حجرة نونا - كريستينا فرناندث كوباس, علي إبراهيم أشقر
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

حجرة نونا

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الرواية

لن أراهما مرّة أخرى أبداً؛ لن أراه ولن أرى بالريا. لقد عرفت ذلك حينئذٍ وأنا ملتصقة بزجاج عربة الخطّ، الخلفيّ. عرفت ذلك ورأيته، كما في تلك الهجعات اللذيذة لمّا كنت أجوب أزمنة أخرى وأتعرّف إلى أماكن لم أكن فيها قطّ. استطعت أن أقرأ بالفكر أيضاً بعض الرسائل التي لم تكن كُتبت بعد. رسائل مقتضبة موجّهة إلى العائلة جمعاء جاءت من أماكن قصيّة. رسائل سوف تكفّ عن المجيء ذات يوم من غير أن يقلق أحدٌ أدنى قلق. وسمعت مرة أخرى «عاشت اللامبالاة!» بينما كان والديّ يهوّمان باسمَيْن وعمّتي برتا تزمّ شفتيها مكشّرةً تكشيرةَ مرارة ملحوظة. وتعرّفت من غير دهشة إلى بدريتو راشداً ورسميّاً جدّاً وجادّاً، وهو يُعدّ مخطّطات على طاولة مهندس معماريّ، وصورة بالِريا - الجاغوار قد اصفرّت إلى حدٍّ ما بفعل الزمن، وعُلِّقت ضمن إطار على أحد جدران مكتبه. لكنّي شعرت بشكل خاصّ بذاتي ملتصقةً بالزجاج مستنفدةً آخر لحظات من ذلك السفر وأعيش شعوراً لم أُوفَّق في تفسيره. هو فرح حزين وحزن بهيج ومرّة أخرى رغبات في الضحك والبكاء أيضاً. خليط من السرور والإحباط ما زلت أتذكّره الآن على أنّه شعور عميق وحادّ لمّا تجاوزت السنّ التي ربّما كان خالاي فيها. لقد أحببت تريستان بروعة ابنة الثالثة عشرة وإخلاصها. وإنّي وإن كنت لا أجهل أنّ ذلك الحبَّ كان مستحيلاً، فقد كنت أعلم أيضاً على الرغم من كلّ شيء، أنه كان متبادلاً. ولم يخامرني شكّ في ذلك، إذْ أتذكّر يده المرفوعة على هيئة وداع، ووجهي كان ما يزال لاصقاً بالزجاج من غير أن أميّز شيئاً آخر غير الغبار الذي تثيره العربة في الطريق. لقد أوليته إعجابي والأحلام القويّة، أحلام مراهقة. وهو في المقابل خلّف لي إرثاً أحبَّ ما يملك... إنّه: عالم الوازي-وانو الأسطوري والسرّي.
3 4 تقييم
41 مشاركة

كن أول من يضيف اقتباس

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية حجرة نونا

    4