اقتباسات من رواية منزل وسيارتان وطفل

“علينا أن نطلق العنان لأنفسنا، ونمضي في طرق جديدة ❞ في الحياة، ونتَّخِذ القرارات، ونتحلى بالواقعية، ونتخلى عن الأماني والأحلام الوهمية. فهذا هو أساس النضج. صحيح أنني لست سعيدة بهذا الأمر، ولكنه الواقع الذي لا بد أن أعيشه!” ❝

‏

استعذبتُ الضباب الذي يستقر حول الغابات الصنوبرية في الصباح. وهواء الجبل البارد. والثلج الذي يُبهر العيون. وصوت أحذية التزلج في غرف النزلاء. وصرير الأرضيات الخشبية. ورائحة الشتاء. والصمت الذي يخيم على القرية في الليل، ويتلاشى مع حلول الصباح رويدًا رويدًا

تغمرك العائلة بالحب والأمان. فهي كمرساة السفينة، التي تعيدك إلى مكانك، كلما انسقت بعيدًا.

أُدرك تمامًا أنني وضعت نفسي داخل فقاعة صغيرة، على وشك الانفجار في أي لحظة!

بكيتُ، على الرغم من أنني سعيدة معك.. بكيتُ، على الرغم من أنني معك.

‫***

ولكن في العموم، تقترن السعادة بنسيان الوقت، فنجد أنفسنا نغفَل الساعات، والأيام، والأسابيع، والشهور، لتمضي بنا الحياة كالقطار السريع.

طرقَتْ السعادة بابنا مرة أخرى. فبعدما يخمد الإعصار، تتوالى بضع أيام هادئة، ولكنها سرعان ما تمضي

لا بد أن يُقدِّر كل منا الآخر، ويستمع إليه، ويفهمه.. لابد أن نتقارب، وألا نفترق.

فوافقتني قائلًا: ‫ - سنجد حلًا لكل شيء أريدك أن تعلمي، أنكِ بالنسبة لي أهم من البيت ‫ انجرفنا إلى ذكريات شبابنا، وعلت ضحكاتنا، ونحن نتبادل الحديث عن الماضي تحدثنا عن أيام، مضت منذ زمن طويل، وكأن كل شيء كان أفضل آنذاك

لم نكن ندري إن كنا في وضح النهار، أم جوف الليل. وكأننا لم نفترق منذ فترة طويلة، وكأننا لا نزال على حالنا. لكننا تغيرنا بعض الشيء، فقد صرنا أكثر نضجًا!

وجدتني أغرق بين أحضانك، أشعر بنبضات قلبك على صدري، يتسلل دفؤك إلى جسدي، وأستنشق رائحتك عبر أنفاسي. شعرت أنك ملاذي. وكأننا بعد الإعصار، حيث يفوح الأسفلت برائحة المطر، ويبتلع آثارها رويدًا رويدًا.

ولكني في الوقت نفسه، استعذبت ذلك الشعور، بأن هناك من يتوق إلى قُربي.

تُرى، ما سر تعاستي؟

فالنوم لا يهرب إلا من عينيّ أنا.

كان الهواء البارد يتسلل بعمق إلى رئتي. فقد كان لي وحدي، لأنك لم تكن معي. يا له من شعور مريح ومضني في الوقت نفسه.

انهدم كل شيء، وتدمرت حياتي، فصرت أمضي فيها بين الأطلال!

أردت أن أتقوقع داخل حفرة صغيرة، وألا أخرج منها أبدًا. أما أنتَ، يا من انقطعت أخبارك عني، فكنت جالسًا في بيتك، ولم تكن لديك أدنى فكرة عمَّا يدور في حياتي. وكأنك تنتمي إلى حياة أخرى.

ملأت وجوهنا الضاحكة حوائط البيت.. بدت في غاية السعادة، وكأنها ليست وجوهنا!

أدركت أنني لا يجوز أن أقف أمام بابك هكذا، ولا يجوز أن أقدم لك أي اعتذار، بل يجب أن أرحل.

‫ فلا شيء بيننا سيعود كما كان!

مضت جميع لحظاتنا أمام عيني؛ كل رحلة، كل لحظة شجار، كل لحظة صلح. أخذت أبكي وأبكي، لأنني لا أقدر على التخلي عن حياتنا معًا.. لأنك تثير جنوني، ولأنني لا أستطيع أن أكون نفسي من دونك.