عظماء في المدرسة : ومضات تربوية لكبار العلماء والمشاهير في قاعات الدراسة
تأليف
زكريا محمد هيبة
(تأليف)
إذا كانت معرفة التاريخ تضيف إلى أعمارنا سنينًا من الحكمة، فإن قراءة السير وتراجم الرجال تضيف إلى الحياة عمقًا، وإلى العقل رجاحةً وبصيرة. فهي تمنحنا خلاصة تجارب بشرٍ متعددي الطبائع والتجارب، عاش كلٌّ منهم حياةً تستحق أن تُروى.
في هذا الكتاب، ستجد حكايات واقعية لا خيال فيها، لمعلمِين وتلاميذ، لعلماء ومشاهير، هي ابنة الحياة وتجاربها الحقيقية. وكما قال توفيق الحكيم: "لا يروقني شيء مثل قراءة المذكرات التي يكتبها الأدباء والعظماء عن حياتهم الخاصة". فهي نافذة على الإنسان في لحظاته الصادقة، تمامًا كما رأى أبو حنيفة أن دراسة واحدة قد تُغني عن كثيرٍ من الفقه.
يقدّم هذا العمل تجربة فريدة؛ فهو الكتاب الوحيد في المكتبة العربية – على حد علم المؤلف – الذي جمع بين دفتيه أكثر من ثمانين شخصية واحتوى على 247 موقفًا تربويًا، اختُتم كلٌّ منها بـ ومضة قصيرة تحمل قيمة أو معنى يستحق التأمل.
وقد كُتب الكتاب بأسلوب أفقي بسيط لا يغرق في التنظير، بل يعرض التجارب كما هي، من واقع الصف الدراسي، هذه المرة بصوت الطلاب أنفسهم وهم يستعيدون ما بقي في ذاكرتهم من مواقف صنعت فيهم أثرًا لا يُنسى.
إنه ثمرة سنواتٍ من البحث والقراءة، وعصارة آلاف الصفحات، لكنه مكتوب بلغةٍ قريبة، سهلة، وهادئة.
يأمل مؤلفه أن يكون هذا الكتاب جسرًا بين القارئ والتجربة الإنسانية الحيّة، وأن يترك في نفسك أثرًا يعادل بعض ما تركته تلك المواقف في أصحابها.
فإن حقق ذلك، فحسب المؤلف بذلك فوزًا يستحق الذكر، وحسب القارئ به غنًى يُضاف إلى حياته.