ا
الجريمة والعقاب - الجزء الأول
نبذة عن الرواية
أرسل دوستويفسكي رسالة إلى ناشر جريدة الرسول الروسي يقول فيها: هل آمل في نشر رواية في مجلتك الرسول الروسي ؟ إنها دراسة نفسية لجريمة تقع في أيامنا هذه، بل في هذا العام بالتحديد. شاب من أسرة بورجوازية صغيرة مطرود من الجامعة ويعيش في بؤس قاتل، بدون وعي، بمبادئ مضطربة، متأثراً بأفكار غريبة غير ناضجة، مجالها الخيال، يقرر الإفلات إلى الأبد من وضعه التعس. يصمم على قتل امرأة عجوز، أرملة مستشار مستبد، تقرض المال بالربا، لإسعاد أمه التي تعيش في جنبات العاصمة، وإنقاذ أخته المستخدمة لدى مالك عقار يهدد مستقبلها، ولإنهاء دراسته والسفر إلى الخارج وليحيا سعيداً مستقيماً ملبياً واجب الطيبة مع الآخرين من هذا الجنس البشري. إن استطعنا أن نسمي جرماً هذا الفعل ضد شخص عجوز صماء، خبيثة و عليلة، ربما ماتت بعد شهر حتف أنفها. علماً أن هذه الجرائم صعبة التحقيق بشكل رهيب، لأن الدوافع والأمارات جلية واضحة، وأن كثيراً من الأمور متروكة للصدفة، الأمر الذي يفضح المجرم دائماً، كل هذا يجعل المجرم يعزف عن مشروعه. وينقضي شهر بين الجريمة وبين الكارثة النهائية. القاتل غير متهم أبداً، ولا يمكن أن يكون. وهنا يتضح تطور الجريمة النفساني: قضايا عصية وغير متوقعة توجع قلبه. العدالة الإلهية وشرعة الناس تأخذ حقها ويكره أخيراً على الذهاب إلى حيث يشيء بنفسه. لم يمت في المنفى، بل عاد ليعيش بين الناس. إن ما يعذبه هو يقظة الحس الإنساني في ضلوعه بعد أن أنجز جريمته. إن قانون العدالة والطبيعة البشرية أخذا حقهما. فالمجرم نفسه يقرر قبول العذاب ليكفر عن خطيئته.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 1956 صفحة
- ISBN 13 9781773221847
- دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Misaki Mei
صراحة انا لم انتهي من قرأت الكتاب وانا كنت لا احب القأة ولكنهاذ الكتاب مشوق من العنوان وقررت اقرأو وصح هاذ الكتاب مشوق وجميل وانصح اي واحد يريد قرأة
-
Mohammed Makram
ما العقل إلا خادم الأهواء
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
راسكولنيكوف الشاب الجامعى الذى يخطو على طريق العلم ليكون قاضيا أو رجل قانون أو كاتبا لامعا أو عالما أستاذا يشار له بالبنان ذو العقل الراجح و اليد المعطاءة و القلب الذى يتمزق إذا رأى صاحب حاجة لا يستطيع أن يلبى حاجته.
هو فقير ماديا فقرا اضطره لترك دراسته و التقوقع على نفسه لكن راسكولنيكوف رغم بقاءه وحيداً في جميع اﻷحيان تقريباً، لا يفلح في الوصول إلى الشعور بالوحدة.
لا يكفي أن يكون المرء ذكيًا حتى يتصرف بذكاء و كما نقول نحن هنا في هذه الجهة من العالم: تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.
راح يتقدم في طريقه دون أن يبصر شيئاً مما حوله حتى وجد نفسه في طريق الجريمة التي لا فكاك منها حتى إذا ما بلغ الطريق, تخلى عن مخاوفه, أو هي تخلت عنه
هل تدرك يا سيدي العزيز ما معني أن لا يعرف
الإنسان إلي أين يذهب؟ ذلك أنه لابد لكل إنسان أن يستطيع الذهاب إلي مكان ما
إن كل إنسان يا سيدي بحاجةٍ إلى ملجأ يشعر فيه فيه بالحنان والشفقة
إن الشفقة في أيامنا هذه يحظرها العلم ، البؤس رذيلة ، يستطيع المرء في الفقر أن يظل محاظفاً على نبل عواطفه الفطرية، أما في البؤس فلا يستطيع ذلك يوماً ، وما من أحد يستطيعه قط ، إذا كنت في البؤس فإنك لا تطرد من مجتمع البشر ضرباً بالعصا ، بل تطرد منه ضرباً بالمكنسة بغية إذلالك مزيداً من الإذلال.
نعم اننا نستطيع عند اللزوم أن نخنق حتى احساسنا الأخلاقي! إننا نستطيع عند اللزوم أن نحمل إلى السوق كل شيء فنبيعه فيها: الحرية، الطمأنينة حتى راحة الضمير ! فلتتحطم حياتنا إذا كان في ذلك سعادة لأولئك الذين نحبهم! وأكثر من ذلك أننا نلفق لأنفسنا عندئذ سفسطة خاصة فنريح ضمائرنا إلى حين، مسوغين أعمالنا قائلين لأنفسنا: إن ما فعلنا هو ما كان ينبغي لنا أن نفعله مادمنا نعمل في سبيل هدف نبيل وغاية شريفة