السيرة النبوية لابن هشام؛ مختصر ابن هشام في سيرة خير الأنام - وهيب بن عطاء الله
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

السيرة النبوية لابن هشام؛ مختصر ابن هشام في سيرة خير الأنام

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

الغَرَض مِن هذا الكتاب يُرْوَى أنّ محمّد بن إسحاق (تُوفِّي سنة ١٥٢ه/٧٦٧م)، وكان وافرَ العِلْم غَزيرَ الاطِّلاع في أخبار العَرَب، أمَّ بغدادَ، فدَخَل يَوْماً على الخليفة المنْصور (٧٥٤م ٧٧٥م) وبَيْنَ يَدَيْه ابنُه المَهْدِيّ (٧٧٥م ٧٨٥م)، وكان حَدَثاً. فقال له المنْصور: أَتَعْرفُ مَن هذا؟ قال: نعم، هذا ابنُ أمير المؤْمِنين. قال: اذْهَب فصَنِّفْ له كتاباً مُنْذُ خَلَق اللّهُ تَعالَى آدَمَ إلى يوْمِنا هذا. فذَهب ابنُ إسحاق، فصنَّف له ذلك الكتابَ وعادَ به إلى الخليفة. فقال المنصور: لقد طوّلْتَه وأكْثَرْتَ، اذْهَبْ فاخْتَصِرْه. ثُمّ عادَ ابنُ إسحاق بالكتاب مُخْتَصَراً، وسَمّاه كتابَ «المَغازي والسِّيَر». فكان الكتابُ أوّلَ سِيرَةٍ في التّاريخ لِرَسول اللّه (ص)، ولكنّها يا للأسَف قد فُقِدَتْ وما زالتْ مفقودَةً، ما عدا بعْضَ المَقاطِع المخطوطة، الدّفينة في دُور الكُتُب. ومِمَّنْ ساهَم مُباشَرَةً لا عَنْوَةً في فُقْدانِها عالِمٌ آخَرُ في أخبار العَرَب، نَحَوِيٌّ لُغَوِيٌّ، اسمُه عبْدُ المَلِك بنُ هِشام (توفِّيَ سنة ٢١٨ه/ ٨٣٤م). فقَدْ تَناوَل ابنُ هِشام، بعْدَ ما يُقاربُ نِصْفَ قَرْن، كتابََ ابنِ إسحاق في المَغازي والسِّيَر، فاسْتَطْوَلَه، وقام بِوَضْعِ سِيرَة رسول اللّه (ص) في حُلَّةٍ جَديدَة مُخْتَصَرَة. يقولُ ابنُ هِشام في مُقَدِّمَتِه: «وأنا إنْ شاءَ اللّه مُبْتَدىءٌ هذا الكتابَ بِذِكْر إسماعيلَ بنِ إبراهيم، ومَنْ وَلَدَ رسولَ اللّه (ص) مِنْ وُلْدِه... وتارِكٌ ذِكْرَ غَيْرِهم مِنْ وُلْد إسماعيل على هذه الجِهَة، للاخْتِصار... إلى حَديثِ سِيرَة رسولِ اللّه (ص)، وتارِكٌ بعْضَ ما ذَكَرَه ابنُ إسحاق في هذا الكتاب، مِمّا ليْسَ لِرسول اللّه (ص) فيهِ ذِكْرٌ، لِما ذَكَرْتُ من الاختِصار...»(١). سَواءٌ أصحَّ هذا الخَبَرُ أم أنّه كان مُجَرّدَ فُكاهَةٍ طريفة لِتَشْوِيق القارئ واسْتِمَالةِ عَطْفِه، فما يُهِمُّنا هوَ أنّ مُخْتَصَرَ ابن هشام كان وما زالَ مُنْطَلَقاً لِعَدَدٍ لا يُحْصَى من سِيَر رسول اللّه(ص). ويعودُ السّبَبُ في ذلك لما تَحلّى به ابنُ هشام من سِعَةٍ في الاطّلاع وأمانَةٍ في سَرْد ما جَمَعَه من الحديث، وكان هذا الحديثُ أقْرَبَ ما يكون من عَهْد رسول اللّه(ص) وسِيرَتِه ومَغازيه وما قامَ به مِنْ فِعْلٍ أو قَوْل. وما يزيدُ في ثِقَتِنا بِفَضْل ابن هشام هو أسلوبُه في الرِّواية. فهو لا يجْهَلُ ما في الحديث المُتَداوَل من الاختِلاف والنَّقْص والتّناقُض أحياناً، فيُحاوِلُ أداءَ حَديثٍ مُوَحّدٍ مُتَناسِق مُتَسَلْسِل، قَدْرَ المستَطاع، ونحنُ نعرِفُ ما في هذا العَمَل من الصّعوبة.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.3 17 تقييم
266 مشاركة

اقتباسات من كتاب السيرة النبوية لابن هشام؛ مختصر ابن هشام في سيرة خير الأنام

ثمّ أرسَل النجاشيّ إلى أصحاب رسول اللّه(ص) فَدَعاهُم ودعا أساقِفَتَه فنَشَروا مَصاحِفَهم(١٢) حولَه، فقال لهم: ما هذا الدِّينُ الذي قد فارقْتُم فيه قومَكم ولم تدخُلوا في ديني ولا في دين أحَدٍ من هذه المِلَل؟ فقال له جَعْفَر بن أبي طالب: أيّها الملك، كنّا قوْماً أهلَ جاهليّة، نعبُد الأصنامَ ونأكل المِيتَةَ ونأْتي الفَواحشَ ونقطَع الأرْحامَ ونُسيءُ الجِوارَ ويأكل القَويّ منّا الضَّعيفَ، فكنّا على ذلك حتّى بعَث اللّهُ إلينا رسولاً منّا، نعرفُ نسَبَه وصِدْقَه وأمانَتَه وعَفافَه، فدَعانا إلى اللّه لنُوَحّدَه ونعبُدَه ونخْلَعَ ما كنّا نعبُد نحنُ وآباؤُنا من الحِجارة والأوْثان وأمَرَنا بِصِدْقِ الحديثِ وأداءِ الأمانَةِ وحُسْنِ الجِوارِ والكَفّ عن المحارم والدِّّماء ونَهانا عن الفواحِش وقَوْل الزُّّورِ وأكْلِ مالِ اليَتيمِ وأمَرَنا أن نعبُدَ اللّه وحدَه، لا نُشْرِكُ به شيئاً وأمَرَنا بالصَّلاة والزكاة والصِّيام وما إليْها من أمورِ الإسلام. فصدّقناه وآمنّا به واتّبعْناه على ما جاء به من اللّه. فعَدا علينا قومُنا فعذّبونا وفَتَنونا عن دِينِنا لِيَرُدّونا إلى عِبادة الأوْثانِ. فلمّا قَهَرونا وضيّقوا علينا خرجْنا إلى بلادك واخْتَرناكَ على مَن سِواكَ ورَغِبْنا في جِوارك ورَجَوْنا أن لا نُظلَمَ عندَك أيّها الملك. فقال النُّجاشيّ لِجَعْفَر: هل معك ممّا جاء به عن اللّه مِن شيْء؟ فقال: نعَم. فقال النجاشيّ: فاقْرأْه عَلَيّ. فقرأ عليه جَعْفَر صَدْراً من سُورة مَريَم. فبَكى النُّجاشيّ حتّى اخضَلّتْ لحيَتُه وبكَتْ أساقِفَتُه حتّى أخْضَلوا مَصاحِفَهم حين سمعوا ما تَلا عليهم. ثمّ قال النُّجاشيّ: إن هذا والذي جاءَ به عِيسى لَنُورٌ يَشِعُّ مِن مِصْباحٍ واحدٍ. وقال لِرَسولَيْ قريش: إنطلِقا، فلا واللّه لا أسلِمُهم إليكما، ولا يُكادون.

مشاركة من Fadi Amawi
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب السيرة النبوية لابن هشام؛ مختصر ابن هشام في سيرة خير الأنام

    19

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

المؤلف
كل المؤلفون