مجانين بوكا - شاكر نوري
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

مجانين بوكا

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

مُعتقل بوكا هو العجيبة السابعة على الأرض" - العميد ديفيد كوانتوك - مسؤول المعتقلات الأميركية في العراق. رواية تستلهم وقائعها من شهادات معتقلين سابقين في معتقل بوكا وخصوصاً القاص محسن الخفاجي والصحافي محمد الشاهين، لكنها تحلّقُ بأبطال آخرين تمكَّن الروائي من الدخول عليهم بعمق في وصفٍ آسرٍ لردود أفعالهم على أحداثٍ مدويَّة سُردت ببراعة وبأسلوب مبتكر يزاوج بين الواقع والمخيّلة، ويبقي تأثير الرواية سارياً حتى بعد زمن من قراءتها. رواية تُمرّر معلوماتٍ عن السقوط السريع لبغداد. الواقع النفسي للجنود الأميركيين، وعن اختفاء الجيش العراقي كلّياً عن الساحة، وهي تفضح جلاّدي الولايات المتحدة الذين فتكوا بالأبرياء العراقيين في معقتل أقل ما يقال فيه أنه مسلخ بشري ثمة من وصلوا إلى المعتقل عقلاء بل نخبويين وغادروه مجانين أو أشباه مجانين أو جثث هامدة. هُددوا باغتصاب زوجاتهم وأخواتهم أمام أعينهم ليعترفوا بما لم يقترفوه. فُتحت لهم أبواب الهروب ليصبح مسوغاً إطلاق النار عليهم. هناك من رُمي من مروحية، ومن اغتُصب فقرر الانتحار. روايةٌ متقنة بأسلوبها وحبكتها ولُعبتها وجنونها.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.5 4 تقييم
49 مشاركة

كن أول من يضيف اقتباس

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية مجانين بوكا

    4

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    أتممتُ قبل ساعات قليلة قراءة رواية مجانين بوكا للكاتب العراقي شاكر نوري التي صدرت عام 2012 بعد رواية المنطقة الخضراء التي صدرت عام 2009م

    واليكم مقالي عنها :

    يقول برنارد شو ((ان اسوأ خطيئة نرتكبها في حق أبناء جنسنا ليست أن نكرههم، وانما ان نكون غير مبالين بهم. هذا هو جوهر الوحشية)) فأن كانت عدم المبالاة عند شو مرادفٌ للوحشية، فكيف كان سيعرّفها لو كان شاهدا ً على بوكا!!

    ولو أردنا تعريف الجنون بشكل مبسط لقلنا ((انه عدم قدرة الانسان على السيطرة على عقله، او بشكل آخر هو مجموعة من السلوكيات والتصرفات الشاذة، التي تميز أنماط السلوك الشاذ بدون وعي او إدراك))

    فكيف ان كان الوعي هو من يقود الجنون ويتحكم بسلوكياته الشاذة؟

    من هذا المنطلق بنى شاكر نوري روايته الموسومة ((مجانين بوكا)) وجعل من الجنون مدخلاً لها، لأنه الصفة المشتركة التي تقاسمها السجان والمعتقل، بوكا هذا المعتقل الرهيب الذي شيد مع دخول القوات الامريكية في مدينة ام قصر جنوبي العراق، كان يدعى ((معسكر فريدي)) ويدار من قبل القوات البريطانية قبل ان يتحول إلى اسم ((بوكا)) تخليدا ً للاطفائي الشهير المارشال ((رونالد بوكا)) الذي لقي حتفه في هجمات 11 سبتمبر في نيويورك.

    وبدل من أن يطفأ بوكا هذا فتيل فضحية سجن أبو غريب، زادها لهيبا ً في معتقله، الذي يحمل قرابة الخمسة وعشرون ألف معتقل - تحت درجة حرارة تصل الى 50 درجة مئوية - بعد ان تم نقل العديد من سجناء أبو غريب اليه.

    تدور احداث الرواية على لسان المراسل الحربي الذي جعل من حواسه الخمسة، وسيلة لنقل كل شاردة وواردة في هذا المعتقل المرعب، الذي اعتبره الكثيرون توأم لمعتقل غوانتنامو وأبو غريب بل اشد فظاعة منهما.

    جمعت الرواية بين الواقعية المفرطة والخيال المعتدل، كما قال الراوي في مستهل روايته، انها مستلهمة من شهادات معتقلين سابقين، ولا يعني ذلك بالضرورة ان يعطل الكاتب مخيلته على حد تعبيره.

    حاول نوري بذكاءٍ، ان يُلم بكل ما هو موجود في بوكا، وتناولت روايته شخصيات تفاوتت فيما بينها فتناول الكاتب الروائي والمراسل الحربي والضابط العسكري والخياط، وتناول ايضا الجماعات الجهادية المتطرفة، والجماعات المرادفة لها ما يسمى بالصحوة، وشخصية نوح الرجل الذي كان يتميز بتقوى الاولياء وحكمة الفلاسفة.

    ولعل أبرز الشخصيات الواقعية التي ستصادفها بالرواية هي شخصية الروائي مزهر الذي كان شاهدا ً على مدينته الناصرية وما جرى لها من احداث بالتزامن مع الاحتلال الأمريكي للعراق وشاء الكاتب ان يستغل وجود مزهر في المعتقل مع المراسل الحربي الذي نقل بدوره ما استعرضه مزهر عن معالم الناصرية وحضارتها امام القارئ، لا سيما القارئ العربي.

    اما الشخصية الثانية فكانت شخصية نوح الأقرب الى الخيال الرجل الذي كان يدعو المعتقلين لإقامة ساعة التأمل التي تمنعهم من ان يصبحوا كائنات غريزية، وتحافظ على عقولهم، وبدت شخصيته تنافس أبرز الشخصيات المسيطرة على الساحة في بوكا كشخصية ابي أنس وابي سجاد وابي عيسى الذين ناصبوه العداء.

    الكاتب أراد إيصال فكرة ان كل ما يدور في بوكا انما هو انعكاس لما يدور خارجها والعكس صحيح، ففي عام 2003 كان بوكا سجن مختلط لجميع الفئات، واغلب معتقليه كانوا من أعوان النظام السابق ومعاونيهم، ثم تغيرت طريقة إدارة السجن بعد عام 2005 مع ظهور الحركات الجهادية على الساحة العراقية، وعلى رأسها تنظم القاعدة والمليشيات الشيعية وما افرزته من فصائل أخرى، وهذا ما أكده الشيخ (أبو عبد الله المياحي) (أحد ابرز منظري الحركة السلفية الجهادية) بالعراق والذي اعتقل مرتين في بوكا الأولى بين عامي (2003-2005) والثانية (2006-2010) في لقاء بث على قناة المدى الفضائية حيث قال: " اختلفت أدارة المعتقل في طريقة إدارته والتعامل مع المعتقلين بالاعتقال الثاني عما كانت عليه بالاعتقال الأول، ففي الاعتقال الأول عام 2003 كان السجن مختلط ولم يكن مقسم الى كامبات، لكن مع عودتي الثانية للمعتقل تغير كل شي، تم تقسيم المعتقل الى أربعة عنابر وكل عنبر يحتوي على كامبات وكل كامب يتألف من مجموعة كارفانات، مقسمة حسب الاطياف والمذاهب، وان اغلب الكامبات كانت منقسمة على نفسها، وبدأت ملامح التطرف تظهر في بوكا بعد ان طالبت الجماعات الجهادية بإقامة الحدود وتطبيق شرع الله كما يدعون"، لذلك رجح كثيرون ان بوكا كان البذرة الخبيثة التي اثمرت تنظيم (داعش) الإرهابي.

    "العنف وحش مجنون إذا أطلقته لا يمكنك أبداً أن تسيطر عليه" الكاتب المصري والسيناريست بلال فضل

    وهذا ما عبر عنه شاكر نوري بروايته عندما قال أحد شخوص الرواية: "لم يأت مجنون الى بوكا، ولكن حالات الجنون سجلت هنا، فجميع القابعين في عنابرهم، اصابهم الجنون هنا فقاموا بعزلهم بكارفانات خاصة أطلق عليها المعتقلون عنبر المجانين"

    عندما انتهيت من قراءة الرواية طرأت ببالي عديد التساؤلات أبرزها:

    كيف يمكن لأنسان ان يصل لهذا المستوى من الانحطاط والقسوة مع انسان آخر؟

    خصوصا ً بعد اطلاعي على المادة الأولى من حقوق الانسان التي نادت بها أمريكا

    "ولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء"

    و بعد التمحيص والتدقيق اجد ان الكاتب قد أجاب على سؤالي من خلال شخصية ( جين مكملاين) مساعدة المدير التي كان يطلق عليها المعتقلون (الحمامة) لإنها كانت ترفض الممارسات الشاذة التي تقوم بها إدارة السجن تجاههم مما حدا بها الى الانتحار

    اما التساؤل الثاني الغاية من الترميز الذي استخدمه الكاتب للتعبير عن شخوص روايته لاسيما الجنرالات السبعة واسماؤهم الغريبة (جنيد، فضيل، شنفرة، سنون، بلخي، داراني، حرار)؟

    حقيقة الامر ان الكاتب جعل من هذه الأسماء دعوة مفتوحة لتساؤلات أخرى وأكد ذلك في الصفحة 175 من الرواية عندما قال:

    نتساءل:

    يا إلهي .... من اين جاءت هذه الأسماء التي تحمل آثار قرون؟ هل هي أسماء مستعارة لإخفاء شخصياتهم ام أسماؤهم الحقيقية؟

    ويستطرد قائلا ً:

    ربما استعاروها بلحظة اندحارهم وهزيمتهم. فأطالوا لحاهم كالنسّاك والزاهدين لإضفاء هالة قدسية على أنفسهم، كما لو انهم يقومون بدور سماوي بابتهالاتهم على الأرض. كيف أتو إلى هذا المعتقل، وكيف اختفوا وراء جبال من الاسرار في هذه الصحراء؟

    يحسب لشاكر نوري انه من الروائيين العراقيين الذين تصدوا للمشهد العراقي وتغيراته بعد عام 2003م وجعل من رواياته بانوراما تعرض لنا ذلك المشهد وستظل شاهداً عليه

    كنت أتمنى من الكاتب ان يسّير الاحداث التي جرت في منتصف الرواية بنفس الوتيرة والنسق الذي بدأ وختم به الرواية وان يبتعد عن التكرار والاسهاب في بعض المناطق

    تقييمي للرواية 3.5 /5

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون