من أجمل الكتب الروحانية التي قراتها على الإطلاق. ربما لمشاعر كاتبها التي نلمسها مع كل كلمة. ربما لأنه كان نتاج تجربة الكاتب ولم يكن مجرد كلام مجموع ومنسق ووعظي يخبرك بأن تفعل كذا وتنتهي عن كذا.
على الرغم من أن الكتاب كان في معظمه يتبع أسلوب الوعظ المباشر، إلا أنه كان وعظاً نابعاً عن تجربة، نابعاً عن شعور لا يصله الكثيرون، ومن يصله ربما لا يستطيع التعبير عنه بهذه العذوبة والبلاغة والتأثير.
كانت كلمة المؤلف تنساب وتتدفق إلى القلب مباشرة، فيتلقى القلب الكلمات فيطمئن ويسعد ويشعر بمقدار تفاهة الدنيا التي نتهافت عليها ونحزن ونحارب ونجادل ونفني الأرواح والأجساد لأجلها. ويظهر مقدار عظمة الله ورأفته وحبه لنا التي تتجلى في أسمائه وصفاته التي شرح منها وعنها هذا الكتاب.
يصور الكتاب كيف أن من يعيش لله ومع الله في كل حركة وسكنة ينعكس هذا على سلوكه ورضاه ومواقفه من ابتلاءات الحياة ومصاعبها، وكيف أنه يستقبل البلاء بكل رضا وتسليم وقناعة وحتى حب، فيقوى ويقوي من حوله بالقوة التي أعطاه الله إياها.
كان الكتاب مؤثراً جداً وفيه ما فيه من التجارب الشخصية والعبر الخفية والمشاعر القوية الحقيقية التي تخرج من القلب لتدخل قلباً آخر. فقلما نجد كتاباً يعظنا كاتبه بما جرب واختبر وعاش ووعى وتعلم وفهم بنفسه.
قسّم الكتاب إلى عدة مقالات كل منها يتناول نوعاً معيناً من المغالطات التي يحياها أغلبنا وتنغص عليه عبادته وحياته دون أن يدري.
كما تناول قصصاً مختلفة ومواقف ونقاطاً كلها تصب في مصب الصبر على البلاء والتصبر والرضا بقضاء الله وحسن التسليم و القناعة، وحسن الظن بأن الله لن ييسر لنا إلا الخير سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه، انطلاقاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْه سراء شكر وكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضراء صبرَ فكان خيراً له".
كان الكتاب خفيفاً ويقرأ بسرعة على الرغم من صفحاته التي تتجاوز المئتين.
أنصح بقراءته ونشره، عسى أن يكون بلسماً لجراح البعض، أو وقاية أوشفاء.