في هذا الجزء من السلسلة، تحكي الرواية عن قصة الأريسيين والفاندال، وممالك القوط والرومان، وقسطنطين وجند يوحنا، وتجول بنا بين البلدان عربها وعجمها، وتعرفنا على وقائع وحوادث تاريخية لم نسمع بها يوماً ولم ندرسها في أي منهج دراسي.
تابع نضال في هذا الجزء حله للألغاز والأحاجي التي ستوصله إلى معرفة اكتشافات والدته ومصيرها، فكان أن مضى بنا لحل أحجية البنود العشر وإيجاد إحداثيات الغز الجديد الممهد للجزء الأخير من السلسلة.
وجدت هذا الجزء هو الأفضل والأكثرتشويقاً وإمتاعاً، وذا الحبكة الأمتن والأعقد، وهو شيء لم أجده كثيراً في الأجزاء الماضية. فمن الواضح أن الكاتب استطاع تلافي أخطاء الأجزاء القديمة ليخرج لنا برائعة تاريخية تحبب لنا التاريخ وتقربه إلى قلوبنا، عن طريق عرضه بأسلوب شائق يسهل فهمه والاستمتاع به والاحتفاظ به في الذاكرة.
زودتني هذه الرواية بمعلومات تاريخية جديدة كلياً عن ممالك وأزمان وأشخاص ومنظمات وأحداث لم أكن أعرفها، وشجعني على القراءة والبحث أكثر، وخرجت منه بفوائد وعلاقات وروابط تاريخية كان من الجيد معرفتها وإدراك وجودها.
يستحق هذا الجزء النجوم الخمس بجدارة، وبانتظار الجزء الأخير، ولو أنني لا أريده أن يكون الأخير، نظراً لكون السلسلة قمة في التشويق وقليلاً ما نجد مثلها في أدبنا الروائي المعاصر.