صاحب السر > مراجعات رواية صاحب السر

مراجعات رواية صاحب السر

ماذا كان رأي القرّاء برواية صاحب السر؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

صاحب السر - عمار علي حسن
تحميل الكتاب

صاحب السر

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ممتازة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    صاحب السر

    عمار على حسن

    216 صفحة

    2021

    الدار المصرية اللبنانية طباعة - نشـر - توزيع

    *عندما يصبح القبر سجنًا بين الحياة والموت*

    من الوهلة الأولى تبدو رواية صاحب السر عملاً عنيفًا في هدوئه، صادمًا في بساطته، كأن الكاتب اختار أن يفتح للقارئ نافذة ضيقة على قبوٍ مظلم قبو لا يسكنه الموتى وحدهم بل

    أولئك الأحياء الذين يعيشون مجرد حياة لا تشبه الحياة.

    ظاهر الرواية يحكي عن الغفلة والجهل والظلم، لكن باطنها يفتح أسئلة أعمق عن معنى الوجود، عن قدرة البشر على سحق بعضهم بلا تردد، وعن هشاشة الإنسان أمام مجتمع لا يلتفت إلا إلى ما يريد دفنه… ولو كان قلبًا نابضًا.

    تبدأ الرواية بحكاية صادمة عن رجل يصاب بكريزة كُلى فيظنه الجميع قد مات، وما إن يستشعروا ضيق وجوده عليهم حتى يدفنوه حيًا، متخلصين من عبء رجل ظنوا أنه انتهى.

    دفنوا معه أنفاسه وذكرياته، ودفنوا قبل ذلك أسرارًا يعرفها عن ناس البلد وأحوالها، أسرارًا ربما كانت سببًا في خوف البعض منه ورغبتهم في التخلص من صداع الحقيقة.

    هنا يبدأ العمل من جوف التراب، من مكان لا يُتوقع أن تخرج منه الحكايات، فيفيق المغدور على ظلام القبر، لا يرى شيئًا ولا يسمع سوى نبضه المرتعش، فيجتر ماضيه كلّه كأن روحه لم تجد مفرًا إلا أن تحكي قبل أن تنطفئ إلى الأبد.

    تأتي ذكرياته محمّلة بمرارة لا يملك القارئ إلا أن يلمسها.

    حياته تسير فوق صحراء جرداء، صحراء لا تعرف الرحمة، تقف الشمس فوقها بعين حامية لا تلين، تنظر إلى إليه كما تنظر إلى قطعة فحم تتحرك ببطء نحو احتراقها الأخير.

    يحدّثنا البطل عن مولده ونشأته والآلام التي حفرت في روحه، عن فقدٍ لم يلتئم مهما مرّ من السنين، وعن صبرٍ ثقيل عاشه مضطرًا لا مختارًا، كأن حياته كانت سلسلة امتحانات لا تنتهي.

    كلماته تخرج منه كمن يشهد على حياته بعد أن عجز قلبه عن حمل ذكرياتها بعد الآن، فنراه يفتح لنا صفحاتٍ دامية، يرى الحب فيها منتهيًا، ويرى قلبه مقهورًا ينزف حتى بعد الموت… رغم "أن الموتى لا ينزفون".

    وليس الألم وحده ما يحكيه، بل يرسم لنا حياة أناس عرفوا الدنيا فلفظوها، وأداروا لها ظهورهم كمن يقرر أن الموت أهون من حياة تضيق به.

    نرى رجالً فقد رغبته في الاستمرار، فظل يمشي على جسر فى الغروب وكأنه ذاهب إلى الموت بقدميهم دون خوف ولا سخرية، كأن الموت راحةٌ مستحقة.

    ونرى كذلك كيف يترك الموت الكبير المتجبر، ثم يأخذ الطفل الصغير، وكأنه يذكّرنا بأن الحكمة العليا لا تُقاس بعدالة البشر، وأن سرّ الاختيار لا يملكه إلا الخالق وحده.

    لكن جوهر العمل أعمق من كل هذا.

    في عمقه يتحدث الكاتب عن بطش الناس بعضهم ببعض، بطش لا يفرّق بين طبقة وأخرى؛ فالتجبر يتبدل شكله من شخص لآخر لكنه يبقى هو نفسه رغبة في سحق من هو أضعف، أو إسكات من يحمل الحقيقة بأى شكل.

    يناقش العمل نظرة الفرد إلى الحياة والموت، كيف يراهم البعض نهايات، ويراهما آخرون بدايات، وكيف يعيش الكثيرون موتى من الداخل بينما القليل فقط يتركون وراءهم ذكرى تُطمئِن أو تُرعب القلوب.

    يعتمد الكاتب على دقة مدهشة في كل تفاصيله، حتى أسماء الشخصيات لم توضع عبثًا، بل لكل اسم جذره ومعناه ومغزاه، وكل اسم يضيء جانبًا من شخصية صاحبه، وكأن اللغة هنا تؤمن بأن الأسماء ليست مجرد حروف؛ بل أقدار، وظلال نفسية، وإشارات خفية للقارئ المتأمل.

    ويأتي اختيار المرض الذي لازم البطل حتى القبر كضربة فنية لافتة فقد أصيب البطل بتخثر في الكبد، والكبد هو عضو تنقية السموم من الجسد.

    وكأن الكاتب يلمح هنا إلى أن فوضى الحياة وسمومها تجاوزت قدرة البطل على الاحتمال، حتى لم يعد قادرًا على تنقية نفسه لا خارجيًا ولا داخليًا.

    وكأن المرض يقول إن الروح حين تُرهَق، يعتل الجسد تبعًا لها، وإن ما يتحمله الإنسان من عفن الحياة لا يموت، بل يسكنه حتى الموت.

    وللموت في هذا العمل نكهات عديدة، وإن كانت كلها مرّة، لكنها ليست مرارة واحدة.

    فهناك مرارة فقد الأم، ومرارة فقد الأب، ومرارة فقد الأخ حتى وإن كان بالتبنى ولكل منهما لون وطعم لا يشبه الآخر.

    هناك مرارة فقد صديق الحرب، حتى وإن لم تعرف ديارنا حربًا فعلية.

    وهناك مرارة فقد النفس، اللحظة التي يتيقن فيها الإنسان أنه مهما عاش فوق الأرض فهو مدفون في داخله منذ زمن بعيد.

    اما عن مرارة فقد الحب فهذا ملا يستطيع بطلنا وصفه سوى بشوق دائم ونكران لهذا الفقد فى محاولة بائسة لاستمرار الحياة.

    ولا يتوقف الكاتب عند الحديث عن الموت، بل يذهب إلى العلم وتأثيره على الإنسان.

    العلم هنا ليس مجرد مصباح ينير الطريق، بل قوة تفتح المدارك وتوسّع الأفق، لكنها أيضًا قد تضع الإنسان في موضع لم يكن يريده، تكشف له أسرارًا ما كان يتمنى معرفتها.

    العلم كما يراه الكاتب قد يكون هبة، لكنه أحيانًا يكون لعنة، خصوصًا حين يضع صاحبه في مواجهة عالم قذر لا ينجو فيه صاحب البصيرة.

    ثم يظهر محورٌ قاسٍ في الرواية انتهاك البدن والروح.

    فالكاتب يصور كيف أن الانتهاك حين يكون برضا صاحبه لا يكون إلا خضوعًا لمتجبرٍ يأوي فى بيته امرأة لا تحترمه ولا تحترم نفسها.

    ويرسم لنا شخصية المرأة التي تمثل عمود البيت وثقافته، وكيف تنشأ أجيال من أبناء الس*فاح يحملون عطبًا لا يفهمون أصله، وكيف تتدهور العصور وتتدنس النفوس دون أن ندرك سبب الانحدار الحقيقي.

    ويطرح سؤالًا مهمًا هل الز*نى هو فقط ز*نى الجسد؟

    ويجيب أن لا، فز*نى العقول أشد وأخطر، حين يترك الإنسان عقله للأفكار الملوثة تنتهكه مقابل الحفاظ على بيت أو منصب، أو لإشباع شه*وة مريضة، فيغدو العقل نفسه خائنًا.

    وفي محور السي*اسة، يتجلى التوبيخ الأكبر في الرواية كيف يصبح حامل القانون نفسه أعمى وأخرس ومشلولًا عن تنفيذ القانون في بلد آثم.

    كيف يختنق العدل، وكيف يسكن الخوف في أفواه الناس، وكيف يحيا البعض أعمارًا كاملة في صمت عقيم قبل أن يثوروا على الظلم في لحظة قد تكون الأخيرة.

    لغة الرواية عربية فصحى سلسة، بلا مبالغة ولا استعراض، لغة قوية تخاطب القارئ مباشرة وتوصله إلى المعنى دون التفاف.

    لم يلجأ الكاتب إلى زخرفة لغوية، بل اعتمد على بساطةٍ تحمل قوة، وعلى سردٍ يصفع القارئ دون أن يعلو صوته.

    وهذا ما جعل الرواية عملًا يجمع بين حكمة السي*اسة وبلاغة الخطاب، كأن الكاتب يكتب لمن يملك القدرة على الفهم… ولمن ينتظر كلمة توقظه من سبات عميق.

    تلك الرواية ليست مجرد حكاية رجل دُفن حيًا، بل هي شهادة على مجتمع بأكمله، مجتمع دفن كثيرًا من أبنائه وهم ما زالوا على قيد الحياة.

    دفن أحلامهم، أصواتهم، حقوقهم، وحوّلهم إلى أشباح تمشي بين الناس.

    وبين كل هذا يظهر صوت البطل من داخل قبره ليقول إن الظلم لا يُدفن، بل يتنفس معنا، وإن الحقيقة لا تُمحى، بل تنتظر اللحظة التي تصرخ فيها مهما كان الصمت طويلًا.

    إنها رواية فى القبر، لكنها في الحقيقة رواية عن الحياة… عن ذلك العالم القاسي الذي يدفع الإنسان إلى ظلام القبر قبل أن يدفنه فيه فعلاً.

    وعن أولئك الذين يتشبثون بالحقيقة حتى لو كان هذا آخر ما سيفعلوه فى هذا العالم.

    #ماـوراءـالغلافـمعdDoaasaad

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1
المؤلف
كل المؤلفون