-بغداد فيها اوبرا؟
-فيها كل شيء
-ماذا فيها أكثر من باريس؟
-دجلة ومليون نخلة وأمي.
النبيذة
نبذة عن الرواية
ثلاث شخصيات، امرأتان ورجل، لكل منها صوتها وقصّتها الخاصّة، تلتقي في رواية يجتمع فيها الحبّ مع الموسيقى، والشّعر مع الجاسوسيّة. تاج الملوك عبد المجيد، الصّحافية المتحرّرة صاحبة مجلّة الرّحاب التي رعاها نوري السّعيد في أربعينيّات بغداد. منصور البادي، زميلها الفلسطينيّ في إذاعة كراتشي الذي هاجر إلى فنزويلا وأضحى مستشارًا لرئيسها هوغو شافيز. ووديان الملّاح عازفة الكمان في الأوركسترا السمفونيّة العراقيّة التي يُثقلُ أُذنيها صَمَمٌ به عوقبت لأنّها تمرّدت على نزوات ابن الطاغية. سالفةٌ إثر سالفةٍ، تغزل النبيذة خيوطَ الوقائع بمغزل الخيال، حين تُحرف مصائر البشر عن مساراتها الطبيعية، عابرة ثمانين عامًا من تاريخ بلد مُعذِّبٍ ومُعذَّب: العراق. . . "تحكي "إنعام كجه جي" في الرواية عن شخصيات حقيقية وأحداث واقعية وتغزلها بمغزل الخيال، لدرجة لا نعود نميز بين الاثنين، أيهما حقيقي وأيهما من صنع الخيال وحده. ربما نلجأ للبحث عن اسم الصحافية العراقية، وعن اسم مجلتها، ثم نتذكر أن كل ذلك غير مهم، وأن المعيار الوحيد الذي يضمن بقاء أي نصٍّ أدبي، هو جودة صنعته، وقد نجحت الرواية في تحقيقه، فكانت "النبيذة" شخصيةً من لحمٍ ودم وورق." رصيف22 . . "استطاعت إنعام كجه جي أن تجمع في روايتها بين الهم العربي العام وهموم أبطالها الخاصة، وأن تجعل الاثنين متداخلين مترابطين بطريقة ذكية، ومن خلال لعبة سردية تتشكّل كقطع البازل قطعةً قطعة، ويسير القارئ فيها مدفوعًا بالحكايات التاريخية التي ربما يكون قد سمع عن بعضٍ منها، والشخصيات والزعماء السياسيين المعروفين مثل أحمد بن بلا، ونوري السعيد وغيرهما، وبين الثورات والأحداث السياسية التي تبدأ منذ العصر الملكي وتنتهي عند ثورات الربيع العربي التي تسمع صيحاتها وهتافاتها بطلة الرواية وهي ترقد مريضة في المستشفى بباريس" ابراهيم عادل، موقع اضاءات . . "تقدّم الكاتبة صورة للمجتمع العراقي في ثلاثينات القرن الماضي. وهي صورة باذخة في جمالها ودلالتها. وكأنّ الكاتبة ترثي لما حلّ على هذه المدينة الأبيّة من تشوهات وخسف لتاريخها ومكوِّنها الثقافي بفعل الدواعش والطائفية وقبلها الحروب." ممدوح النابي، العرب. . . "وأنت تقرأُ هذه الرواية التي تتراوح أحداثها بين الحاضر والماضي، تتأكد من اكتساب شخصيتي وديان وتاج الملوك دلالة رمزية، الأولى تمثل عصراً وئِدت فيه كل الرغبات واستغرق فيه الإنسان داخل استيهاماته. أما الثانية فتُمثل حقبة زمنية مفعمة بالأمل وإطلاق العنان للرغبات ما يجمع بين شخصيتين تشوق على حب لاح واختفى، ومدينة بغداد التي تبدو أجمل في الصور القديمة على حد قول وديان .ما تهدف إليه هذه الرواية ليس محاكمة التاريخ، بل بلورة وعي جديد بأفراد وشخصيات صنعت أحداثاً لها امتداداتها في الحاضر." القدس العربي. . . وصلت روايتة«النبيذة» إلى القائمة الطويلة في جائزة الشيخ زايد للكتاب، وهي على القائمة القصيرة للبوكر هذا العام 2019التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 514 صفحة
- ISBN 13 9789953111353
- دار الجديد
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية النبيذة
مشاركة من zahra mansour
اقتباس جديد كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
[email protected]
لا تكتمل مُتعة القراءة إلا بلغة ساحرة.
لهذا فقراءة رواية النبيذة كانت تجربة رائعة في كثير منها، يعود ذلك إلى عذوبة اللغة التي كتبت بها الرواية الكاتبة العراقية إنعام كجه جي. لغة بديعة جمالية بلاغية تدغدغ الروح. تجعل القارئ ينتظر الأحداث ليس رغبةً منه لمعرفة ما ستحمله من مُفاجآت، بل تشوّقًا للاطلاع على إبداع الكاتبة في وصف المشاهد والمشاعر والانفعالات الخفيّة قبل الظاهرة.
وأكاد أجزم بأن جمال اللغة هو أقوى ما الرواية، وهو ما يجعل القارئ يتسامح مع بعض الأخطاء والتناقضات التي قد تُخرّب جودة العمل.
لقراءة المراجعة بشكل مُنسّق مُطعّم بالصوّر - اضغط على الرابط التالي
****
أحببت بشدة رحلة الرواية عبر التاريخ والتي جمعتني بالعراق الحبيب فطاب بي المقام في بغداد الجميلة أبدًا. قرأت تفاصيل كثيرة مُدهشة أعرف قليل منها وكثير كنت أجهله. أسرتني الكاتبة بمعلوماتها الثريّة بتنوّعها السياسي والاجتماعي واللغوي، فجعلتْ من تجربة القراءة رحلة جميلة تمنيّت ألا تنتهي.
لا شك أن إنعام برعت في وصف الشخصيات سواء في رسم ملامحها الرئيسة أو إبراز مبرراتها المُتباينة، أو تجسيد رغباتها المتضاربة. فالشخصيات مكتوبة بعناية لافتة واهتمام ملحوظ. وإن تفاوتت جودة الشخصيات في مراحل الرواية. تاج الملوك ووديان ومنصور.. ثلاث شخصيات ممتازة لتحريك الأحداث. إن قارنا بينهم من حيث الجودة سنجد أن أقلهم منصور وأتقنهم وديان. بينما تتأرج شخصية تاج الملوك بينهما؛ فتطغى عليهما أحيانًا ويخفت بريقها أحيانًا أخرى.
ولأن لكل مِنّا ميزانه الخاص وتقديره المُتفرّد في الإحساس بالعمل الإبداعي. فقد وجدت -حسب رأيي الخاص- أن الكاتبة قد زخرفت شخصية تاج الملوك حدّ البهرجة، فاختلّ منها ميزان الشخصية فأضحى الوصف مُفرطًا عند سعيّها لإظهار شخصية تاج الملوك كشخصية نسائية مُبهرة ساحرة لأعين الرجال جمعاء. وأحب أن أوضّح أن هذه النقطة لا تتعارض مع تفهّمي التام لرؤية الشخصية -حسب منطق الشخصية- فطبيعي أن تكون تاج الملوك الصحافية الفاتنة الجريئة التي صاحبت علية القوم وعاشرت الكثير من الرجال سواء للتمتّع بهم أو لاستغلالهم أو حتى لإذلالهم، طبيعي أن ترى هذه الشخصية نفسها بمنظور نرجسيّ. لهذا أكرّر أن المشكلة ليس في التوصيف وإنما في الزيادة فيه حدّ الغلوّ.
شخصية منصور البادي جاءت مُحكمة وجيّدة، لكنها كانت دومًا أقل وهجًا من الشخصيات النسائية التي هيمنت على الرواية بكل قوة. أعجبتني الشخصية بتناقضاتها وضعفها، وحلمه الذي طارده عُمره كلّه ليكتشف في النهاية أن الزمن يُغيّر كل شيء، وأن ذكرياتنا تخدعنا بأوهامٍ برعت في نسجها داخل عقولنا بتواطئ مِنّا!
ملحوظة: لسبب ما شعرت بإسقاط خفيّ في علاقة منصور البادي وتاج الملوك، خاصة أثناء مراسلاتهما وبوح منصور بعشقه إلى تاج الملوك، وتجاهلها لأكثر ما يكتبه مع إرسال بعض الخطابات ذات الجملة الواحدة أو فقرة واحدة مما كان يثير جنونه. شعرت بتشابه قويّ بين هذه العلاقة وعلاقة عسّان كنفاني وغادة السِمّان!
وديان... أكثر الشخصيات المكتوبة إتقانًا في الرواية. براعة مُدهشة من الكاتبة في تجسيد مشاعرها المُتضاربة والتحوّل التدريجي لمشاعرها والاضطراب الشديد الذي يؤرجحها ما بين أمل الكاذب ويأس مُمكن! قرار وديان في النهاية كان موفقًا بكل تأكيد من الكاتبة التي أظهرت الجانب الرمادي للإنسان بكل دقة. لا يُمكن أن تكره وديان... ستجدد لها مُبررًا لكل فعل تقوم به، لعلّنا نجد فيها شيئًا يُشبهنا!
من المشاهد المؤثرة في الرواية والتي برعت الكاتبة في وصفها مشهد الحفلة التي أقامها الأستاذ وحدثت فيها مأساة وديان. هذا المشهد كُتِبَ بإبداع مُتميّز.
أيضًا مشهد تاج الملوك عند النافورة والذي امتدّ حتى انتهى في الفندق؛ كان مشهدًا غنيًّا جدًا في الوصف الحسّي والمادي نجحت فيه الكاتبة في أن تصف المشاعر الجياشة التي تحيا في مشاعر عقل عجوز بشكل غاية في الروعة.
لكن الرواية على الرغم من جمالها لكن بها عدة سلبيات
تجاهلت الكاتبة تاريخ تاج الملوك في الجاسوسية (العشرين عام الأخيرة بعد تركها لإيران)، وهذا من المفترض هو جزء أصيل من شخصيتها، ولم تشر إليه أبدًا سوى مرتين، أولهما في جملة واحدة في الرواية أنها قامت بعدة عمليات خطيرة في إيران وفرنسا وبعض الدول الأخرى. والثانية في مشهد رفضها لعملية الاغتيال. وهذه سلبية مؤثرة جدًا لأن تجربة الجاسوسية والتعامل مع المخابرات تجربة لا بد أن تلقي أثرها على تاج الملوك، لكننا للأسف لم نر ذلك.
سلبية أخرى وهي أنها عاشت دون أن تؤذي أحدًا بالإضافة إلى كونها رفضت إتمام عملية اغتيال لكون الهدف عربيًا. وهذا يتناقض بشدة مع عملها كجاسوسة لفرنسا قامت بعمليات خطيرة في إيران وغيرها من البلدان، وهي المُجنّدة بسبب براعتها اللغوية العربية والفارسية، أي أن العمليات التي شاركت فيها لا بُد أن تكون قد حدثت في المنطقة العربية والإيرانية.
شعرت بأن هناك نقصًا في بناء العلاقة بين وديان وتاج الملوك، رأيت بأن هذه العلاقة كانت تحتاج إلى بناء أكثر كثافة من أجل إبانة الترابط الذي جمع بينهما في الوقت الحاضر. لكن ماضيهما -كُل على حده- قد استحوذ على المساحة الأكبر من السرد.
جاءت بعض المبررات مزعجة في الرواية، مثل تبريرات مغامرات تاج الملوك مع الرجال، وتبريرات علاقتها بالله، وإصرارها على أن الحُب ليس بخطيئة يُعاقب عليها الرب ما دامت لم تؤذ أحدًا. لم أحب هذه التلميحات في الرواية، وهو أمر يخصّني ولا أستسيغه رغم تفهّمي أن شخصية مثل شخصية تاج الملوك لا بد أنها ستُفكّر بهذا الشكل لتُبرر لنفسها ما فعلته في حياتها، وأيضًا أتفهّم أن هناك بالفعل من يُفكّر بمثل هذه الطريقة، خاصة وأن هناك احتمال كبير أن تكون هذه الشخصية حقيقية بالفعل.
رواية النبيذة للكاتبة العراقية إنعام كجه جي، رواية هادئة عذبة فاتنة. من الصعب ألا ينتشي أي قارئ بلغتها الآسرة.
تقييمي
3 نجوم
أحمد فؤاد
السابع من آذار مارس 2021
-
zahra mansour
إنعام كجه جي تثبت تميزها بين الروائيات العربيات، تأتي بالجديد بكل رواية من رواياتها، هنا النبيذة ممتعة ورائعة ومختلفة، العراق التي نحب بتاريخها بالفترة الملكية وبواقعها الآن بما يحمله من كوارث..الشخصيات والسرد واللغة والحكايات جميعها اعتنت بها إنعام لتجعلنا نلهث وراء الصفحات ولا نشبع من حكاياتها! جميلة وتستحق أن تُقرأ
-
اسلام نبيل منسى
من أجمل ما قرأت في الأدب العربي الحديث. لغة عذبة، ومشاعر صادقة استطاعت الكاتبة ان تجعلنا نقرأ بمشاعرنا.
سيقال عنها يوما ما: إحدى روائع الأدب العربي