تاريخ الأسطورة - كارين أرمسترونغ
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

تاريخ الأسطورة

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

نشأت الأسطورة لمساعدتنا على التعامل مع المآزق البشرية المستعصية، وإعانة الناس على تحديد موقعهم في العالم وتحديد وجهتهم فيه. كلنا يريد أن يعرف من أين أتينا؟ ومع فقدان بداياتنا الأولى في ضباب ما قبل التاريخ، ابتكرنا لأنفسنا أساطير عن آبائنا الأولين، تساعدنا، على الرغم من لا تاريخيتها، على تفسير ...موقفنا تجاه بيئتنا وجيراننا وعاداتنا. كانت الأسطورة تعبيراً عن حسِّنا الفطري بأن في العالم المادي حقائق ووقائع، أكثر بكثير مما يظهر للعين. فالأسطورة بمعنى ما، تروي قصة حدث حصل في زمان ما، وتجعله ممكن الحصول في كل الأزمنة. لذلك وبسبب صرامة رؤيتنا التعاقبية لأحداث التاريخ، فإننا لا نملك كلمات نعبّر بها عن أنماط الحدوث الدائم، في حين أن الميثولوجيا، بصفتها صياغة فنية، قادرة على الإشارة إلى ما وراء التاريخ وإلى ما هو غير زمني في الوجود البشري، وتساعدنا في التعرّف على ما وراء التدافع الفوضوي للأحداث العشوائية، وفي تبصّر جوهر الحقيقة.يتحدث هذا الكتاب الشيق عن موضوع الأسطورة الرحب والغامض، ليشرح أصولها وتاريخها وفروعها، ويبحث في أسباب وجودها ويحلل حاجة الإنسان إليها. فينطلق من أن ما يميّز البشر منذ الأزل، هو أنها "كائنات تبحث عن المعنى"، وأنها بحاجة دائمة إلى الإستنجاد والتشبث بفكرة "أن الحياة لها معنى"، لذا كانت تخترع القصص التي تعينها على مواجهة أسئلة الحياة الصعبة والمحيّرة، والخيال كان معينها الأساسي في ذلك، إذ أنه "الملكة التي تنتج الدين والميتولوجيا"، التي تشكل مجموعة الأساطير التي كان يعتقد بها أفراد مجتمع ما. وكما أن الخيال العلمي يكمن وراء الكثير من الاختراعات التقنية الهامة، فإن الإسطورة والعلوم "يوسعان معا مدى الوجود البشري". تستنتج الكاتبة، وهي إحدى أهم الباحثين في علوم الأديان والمعتقدات، أن قبور "النندرثاليين" وهي الفصيلة البشرية القديمة والمنقرضة، تشير إلى بعض الحقائق عن الأسطورة التي لا يمكن عزلها عن الطقوس التي كانت تمارس خلالها، والتي تستند أصولها "إلى تجربة الموت والخوف من الفناء"، والتي تدور "حول اشياء لا نملك منذ البداية كلمات للتعبير عنها، والتي يكمن هدفها في "أن تدلنا على ما يجب علينا فعله"، والتي تحمل الإيمان بالحقيقة اللامرئية لوجود عالم آخر ومواز لعالمنا، هو عالم الآلهة، كفكرة اساسية. إن مساعدتنا على "التعامل مع المآزق البشرية المستعصية"، هو الدافع الأساسي لنشوء الأسطورة، التي يعود الكتاب في بحثه عنها إلى الحضارات الأولى، وإلى الأزمنة القديمة ليستعرض ميثولوجيا الصيادين، وميثولوجيا المزارعين، كما العصر المحوري وما بعده، ولينتهي بفصل التحول الغربي الكبير الذي أدى إلى مجتمعات تأسست على "الإستغلال التكنولوجي للموارد والإستثمار الدائم لرأس المال"، والذي كما تعتبر الكاتبة، أدى إلى نتائج أهمها، أو أكثرها كارثية "هو موت الأسطورة". كتاب موجز لكن "يصّح اعتباره من أهم المراجع حول هذا الموضوع"، فالمعرفة التي تضيء مسالك الأسطورة عبر التاريخ، ستضيء أيضا شعلة البحث الدائم عن معنى الحياة.صممت الأسطورة لمساعدتنا على التعامل مع المآزق البشرية المستعصية، وإعانة الناس على تحديد موقعهم في العالم وتحديد وجهتهم فيه. كلنا يريد أن يعرف من أين أتينا؟ ومع فقدان بداياتنا الأولى في ضباب ما قبل التاريخ، ابتكرنا لأنفسنا أساطير عن آبائنا الأولين، تساعدنا، على الرغم من لا تاريخيتها، على تفسير موقفنا تجاه بيئتنا وجيراننا وعاداتنا. كانت الأسطورة تعبيراً عن حسناً الفطري بأن في العالم المادي حقائق ووقائع، أكثر بكثير مما يظهر للعين. فالأسطورة، بمعنى ما، تروي قصة حدث حصل في زمان ما، وتجعله ممكن الحصول في كل الأزمنة، لذلك، وبسبب صرامة رؤيتنا التعاقبية لأحداث التاريخ، فإننا لا نملك كلمات نعبر بها عن أنماط الحدوث الدائم، في حين أن الميثولوجيا، بصفتها صياغة فنية، قادرة على الإشارة إلى ما وراء التاريخ وإلى ما هو غير زمني في الوجود البشري، وتساعدنا في التعرف على ما وراء التدافع الفوضوي للأحداث العشوائية، وفي تبصر جوهر الحقيقة.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4 8 تقييم
156 مشاركة

اقتباسات من كتاب تاريخ الأسطورة

النشاط الذهني الذي نستعمله عندما نريد أن نجعل تحقيق الأشياء في العالم الخارجي واقعاً، وعندما ننظم مجتمعنا أو نطور تقنياتنا هذا بخلاف الأسطورة، التي هي ذرائعية بالأساس فالأسطورة إلى الوراء، إلى العالم الخيالي للنموذج المثالي المقدس أو إلى الجنة الضائعة،

مشاركة من reader
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب تاريخ الأسطورة

    8

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    2

    مدخل للاسطوره و الانسان الاول و كيف تاثر و قدس الرموز من حوله ...الانسان مستمر بالبحث عن كينونته و عن اسرار الكون و عن الهته ثم الهه عند الوصول الى الديانات التوحيديه...و لكن في معرض حديثها عن الاسلام مثلا احسست بخلل و عدم تعمق في طرح افكارها...مدخل لتعمق لاحق عن الاسطوره مع كتاب اخرين مثل فراس السواح...ليس افضل اعمالها بالتاكيد

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    ❞ الأسطورة والعلم يوسعان معاً مدى الوجود البشري، وكما هما العلم والتقنية، فإن الميثولوجيا ليست خروجا من هذا العالم، بل تتعلق بقدرتنا على العيش فيه بكثافة. ❝

    ❞ يبدو من هذا، أن البشر تميزوا منذ زمن مبكر جدا، بقدرتهم على حيازة أفكار تتجاوز تجاربهم اليومية. ❝

    ❞ فعندما حدق الناس في السماء اللانهائية والبعيدة والموجودة بشكل منفصل عن حياتهم الهزيلة، تولَّدت لديهم تجربة دينية. فالسماء المبنية فوقهم بضخامة هائلة، لا يمكن استيعابها ولا يمكن الوصول إليها وهي أزلية. كانت السماء حينها، تمثل جوهر التعالي والمفارقة والآخَرية، ولا يملك البشر التأثير عليها. كما أن الدراما التي لا تنتهي، والناتجة من رعد السماء وبرقها، وخسوفها ورياحها، ومغيب شمسها، وقوس قزحها، وشهبها ونيازكها، تتحدث عن بعد آخر فاعل ولامتناهي، وهو أن للسماء حياتها الدينامية الخاصة بها. لقد ملأ تأمُّلُ السماء الناسَ بالرعب والابتهاج، بالدهشة والخوف. فالسماء اجتذبتهم ونفَّرتهم. إنها بطبيعتها الذاتية إلهية. ❝

    ❞ في اليونان، تم إطلاق العصر المحوري من خلال اللوغوس (العقل) ـ الذي يعمل الآن بمستوى ذهني مختلف عن الأسطورة. حيث تتطلب الأسطورة مشاركة عاطفية أو نوعاً من محاكاة طقوسية ليكون لها معنى ما، في حين يحاول اللوغوس تأسيس الحقيقة بأسلوب استدلال متأن يستند فقط إلى اسلوب النقد الفكري. ❝

    ❞ حصل تفاؤل جديد في الغرب، وشعر الناس أن لديهم سيطرة أكثر على بيئتهم ومحيطهم، ولم يعد هنالك قوانين مقدسة لا تقبل التعديل. أصبح بإمكانهم، وبفضل اكتشافاتهم العلمية، معالجة الطبيعة لتحسين مردودهم منها. كما أحدثت إكتشافات الطب الحديث، وعلوم الصحة، وتقنيات تنظيم العمل، وتطور وسائل النقل، ثورةً في حياة الشعب الغربي نحو الأفضل. ورغم ذلك، فإن اللوغوس لم يكن أبداً قادراً على توفيرِ إحساس بالمعنى لدى البشر، والذي يبدو أنهم ما زالوا يطلبونه ويبحثون عنه باستمرار. فالأسطورة هي التي تعطي للحياة معنى وشكلا ❝

    ❞ نحتاج إلى الاسطورة كي تساعدنا على التعرف على أخوتنا في الإنسانية والتآلف معهم، ليس فقط أولئك الذين ينتمون إلى قبيلتنا القومية والإيديولجية والإثنية. نحتاج إلى الأسطورة كي تساعدنا على إدراك قيم التعاطف والتآلف التي قد لا تكون ذات مردود ومنفعة مادية كافيين في عالمنا الذرائعي والعقلاني. نحتاج إلى الأسطورة لتساعدنا على تكوين سلوك روحاني يمكننا من التعرف على ما وراء المتطلبات الآنية، ومن اختبار قيم سامية تتحدى محورية حب الذات فينا. نحتاج إلى الأسطورة لكي تساعدنا على تثمين الأرض من جديد كشيء مقدس بدلا من استعمالها كمورد. هذا أساسي وضروري في عصرنا، وما لم يكن هنالك ثورة روحية مواكبة لعبقريتنا التكنولوجية، فلن نستطيع إنقاذ كوكبنا. ❝

    ❞ الرواية، مثل الأسطورة، تعلمنا أن نرى العالم بطريقة مختلفة، ترينا كيف ننظر في قلوبنا وكيف نرى عالمنا بمنظور يذهب إلى ما وراء اهتماماتنا الخاصة. مع عجز قادة الأديان المحترفين من توجيهنا وفق التقاليد الأسطورية، أصبح بإمكان فنانينا وكتابنا المبدعين تقمص هذا الدور الكهنوتي، ليحملوا إلى عالمنا الضائع والتالف، رؤى جديدة وحية. ❝

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق