اقتباسات من كتاب أمسك عليك قلبك

والعاقل من اغتنم الفضل الذي أعطاه الله، ولم يفرّط، فالنِّعَم تدوم بشكرِ الله عليها لا بالزهدِ فيها، والصبر والرضا جنديان من جنود الله؛ طوبى لمن رُزق أجرهما، والحمد لله رب العالمين.

في الأيام الجارحات..

‫ يتأكدون أنّ أرواحنا بخير، وليست وجوهنا فقط، فكم من مقتول منّا يسير ولا أحد يدري؟!

بعض دروبنا في هذه الدنيا قاسية وظالمة ومُدمّرة بعض الوقت.. كل الوقت ربما، لكن في التفاصيل تكمن الإنسانية التي جُبِلنا عليها، والتي تجعل الأيام تمرّ، والقسوة تمضي، والظُّلم يُنسَى، والتدمير يُرمَّم.

الصمت الذي يأكلنا رويدًا رويدًا دون جرأة على البوح؛ ويحيا بداخلنا تساؤلٌ تافه أو ملحوظة لا تُذكَر، لكن تبقى قيد الحظر والكتم؛ فتكبر مع الوقت حتى تلتهمنا بلا إجابة ونعلَق في دوامة

ولا أحد يخسر إلا الصامتون، فعقول الهادئين لا تهدأ.

يُبتلى الإنسان بالرقّة كما يُبتَلى بالقسوة والجفاء، وإن الابتلاء بالرقّة لشديد؛

بعض حِسابات الدنيا تُقاس بصورة خاطئة، تُذهِب معناها الأوحد وتقلبه لمعنًى آخر لا علاقة له بالفعل وما يتبعه من أُنس ومؤانسة، ولُطف ومُجالسة، كأن الإنسان منّا ينسى أن معاملة العباد بعضهم بعضًا لا تصلح أن يُقاس عليها معاملة العبد مع ربّه؛ فيزن الأمور بموازين باطلة، ويا لسوء ما يزن! ويُسقِط الأحكام بمحاكم عاجلة ويا لقبح ما يحكم به! ويُفسِد من حيث أراد الإصلاح، ويهدم من حيث أراد البناء!

الإنسان تؤلمه الذكريات الحزينة؛ فيُخبئها، على العكس بالنسبة للذكريات الجميلة لأصحاب الأثر الطيب.. حديث مثلًا، فعل رقيق، موقف إنساني، وهكذا، هذه الأمور تجعل الإنسان حيًّا في الحوائط والأركان وليس الذاكرة فقط.

الطبيعة البشرية تدفعنا للتجاوز حتى نستطيع الحياة، لا يمكن للإنسان منّا أن يحيا وهو يحمل الحزن في قلبه والدمع في عينه والألم في شفتيه؛ لذلك خلق الله لنا النسيان؛ فتصغر الذكريات التي تقيّدنا شيئًا فشيئًا حتى تختفي تمامًا أو تعلَق البقيّة الباقية منها في أبعد نقطة من الذاكرة

الطبيعة البشرية تدفعنا للتجاوز حتى نستطيع الحياة، لا يمكن للإنسان منّا أن يحيا وهو يحمل الحزن في قلبه والدمع في عينه والألم في شفتيه؛ لذلك خلق الله لنا النسيان؛ فتصغر الذكريات التي تقيّدنا شيئًا فشيئًا حتى تختفي تمامًا أو تعلَق البقيّة الباقية منها في أبعد نقطة من الذاكرة

الزمن كفيل أن ننسى كل ما أزعجنا أو سبَّب لنا ضيقًا.

اللامبالاة مِطفأة الإنسانية.

‫ ـ بكِ مبالغة.

‫ ـ بل بكِ تهاون.

ـ ما هي الحياة في نظركِ؟

‫ ـ مجموعة من الأشخاص، مجموعة من الأماكن، ذكريات، مواقف، رفقاء، علم، معرفة، فكاهة، حزن…

لأنكِ لا تفهمين نفسكِ، تعتقدين أن الموت إجابة لمشكلة تمرّين بها.

فلا تستصغروا الكلمة، ولا تستحقروا أصحاب الأحزان، ولا تبخلوا بالودّ واللطف، فكلاهما رزق، ولا تدري لمَ رحمك الله من الهمّ وكتبه على صاحبك، لكن لعلَّه رأى فيك الصاحب الذي يصلح أن يكون مُعينًا لصاحبه على نوائب الدهر، فكونوا أهلًا لرحمته

في التفاصيل تكمن الإنسانية التي جُبِلنا عليها، والتي تجعل الأيام تمرّ، والقسوة تمضي، والظُّلم يُنسَى، والتدمير يُرمَّم.

الزمن كفيل أن ننسى كل ما أزعجنا أو سبَّب لنا ضيقًا.

وعلى الله كلّ موءودةِ حُلمٍ نبَتت من نَبضةٍ لتبلغ الآفاق يومًا، لكن في تُربةِ الأرض دُفِنَت ومضى شأنُها وانتفى أثرها ولم يبقَ منها إلا شهادة الريح أن الإنسانية السويّة تحيا حُرّةً كيفما شاء الله لها وقدّر.

«حقًّا.. اللامبالاة مِطفأة الإنسانية».