إبهار للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية أجزخانة يعقوب
مشاركة من نُهي
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Zoromba
عناية لم ترها….
تكتب صديقة الطفولة الأديبة سارة العبادي Sarah El-Abbadyنصاً على لسان “يوسف يعقوب “يحمل نبرة المعلم الحكيم، حيث تتحدث عن الغرور البشري الذي يسكن النفس حين تغتر بشبابها وقوتها، ثم يكشف النص الستار عن الحقيقة الأوسع:
أن كل شيء موكول بعناية الله ورحمته.
يوسف يعقوب :
أكتوبر ١٩٤٨
"تحيا عمرك كله وبداخلك الظن أنك ستظل أبد الآبدين مخلدًا في هذه الحياة، يفتنك شبابك فتحسب أن لن تعجز أبدًا وتغرك فتوتك فتحسب أن لن تهرم أبدًا، تطالع صورتك بالمرآة فتبدي إعجابك بمراك المنعكس على استواء ذلك السطح الأملس اللامع وتمتلئ نفسك زهوا وكأنك من قمت بإنشائه وسويته فعدلته تنسى وجود الخالق الذي أغدق عليك بآلاف ومئات الآلاف من النعم التي تعلمها والتي لم تتنام إلى حدود علمك المحدود، هل نما إلى علمك ذلك اليوم الذي كدت أن تتعثر به في تلك الحفرة فتقع لتتهشم أضلعك وأنقذتك عناية الله من ذلك، هل نما إلى علمك ذلك اليوم الذي كادت أن تدهسك سيارة مسرعة لم تلمحها بطرفك ووقفت العناية الإلهية حائلا بينها وبينك، هل أدركت ذلك الشخص الذي حاك لك المكائد في الخفاء وكاد أن ينفذها لولا أن بعث الله إليه من يعطله عن ذلك ليحول بينه وبين إيذائك."
بدأت الأديبة سارة العبادي بداية قوية صادمة للقارئ بماهية الحقيقة الوحيدة التي يهرب منها البشر وهي الخلود الزائف. فقالت في بداية النص :
“تحيا عمرك كله وبداخلك الظن أنك ستظل أبد الآبدين مخلدًا”
ثم قامت بتكرار البناء البلاغي عندما قالت:
“يفتنك شبابك فتحسب أن لن تعجز أبدًا، وتغرك فتوتك فتحسب أن لن تهرم أبدًا”
يفتنك… فتحسب
تغرك… فتحسب
تكرارات ترسخ إيقاع الوهم المتكرر الذي يسكن النفس البشرية.
ثم تقوم بتحويل الكتابة إلى مشهد معبر فقالت :
“تطالع صورتك بالمرآة…”
المرآة هي دلالة على الإعجاب بالذات، ونشوة الزهو الكاذب. وهي صورة بصرية قوية، تذكرنا برمز نرسيس ( ناركيسوس ) في الأدب الإغريقي الذي رأى انعكاس صورته في بحيرة فوقع في حبها دون أن يدرك بأنها مجرد صورة، أعجب بصورته لدرجة عجز فيها عن تركها ولم يعد يرغب بالعيش وبقي يحدق بصورته إلى أن مات.
ثم قامت بتصوير ينتقد غرور الإنسان، الذي ينسب إلى نفسه ما هو نعمة من الله ، فقالت :
“وكأنك من قمت بإنشائه وسويته فعدلته”
ثم قامت باستخدام أمثلة يومية معتادة ( الحفرة - السيارة - المكائد ) حتى تقرب الفكرة إلى قلب قارئ روايتها العبقرية موضحة أن النجاة لم تكن بجهدك يا يوسف بل بعناية خفية من الله.
الرواية مبدعة في الحقيقة ولكن حديث يوسف مع نفسه في صفحتين ونصف جذبني جداً جداً … وعندما تصل إلى هذا المفترق في الرواية ستعلم جيداً لماذا تحولت سارة العبادي في كتابة هذا العمق على لسان يوسف يعقوب …
رواية : أجزخانة يعقوب …
"لا أبرح حتى أبلغ نهايتها"
#اسمع_من_زرمبة
#لعلهم_يفقهون