اللؤلؤة

أدرك الجيران الآن أنهم يشهدون أحداث معجزة عظيمة. أدركوا أن هذه اللحظة قد أصبحت تاريخا في حياتهم. و أنهم سوف يكررون روايتها لسنوات عديدة قادمة. سوف يعيدون الحديث مرة بعد أخرى حول كيف كان ينظر كينو. و ماذا قال. و كيف لمعت عيناه. سوف يقولون لقد تحول إلى شخص آخر. بعض القوة أتته. و بدأ تأثيرها يظهر عليه. أرأيت أي رجل عظيم قد أصبح عليه حاله الآن. لقد كنت شاهدا على بداية كل ذلك بنفسي.

و لو أن كل ما خطط له كينو لم يصل به إلى شيء. نفس هؤلاء الجيران سوف يقولون: في تلك اللحظة بدأ الأمر. الحماقة و الجنون تحكما فيه. فتحدث بكلمات حمقاء. فليحفظنا الرب بعيدا عن مثل هذه الأشياء. نعم. لقد عاقب الرب كينو. لأنه تمرد على الطريقة التي تسير بها الأمور. أترى إلى ما أصبح عليه أمره الآن. لقد رأيت كل هذا بنفسي من البداية. كنت شاهدا عليه عندما تخلى الله عنه.

قد نتمنى شيئا ما ثم يكون فيه الشر كله إذا جاء و هذا ما حدث للمدعو كينو. لقد تأبط شرا. و كان لتحقق أمنيته في أن يجد لؤلؤة ضخمة لامعة أثرا مدمرا في حياته و حياة أسرته و قريته بالكامل. بالطبع ليست كل أمنية جميلة تنتهي بنهاية سوداء و لكن الثروة المفاجئة سوف تُحدث حتما نقلات كبيرة و لكن من الصعب أن نتوقع في أي اتجاه ستكون هذه النقلة.

يقول جون شتاينبك: كان التأثير الذي أحدثته هذه اللؤلؤة مثل تأثير السرطان في جسد المريض. فهي خلقت نوعا من الشر الأسود الخالص الذي حفز غدد السم في البلدة لكي تبدأ بتصنيع السموم. بحيث تضخمت البلدة الصغيرة وانتفخت مثل جسد المريض تحت تأثير هذه السموم.

رواية لطيفه حول فكرة او حكمة قديمه أن الثروة الهابطة من السماء او الخارجة من أعماق البحر اي الثروات التي تأتي بين عشية

وضحاها تجلب الأعداء كما تجزب الحلوي المكشوفة الذباب

وما من سبيل ألا التخلص من الحلوي التي أفسدها الذباب كذلك هي الثروه التي جناها الحظ لا سبيل ألا بالتخلص منها

نبذة عن الرواية:

تدور الرواية حول رجل مكسيكي فقير يُدعى كينو يعيش مع زوجته خوانا وابنهما الرضيع كويوتيتو في قرية ساحلية. حياة كينو بسيطة وهادئة، حتى يُلدغ ابنه من عقرب ويبدأ كينو رحلة يائسة للعثور على علاج، لكن فقره يقف في طريقه.

ينقلب كل شيء حين يجد كينو لؤلؤة ضخمة ونادرة في البحر، ويظن أنها ستنقذهم من الفقر وتفتح لهم أبواب الحياة الكريمة. لكن كلما تمسك كينو بالأمل في هذه اللؤلؤة، كلما انقلبت حياته للأسوأ: طمع الناس، خيانة الأقارب، عنف الغرباء، وحتى تهديد حياة عائلته.

أفكار الرواية:

الرواية رمزية وتنتقد الطمع والجشع، وتطرح سؤالًا ثقيلًا:

هل كل ما يلمع ذهبًا؟

اللؤلؤة التي كان يُفترض أن تنقذ كينو، دمرته. والرسالة واضحة: ليس كل ما نتمناه هو الخير لنا.

أسلوب الكاتب:

مباشر، بسيط، لكنه يحمل في طياته عمقًا قويًا. الرمزية واضحة، والإيقاع هادئ لكنه ثقيل بالمعنى.

تقييمي الشخصي:

رواية قصيرة لكن ثقيلة المحتوى. ما فيها تعقيد، لكنها تترك أثر.

لو تبغى تقرا شيء يفتح عيونك على قسوة الواقع وطبيعة الإنسان، خذها.

نقاش رواية اللؤلؤة - جون شتاينبيك

في نادي كتاب آوت آند أباوت

****