اقتباسات من رواية لن نصنع الفلك

تُستعاد الذكريات فعلًا مرة واحدة، بعد ذلك يصبح أثرها ملوَّثًا بذكرى استعادتها الأولى، وهكذا حتى تختفي اللحظة الأصلية خلف استعاداتها المتتالية، استعادتها للمرة الأولى هي في الوقت نفسه وداعها الأخير، يفسِّر هذا أننا نلتفت فجأة للوراء إثر كل مغادرة، لأن

لمَ يبخل المرء على نفسه بقصص عظيمة؟

رثائي لكل فاتن عطَّله التردد، ولكل فكرة ساحرة خانتها اللغة

‫ لكل جميل مرتبك، ولكل عظيم عديم الثقة.

تبدو الوحدة كظلام تألفه بطول الإقامة، وينقبض قلبك، حين يهل عليه أحد بغتة، مثلما تُغمَض العين من النور المفاجئ.

أفكر في طريقة جديدة لأملأ فراغ روحي من دون الاستعانة بكِ، لهذا إذن كان الشعراء يناجون الليل والقمر والحمامات التي تحط فجأة على الشباك، وتفكرين في طريقة جديدة لملء فراغك من دون الاعتماد على الثقة التي يكسبك إياها صدك لي،

لا، لم يكن النسيان لعبة عادلة بيننا، انطلقتِ مبكرًا عن الصفارة.

الملحمة لن تنقذ من لم ينقذها

‫ والحب لن يقبل أن يكون محض تعويض عن الهزيمة

يجدك الناس حكيمًا أكثر وأنت صامت، أنت أيضًا تعرف أنك حين ستبدأ في الحديث، ستبدأ الأمور بدورها في السير عكس ما تريد، لهذا ستفضل الصمت أيضًا.

لقد اعتبرنا الاندماج الكامل في الملحمة شكلًا من أشكال النفاق. وفي التحليل الأخير، لقد اعتبرنا الملحمة نفسها شيئًا لا يمكن الإيمان به حتى النهاية، ولكن من الأفضل دائمًا الوقوف على أطرافه، وليس الخروج منه نهائيًّا.

أُخرج من قلبي جميع من أحببت، وأشاركهم العشاء الأخير كل ليلة، ثم أودعهم فيه، وأهمس لهم: «نومًا هنيئًا»..

مثل غالب الناس، أجيد إرشاد الآخرين في حيواتهم، وأتوه تمامًا في مشكلاتي.

وأخاف ألا أمتلك ما يمكنني من المشاركة في خلق عالم أجمل، سوى خوفي

أخاف على الخائفين وهم يطمئنون من هم أقل خوفًا، لشعورهم بالمسؤولية

أخاف أن تُواجَه نكاتي بالصمت، وأن يتسبَّب أحد أفعالي في حزن شخص ما

‫ أخاف أن أثقل على من أحبهم، دون أن أدري

‫ وألا أنتبه لمن يطلبون مساعدتي

أخاف مما لا يمكنني استدراكه، ومن انفلات ما هو لي

‫ ومن رغبة عقلي في معرفة كل شيء، قبل أي حركة

أخاف من عدم معرفتي بذاتي، هل خلف هذا الجسد المرهق، والعقل المليء بالهواجس يوجد شيء أجمل، هو أنا، أم أنني محض مجموع مخاوفي وآلامي؟

أخاف أن يظل العالم يحاصرني، حتى يكاد يمحوني

‫ أن أظل أهرب مما يخيفني، حتى أنسى ما أريد

‫ وأن يلجمني التردد، فأظل في مكاني دومًا

تهكمنا على محدودية طموحات آبائنا، ثم تمنينا حياتهم الرتيبة. في الثلاثينيات من أعمارنا، ونحمل حكمة الشيوخ عن فضائل الصبر والصمت والمداراة. ملصوقة أجزاؤنا بصمغ من التواطؤ والتظاهر بالصلابة

أكتشف لعبة جديدة، فأفرغ لها يومي تمامًا. يغرق قلبي في الأشياء، ثم يضجر ويبحث عن بحار أخرى، كل شيء تعلمته، كل شيء جميل فعلته، مدين لهذا الغرام اللحظي، الولع الطاغي بكل أفق جديد،

يقول صديقي إني أنجذب لاإراديًّا لأضدادي، وتقول صديقة إنني أبحث فيهم عن نفسي التي أحلم بها،