كتاب الصداقات
تأليف
جبار ياسين
(تأليف)
نتقدَّم في العمر ونتقدَّم في الصداقات التي -شأنها شأن كل شيء في الطبيعة الكونية- تتغير. يأخذ البلوغ مجراه ويتقاسم الصداقة «الهوى» مع مادية الحياة نصف العمر. تتغيَّر المدارات وتبتعد الكواكب عن مجراها ومسراها. قِدَمٌ يصيبها وتَرهُّلٌ كما يصيب كُلَّ بناء بنيناه، كما الفراشات التي تخرج من شرانقها بأعجوبة، تطير ثم تموت. القليل منها مَن يجتاز الخريف والشتاء بانتظار ربيع آخر. تلك التي تجتاز امتحان الطبيعة والفصول تظل فاتنة، مُطعِّمةً الحياةَ بلازوردها. زرقة البحر وسماء الصيف، حيث تنمو شجرة التمرُّد وحي