اقتباسات من رواية خريف شجرة الرمان

«لا تخدعوا أنفسَكم، ولا تظنّوا أنّ القشتاليّين سيوفُّون بعهدهم، ولا تركنوا إلى شهامةِ مَلِكهم. إنّ الموت أقلّ ما نخشى، فأمامنا نهبُ مدنِنا وتدميرُها، وتدنيسُ مساجدِنا، وتخريبُ بيوتنا، وهتكُ نسائِنا وبناتِنا، وأمامنا الجَورُ الفاحش، والتّعصب الوحشي، والسّياط والأغلال، وأمامَنا السجون والأنطاع والمحارق.. هذا ما سوفَ نعاني مِن مصائبَ وعسْف، وهذا ما سوف تراه على الأقلّ تلك النّفوس الوضيعة، التي تخشَى الآنَ الموتَ الشريف، أمّا أنا فوالله لنْ أراه»!

«إذًا، دعوه يعرفُ أنّ المسلم يولَد بين سيفٍ ورمح يؤنسانِه في المهد، فإذا حُرم منهما حُرم مِن الحياة. وإذا كان ملك قشتالة يرغب في سلاحنا، فليأتِ ويأخذْهُ بحدِّ سيْفه».

‫موسى بن أبي غسّان

‫ - «لا تحزن. إنّ الله معنا، وسيجعل سبحانَه بعدَ عسرٍ يسرًا».

‫ - «لا تحزن. إنّ الله معنا، وسيجعل سبحانَه بعدَ عسرٍ يسرًا».

الثغري (متحدثًا في إباء وشمم): «لقد أقسمتُ حين تولّيت المسئولية على الموت أو الأسر دفاعًا عن شريعة ربي وشرف مَن كلفني بذلك، وعلى هذا كنت أطلب من الرجال أن يقفوا معي، ولقد كان الأجدرُ بي أن أموت وأنا بيدي السيف من ذلّ الاستسلام، لولا المجاعة والخوف على هلاك الأطفال والنساء».

الجربي: «أنا واحدٌ من أولئك البشر الذين لا يريدون شيئًا من هذه الحياة».

‫ مركيز قادش :«ولمَ جئت إلى هذا المكان؟».

‫ محمد: «إنها علاقة الإسلام يا سيدي، الإسلام الذي يربطنا ويؤلف بيننا، وليست الحدود التي تفرقنا وتشتتنا، وتشعل البغضاء بيننا! أ

‫هلْ ترضونَ بأن تصير مساجدكُم كنائس، ويدقّ الجرس فيها عاليًا، ويخفتُ الأذان؟ لا والله إنّ باطن الأرض وقتذاك سيكونُ أفضلَ من ظاهرها، ولأنْ يكون لي قبرٌ في مالقة لخيرٌ مِن أن يكونَ لي قصر وهي في حكم القشتاليّين، غيرَ أنّني قرّرتُ مجابهة النصارى، فمَن منكم مستعدّ للذّود عن شرف الأندلس، ومَن منكم يتوقُ إلى الشهادة في سبيل الله.

‫حامد الثغري

«جميلٌ هو الحب، والأجملُ أنْ ينتهي باجتماعِ المحبّين؛ لأنّ القلب الذي لا يجتمع مع حبيبه يظلّ طوالَ الدّهر في شوق عظيم، وتظلّ روحه متعلقةً بحبيبه على مرّ الزمن، والحبّ يُمرض القلوب والنفوس. الحبّ لا يقتل العشاق، هو فقط يجعلهم معلّقين بينَ الحياة والموت».

«لقد جئنا لنجدتكم أو الموت معكم، فاطمئنوا.. فرقابنا دونَ رقابكم، ولن تسبَى نساء المسلمين وفي أحدِنا عرقٌ ينبض أو قلب يخفق. فاستعدوا لموتٍ مشرّف تحت أسوار هذا الحصن».

«إنّ الموسيقى والغناء يُضعفان صلابةَ الرجال ويُرخيان عزيمتَهم، ويجعلان الآذان تتعوّد ليونة الطرب وما يصاحبه من نساء وخمر، وبهذا ينفرُ الجنديّ من طبول الحرب وركوب الخيل وقعقعة السيوف. لقد أرهقتنا الدنيا، ولو عاد بي الزّمان لجعلتُ مِن غرناطة مملكة أخرى».

«لقد تعلّمنا أن الحروب لا تُكتسب بالتسرع والعتاد الكثير، بل بالحكمة والتريّث والصبر عند اللقاء، واتخاذ الحيطة وتحاشي الاستهزاء بالخصم، إنّ هؤلاء القوم لم يتعلّموا ممّا حدث لهم في لوشة، حتى أتوا إلينا هنا يحملون معهم كلّ صفاقة وغرور!».

«كيف تهرب وتتركُ مَن ناصروك، فإمّا أن تحيا بينهم أو تموت معهم».

‫ علي العطار: «حُقَّ على مَن تولّى ثغرًا من ثغور الإسلام ألّا ينام ولا يرتاح، وعدوُّه متحفّز له. لن ينام جسدي قبل أن تأمن لوشة، ويذهب القشتاليّون إلى الجحيم».

ومَن يعجز عن تحرير أرضه لن ينهضَ ليساعد غيرَه.

«غرناطة يا شجرة الرّمّان، لقد انتهتْ أيامُ ربيعك وازْدهارك، وانتهت أيامُ سعدك واخْضرارك، وحلّ خريفك.. خريفُ شجرة الرّمّان.. غرناطةُ، سوف أشقّ سترك وألتقطُ حبّاتك واحدةً واحدة، حتى أصل إلى قلبك، وأعتصره بيديّ هاتين (يقبض بيده بشدة).

فالسيادةُ ليست بالأمانيّ.. ولا يمنحها أحدٌ لأحدٍ.. بل تُنْتَزَع بالمغالبة وحدِّ السيف».

وهل تظنّ أن الظروف مواتيةٌ لنا كي نواجه أعداءنا، ونضمنَ لجيشنا الغلبة والنصر؟

‏"ما الفائدة من جيوش تستعرض قوتَها وتفتل عضلاتِها وتستجلي عديدها وعُدّتها فيما تنكصُ عن جهاد عدوها وعدوّ أُمتها؟

‏"ولمَ لا يعود؟ لماذا يا علي؟ ألا تعلم أنّ تلكم البلاد فُتحت منذ ما يقارب القرون الثمانية بثلّة قليلة من الرجال! "