جريمة في رام الله > مراجعات رواية جريمة في رام الله

مراجعات رواية جريمة في رام الله

ماذا كان رأي القرّاء برواية جريمة في رام الله؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

جريمة في رام الله - عباد يحيى
تحميل الكتاب

جريمة في رام الله

تأليف (تأليف) 3.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    الكتاب الخامس عشر من العام 2025

    جريمة في رام الله

    عباد يحيى

    تطبيق ابجد

    ""أمشي، أنظر إلى ارتفاع المباني، ولا أفكرّ إلا بائها أنسب لسقوط أخير ينهي كل شيء. أراقب السيارات المسرعة في آخر الليل وأفكر بالسرعة اللازمة لإنهاء كل شيء، أفكرّ أن إنهاء كل شيء وإيقافه سهل، ولكنني جبان.""

    ""زيتوننا تقطفه عائلات من قرى أخرى على نسب محدّدة، وحين يجلبون الزيت إلى البيت أشعر بملامح ارتياح على وجه أبي، ليست سعادة، بل ارتياحًا يشبه ملامح الوجه بعد شرب الماء، بعد ملء نقص ما. ربّما كان ذاك الرغبة الدفينة غير الواعية والمتوارية في التحوّل إلى مالك أرض، يعمل فيها آخرون""

    ·        مدينة رام الله: لقد أصبحت رام الله الان مقر للحكومات الفلسطينية العاصمة السياسية جاء الرئيس أبو عمار اليها من تونس لم تعد رم الله 1993 كما قبلها لقد تغير كل شيء بسرعة كبيرة انها مدينة التناقضات البناء، الأبراج، مدينة الكل، والكاتب الفلسطيني عباد يحيى ابن المدينة الذي كتب رواية رام الله وصعود ال النجار فيها تحدث هنا عن مشاكل الشباب وتطلعاتهم لكن الكاتب هنا أكثر من العبارات الغير لائقة وتحدث عن المثلية والجنس فهل وصلت رام الله لهذه المستويات  بالرغم اننا لو قارناها برواية الخبز  الحافي لوجدنا انها رواية عادية مقارنة بحجم الفحش والالفاظ السوقية في الخبز الحافي .

     

    ·        بداية الرواية بخبر وقوع الجريمة: "20 تشرين الثاني 2012 - أعلنت الشرطة مقتل المواطنة ر.س البالغة من العمر 29 سنة إثر طعنها في ساعة مبكرة من فجر اليوم في شارع فرعي في حي الماسيون في مدينة رام الله، ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث، ولم تعلن الشرطة اعتقال أي مشتبه بهم".

     

    ·        وهنا أتساءل عن الاسم دنيا الفتاة التي قتلت ماذا كان يقصد الكاتب؟  هل هو قتل مدينة اختفت معالمها الخضراء ليحل محلها العمارات، ام قتل أحلام الشباب عبر المشاكل لأنه على وقع الجريمة أدرك كل من رؤوف ونور ووسام الشخصيات الرئيسية في الرواية أنها ستكون أهم حدث في حياتهم، وستدمغ ما قبلها وما بعدها. لم تكن مجرد حدث مركزي في مسار حياتهم، بل لحظة حرّضت رؤوف على العودة للنظر إلى الخلف، إلى ما مضى ليعيد تفسيره مرة أخرى وبطريقة مختلفة. أما بالنسبة لنور فأصبحت الحدث الخاطف الذي يدفع بكل شيء إلى مواجهة مفتوحة. أما وسام فكانت الجريمة سؤالا مفتوحا في رأسه لم يحتمله. ثلاث شخصيات شابة من جيل ما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، يعيشون مختارين في حيوات متوازية مع كل ما حولهم من مجتمع وسياسية وقضايا كبرى، وحين يحدث التقاطع الوحيد إثر جريمة القتل تبدأ نسخة أخرى مختلفة من حياتهم تتبعها الرواية بين ماض وحاضر ومستقبل تذوب الحدود بينها.

    ·        إذا هنا جيل فلسطيني شاب، بدروبه التي فرضها الزمن البعيد والقريب والمتقطع، بما وصل اليه وأسئلته الجديدة. إنها رواية عن المدينة، ورواية المنقطعين عن العائلة، ورواية عن فلاحين لم يعودوا فلاحين، ورواية الجيل الذي عاش في مراحل متناقضة، عن العوالم النفسية الداخلية المركبة وعلاقتها مع محيطه السياسي والاجتماعي، جيل يحنّ إلى المشاريع الكبرى التي عاش ظلالاً منها. وهي فوق ذلك، رواية عن ناس عاديين، وسرد لقصصهم المكتملة من دون كل ما سبق.

    ·        فصول الرواية ثلاث على حسب أسماء الشخصيات الرئيسية رؤوف ووسام ونور ودنيا اوصديقة وسام ربى الفتاة التي قتلت.

    ·        رؤوف طالب جامعي يُحب فتاة لامس يدها صدفةً في التاكسي التي أقلّتهما من الجامعة، يسمّيها دنيا ويبدأ برحلة شاقّة للعثور عليها في شوارع المدينة وأروقة الجامعة دون جدوى، ويبقى طيفها يلاحقه، ويعيش في سراب وتقلب حياته رأسًا على عقب، فينقطع عن عائلته ويهمل دراسته الجامعية ويشتغل في بار "لوتس "لصاحبه أبو وليم، كي ينسى تلك الفتاة التي "فقدها".

    ·        نور الشخصية الثانية الذي يسكن في شقة مع رؤوف ويقيم معه علاقة جنسية مثليّة ويصف خلالها حيثياتها وخصوصياتها، وتصوّر الرواية الحياة التي يعيشها المثلي في المجتمعات العربية، ومقدار الآلام التي يمر بها نتيجة اختلافه، وفجأة يختفي رؤوف بشكل غامض من حياته فيضيع نتيجة الفقد ويدخل في دوّامة ومتاهة حياتية.

    ·        وسام الذي يفقد حبيبته ربى – الشابة القادمة من غزة المحاصرة والمنغلقة، لتعيش في رام الله المنفتحة - التي طُعِنَت وقُتِلَت حال خروجهما من بار لوتس حين عاد ليجلب الهاتف الذي نسيه هناك، فحاول اللحاق بالجاني وقبل أن يصل إليه عاد إلى حبيبته المُلقاة في الشارع غارقةً بدمائها، فلم يستطع إنقاذها ولم يتمكّن من الإمساك بالقاتل، ويعيد الكرّة مرارًا دون جدوى، فيهرب مشرّدًا إلى شقّته ويشعر بالتهديد والتيه متخبّطًا بالتساؤلات: ماذا كان عليه أن يفعل؟ هل كان يتوجّب عليه أن ينقذها أم يمسك بالقاتل؟ لماذا عجز عن أي منهما؟ من أين أتى هذا العجز المطبق؟ (ص 195) فيصرخ متسائلًا: "ماذا كان على أن أفعل؟ "والنتيجة "فُقدٌ "مزدوج اغتيال ربى وانتحار وسام!

    ·        وليس غريباً أن يكون نور هو المتهم الأول بجريمة القتل التي حدثت أمام البار الذي يعمل فيه، فيكفي كونه "مثلياً "ليكون متهما بارتكاب الجريمة وصار تكثيف كل الشر ومحل كل الشكوك والازدراء وتعاملوا معه كخطأ تمّ تصحيحه و"الله رح يسخطنا بسببهم ويصرخ بعد اعتقاله وتعذيبه، "أتأكد أنني لم أكن متهماً في جريمة القتل، بل بأكثر الجرائم شيوعًا في العالم، محاولة أن أكون أنا".

    ·        ينجح عبّاد في هذه الرواية بتصوير تخبّطات جيل الشباب الفلسطيني - جيل ما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية - الذي يبحث عن ذاته وهويّته، جيل يشعر بالهزيمة ويعاني من ضياع في عصر العَولمة، يعاني الفقدان الدائم فيحاول الهروب ويصرخ: “هل هناك أقسى من اشتهاء ميت! "ويصل إلى النتيجة الحتمية التشاؤمية بأن "الناس تعوّدوا على الخسارات، فباتوا يُنكرون مَن ان تنزل بهم “وهي قضايا اجتماعية حياتية ويوميّة يعيشها الشاب الفلسطيني، ويتناول قضيّة لجوء العائلة للدين وموقف جيل الشباب منها، العلاقة داخل العائلة والقطيعة بين الشباب والأهل تجعله يقول "رباط العائلة الذي يدّعي الجميع قداسته يُشترى بالمال، ويُعمّد به"، يتناول ظاهرة الزيف الاجتماعي وازدواجية المعايير، روّاد المقاهي والبارات، جمعيّات المجتمع المدني والمتاجرة بها ومنتفعي الواقع الجديد وغيرها

    ·        الرواية بحبكتها تترك عند القارئ تساؤلات كثيرة، أهمها هل دنيا هي الوطن المفقود؟ وفلسطين التي أصبحت حلمًا وسرابًا؟  وخاصة بعد الإبادة التي تحصل حاليا وربى هي انقسام الوطن   هل نور ورؤوف وعلاقاتهم الجنسية المثليّة تمثّل الضياع الشبابي؟ والبحث عن "هوية "فتنفصم الشخصية بزواج رؤوف التقليدي وهجرة نور، هل هناك حياة عادية لجيل الشباب الفلسطيني الحائر والمتخبّط بانكساراته وهزائمه اليوميّة المتواصلة؟ هل دنيا التي ظهرت فجأة كإعلامية على شاشات التلفاز الفلسطيني تبثّ خبر جريمة قتل ربى الغزيّة تصوّر الشرخ المستديم بين شطري الوطن وكأنه أمر اعتيادي مسلّم به؟

    ·        في الرواية سخرية سوداء من قدرة الفلسطينيين على تحويل حياتهم إلى ماض، أو رغبتهم الدائمة في عيش قصصهم داخل الأرشيف؛ سخرية من الرغبة في خسارة الأشياء حفاظاً على الحنين إليها، ومن التخلي عن الأشياء لحيازة دلالاتها، ومن تحويل المشاريع إلى صور معلقة في غرف الضيوف، وقطع الأراضي الشاسعة في القرى، إلى "ورود تافهة مزروعة على شرفات المدينة الضيقة".

    ·        تقنية الأخبار أسلوب جديد استخدمها الكاتب نحو مختلف من الطرق التي نعرفها لذلك نجد في بداية كل فصل خبرا وتاريخا حقيقيين، في إشارة رمزية إلى اتصال أحداث العمل بالواقع وانفصالها عنه في الوقت نفسه، فهي متصلة به لأنها جزء من واقع ابطال الرواية وفي نفس الوقت منفصلة عنه لأن في هذه الأخبار التي قد تكون أحياناً عن أشياء لا علاقة للرواية بها، تأكيداً أن الحياة تستمر بشكلها الحاسم والطبيعي، مهما اختلفت تصوّرات الشخصيات والناس عنها.

    ·        رواية "جريمة في رام الله" عمل مفقود من الأدب الفلسطيني المعاصر، الذي نتساءل دائماً عن معاصرته الغائبة، وعن انشغالاته بماض قديم وأمكنة بعيدة. لكن يحيى يؤكد على صلته بالحاضر، وعلى مكان الرواية الطبيعي، وهذ ما يلمسه من قرء روايته رام الله لأنه يتحدث عن واقع ملموس

     

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية تتفوق بجدارة على باق الروايات التي تتحدّث عن أشخاص داخل "الأراضي الفلسطينية" بعيدًا عن الثورة والدم وفوارغ الرصاص ودوي العبوات الناسفة.

    إن رؤف ونور ووسام وربا شخصيات أقل من عادية، شباب من جيل ما بعد الانتفاضة الثانية، لهم حيوات وهواجس ورغبات وشهوات وحُزن، تحدّث عنهم عباد كما استحقوا, مثلهم مثل بقية مَن في سنهم في باقي دول الأرض.

    الخمسة نجوم لتشريح الرواية للواقع الفلسطيني بشكل جريء، بمسبّاتها وألفاظها "الخادشة للحياء" وتحطيمها للمحرمات، اتفقنا أم لم نتفق مع مَن كتبها، لقد لامست جريمة في رام الله الواقع بجميع جرائمه، بعيدًا عن الجريمة الكبرى طبعًا..

    فلربما ليس الجاني الشهير هو مَن تسبب بظلم واضطهاد نور، ومقتل ربا، وانتحار وسام، أو تخبُّط رؤوف..

    وبخصوص النقد الحارق الذي تحويه الرواية لأشياء ورموز قد يعتبرها العامّة مقدسة، أو عيب أو حرام نحكي فيها. الإجابة ليست عندي، بل عند نور، بطل الرواية..

    "تصبح الأشياء أخطر أو أسوء، لا بقيمتها الحقيقية أو بطبيعتها الخاصة، بل بطريقة تعامل الناس معها، بمبالغاتهم إزاء كل شيء يرفضونه أو لا يحبّونه."

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية تخالف ما تقوله الروايات لتقول قولها وتترك للقارئ فرصة رؤية الأشياء بالطريقة الصح. جميلة جداً.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رام الله و الفراشات في بطن الحوت

    مقدمة صغيرة لا بد منها

    عندما تغمد سيفك في خاصرة الذاكرة يخرج دوماً شبح ارتدادك على نفسك ، شبحٌ يرقد في ذاكرتي كلما قرأت رواية فلسطينيةً من الداخل في الضفة بالذات ، حيث يعمل العقل الجمعي على هضم الإنسان الفلسطيني من غبار تراثه ، شذراتٌ هنا و هناك من بلادٍ محتلةٍ أفسد الناجون من براثن الأوروبيين بعنفهم بقايا الكتب المقدسة و قصصنا الشعبية المتوارثة . لقد تحطم عقلنا الجمعي على أسطورة السوبرمان المقاوم فنسينا أننا كنا ؛ فكانت لنا الدنيا ، كما تكون لكل عابرِ صدىً ، من صراخ الولادة الأول حتى آخر رمقٍ في كلام الوداع على سرير الموت إن طاب وجوده .

    من هذا الطين البشري تكتمل أسطورتنا في الفينيق ، لكننا نتجدد دوماً بشراً لا آلهة ، فنجني من ذلك أَلَمَيْن ؛ ألم الولادة ، و ألم البقاء في الإطار حتى لا نغادر سطوة القوالب الجاهزة ، و قوالب الطهارة الثورية ، و طهارة المجاهدين ، و عبير الجنة و طيبها ، و اختلاط الدم بالتراب .

    بالأدب و الأساطير و الشعر و السرد سنكون نحن ، كما نكون ، لا كما يجب أن نكون ، و لن تقف سلطةٌ و لا تنظيمٌ أمام الانفكاك الكامل من سطوة التاريخ ... إلى تاريخٍ جديدٍ سنسير .

    الرواية و اللغط

    من قرأ الرواية و أعمال عباد الأقدم لا بد أدرك أن المحاور التي تقوم عليها رام الله الجديدة - ما بعد السلطة - هي هدف عباد الأهم و محور الانتقال من السلطة البائسة لتنظيمٍ صغير ثم الانمساخ لدولة عربية صغيرة بكل أنواع المحاذير و الأنظمة الأمنية . إن الضفة الغربية التي بات محورها رام الله تقوم فيها المنظمات الأجنبية غير الحكومية ، و الكتّاب الأجانب القادمين لدراسة هذا المجتمع الجديد ، المجتمع الذي انتقل من قرية رام الله الصغيرة التي نشأت قبل قرابة الأربعة قرون على يد إخوة مسيحيين أربعة يخلدهم تمثال صغير في وسط رام الله ، لتتحول بعد السلطة إلى العاصمة الأمنية و السياحية للضفة و مركز المؤسسات الحكومية و غير الحكومية ، فيها أهم جامعةٍ في الضفة و هي جامعة بير زيت ، و مجتمع الطلاب و العمال .

    في رام الله ينزع السؤال عباءته ، ألم نرد أن ندخل عالم الكوزموبوليتانية الآثم بقدمنا اليمنى ، سمّينا و دخلنا ، و نسينا أن حارس المدن الكبرى حذرنا " أننا لن نرى بعد اليوم هذه المدينة التي كنا نتنزه فيها و نأكل بوظة الركب (( محل أيسكريم مشهور في رام الله )) فعالم المدن الكبرى لا ينتظر و لا ينظر بحنانٍ إلى الأيام الخوالي ".

    في أعماله السابقة ، يعيد عباد في رام الله الشقراء تشكيل الكلمات الأولى لسرد رواية الرسائل و لكن باستعمال الفيسبوك ، ثم يحاول أن يعيد رسم رام الله الاستهلاكية في رواية هاتفٍ عمومي ، و في روايته الأخيرة جريمة في رام الله يحذو حذو الكتاب الكبار و يبحث عن الجوانب المظلمة في زوايا المدينة ليتحدث عنها .

    ما يمكن قولة ببساطة عن الرواية أن المشاهد الجنسية و الالفاظ النابية أقل بكثير من أن تكون مستفزةً بمقاييس الكثير من الكتّاب عرباً و أجانب ، و ليست مقحمةً في النص إقحاماً بل تم توظيفها بمكانها ، لكن المنع سياسي بالدرجة الأولى قبل كل شيء ، و حجة الجنس ليست إلا الذريعة المعتادة .

    عن الرواية

    "يا عزيزي ... أسوأ ما في التذكر أنّه لا يطابق الماضي تماماً ، قد يشبهه إلى حدٍّ بعيد ، إلا أنّه لن يكون مثله تماماً ، التذكر إما أجمل من موضوعه ، أو أقبح منه .

    هل تعلم لماذا يعود العشاق إلى بعضهم البعض بعد انفصالهم ؟

    لأن تذكرهم لأحبائهم كان أجمل من أحبائهم ، تذكّرهم لحياتهم قبل القطيعة أجمل من حياتهم قبلها ."

    من الخارج

    الرواية أمامي في غلافها الأسود المخضر البسيط ، العنوان مكتوب بخطوط طباعية و هناك عدة جروحٍ بيضاء هي التصميم الذي غلف الواجهة الأمامية للكتاب ، الغلاف لا يعبر نهائياً عن محتوى الرواية ، و جامدٌ إلى حدٍّ بعيد ، هناك نبذة على الظهر و أيضا في جيبيْ الغلاف الأمامي و الخلفي ؛ حيث نبذةٌ بسيطة عن الروائي مع صورةٍ له . نوعية الورق جيدة و كذلك الطباعة و لكن القص و تلوين الغلاف و اللصق كله رديء ، إلا إن كان متعمداً لإعطاء صورة مميزة قديمة للرواية الصادرة عن دار المتوسط في إيطاليا . الرواية تقع في 237 صفحة و مقسمة إلى ثلاثة أقسام :

    رؤوف و فيه 12 فصلاً ، نور و فيه 8 فصول ( لا أعرف سرّ استعمال الخط المائل italic عندما يتحدث نور ( صهيب) ) ، و وسام و فيه 13 فصلاً و هو مختلطٌ تتحدث فيه عدة شخصيات . الرواية مهداةٌ إلى وسام . و في بداية الرواية و نهايتها و في مقدمة كل فصل مرقم مقتطف من خبرٍ مع التاريخ و المصدر ( لم يتسنَ لي التأكد من حقيقة الأخبار ) .

    مختصر الرواية

    الرواية تبدأ بخبر الجريمة في ( 20 تشرين ثاني 2012 ) ثم تعود لتبدأ الفصول برؤوف ابتداءً بتاريخ ( 13 شباط 2009) ، و رؤوف هذا الذي تبدأ الرواية بقصته ينحدر من أسرةٍ من الطبقة الوسطى الدنيا من الفلاحين من قرى رام الله ، والده ينتمي لأحد التنظيمات و منها يأخذ راتبه ، و اخوه الذي يعمل في الخليج يقوم بإرسال المصروف له ليكمل تعليمه ، رؤوف الذي يسكن في شقة متهالكة مع اثنين آخرين ، يشاهد يد دنيا ( التي نفهم الطريقة التي عرف بها اسمها مع نهاية الرواية و بعد عشرة أيامٍ من الجريمة و هو يشاهد التلفازٍ و بالصدفة ) ، و لو أن هذه اليد سحرته بجمالها و أصابه تلعثمٌ و هو يحاور صاحبتها عندما اكتشف أن ما يفعله بحياته لا يكفي لنفقات الزواج . من هذا الفصل الذي تؤججه الرغبة بالتعرف إلى دنيا و نيل رضاها يتغير رؤوف و يترك الدراسة و يترك صديقي السكن و يستأجر شقة و يعمل بمركز الجامعة البحثي حيث يتعرف لمدير المركز الفاسد و ينتقل بعدها للعمل ساقياً في بار اللوتس عند أبي وليم المهاجر العائد إلى رام الله من أمريكا . خلال الاحداث نتعرف إلى شخص صلاح زميل رؤوف بالسكن ، الانفعالي و الذي يعمل في شركة اتصالاتٍ و يصلي الجمعة ، و يحب أن يشاهد الأفلام الخلاعية بصوتٍ عالٍ ، صلاح هذا عضو في خلية تخطط للقيام بعملياتٍ داخل إسرائيل و تم اعتقاله . هذه النقطة الفاصلة بين رؤوف و أهله عندما يعرفون أنه ترك الجامعة ، في هذا اليوم يترك رؤوف أهله و لا يعود إليهم . و بعدها بفترة يقرر رؤوف أن لا يعود إلى دنيا .

    في القسم الثاني المخصص لنور – الذي نعرف لاحقاً أن اسمه صهيب – يتحدث نور بإسهاب عن شخصيته منذ النشأة حتى التعرف إلى رؤوف و كيف هجره و لم يعد ، نور من قريةٍ قرب رام الله أيضاً من أسرةٍ متدينة تميل إلى تنظيمٍ ديني يساهم كل أعضاء الأسرة و زوجاتهم في دعمه ، نور يمضي متحدثاً عن ميوله الجنسية المثلية و علامات الضعف لديه و حدة صوته الصبياني و مشيته البلهاء ، و عن عمله في البار مع رؤوف و حلوله مكان رؤوف في البار عندما ترك العمل و كيف جعل رؤوف منه شخصاً أكثر اتزاناً ، يحدثنا نور عن علاقاته المثلية المتعددة و ضياعه بعد رؤوف ، و علاقته مع آرنو عشيقه الفرنسي لاحقاً . نور تعرف إلى رؤوف عندما عاد رؤوف ليكمل عامه الجامعي الأخير في جامعة بير زيت .

    في الفصل الأخير المعنون باسم وسام ، تنحل خطوط الرواية المتوازية و تلتقي ، و مع أن الفصل مختلط للشخصيات الثلاثة الرئيسية في الرواية إلا أن نور له حيّزٌ كبير في الفصل . هنا تحدث الجريمة و يتبين أن الفتاة المقتولة (ربا) التي تعمل في حضانة هي حبيبة وسام الذي يعمل كمحاسب ، قصة عشقٍ عمرها قرابة الست سنوات منذ هجرة أهلها من غزة إلى الضفة ثم السويد ، تنتهي بقتل الفتاة أمام بار اللوتس في جريمةٍ يطغى عليها طابع جرائم الشرف ، و ينتحر وسام بعد ثلاثة شهور و رافضاً العلاج الطبي للكآبة . أما نور فبعد اتهامه بالجريمة لإرضاء السلطات التي لم تتمكن من التعرف إلى القاتل ، تطلق سراحه بعد أن تعامله معاملةً رديئة بسبب ميوله الجنسية . يهرب نور إلى فرنسا مع آرنو الذي ينشر قصته كتحقيقٍ صحافي عن قصة مثليًّ جنسي في الأراضي المحتلة .

    ( رؤوف الخطيب ) الذي يكتشف دنيا و يفقد اهتمامه بكل الدنيا ، رؤوف الذي لم يعرف الصلاة ، في آخر صفحة من الرواية يتم اعتقاله ضمن خلية تخطط لعمليات في الداخل الإسرائيلي ، مع مقابلة مع صديقه الذي هرب لفرنسا .

    حجرٌ قريبٌ من رام الله

    الزمن عموماً في الرواية يسير في خطٍّ واحد ، تتراءى الأخبار المقتضبة في بداية كلّ فصل ٍهنا كلوحاتٍ تشير إلى تتابع الأيام و عدم توقف الأحداث فتفجيرات العراق و ثورة مصر و الأسرى و المعتقلون ... إلخ . كلها أمور لا تتوقف عند رام الله وحدها ، لقد باتت هذه المدينة جزءاً من هذا العالم الذي يتصارع فيه مشجعو ريال مدريد و برشلونة بالشوارع .

    بناء الرواية جيد و إن بدت قصة رؤوف الأضعف في الرواية ، اسم دنيا الذي يردده طوال الوقت و هو لا يعرفه ، لا مبرر واضح للمثلية الجنسية أو حتى اي تعبير عن مثلية رؤوف السابقة على وضوحها ، لا تسلسل واضح باتجاه اعتقاله لتورطه في خلية نضالية ، الفراغ الذي تركه بين الاعتقال و هجر رؤوف يبدو أنه أكثر من عام لكنّه غير مفهوم ، فنور يتحدث عن شخصٍ أحبه لأكثر من ذلك و لسنوات . شخصية نور تمّ بناؤها على القوالب النمطية لشخصية المثلي الجنسي السلبي ، و تسلسلها في الرواية و فصولها تبدو أكثر إقناعاً من غيرها ، التسلسل واضح و الصلات العائلية واضحة ، ليس هناك مفاجآت في النهاية التي يعيشها نور . وسام و ربا و نهايتهما الحزينة أمر تم سرده بوضوح ، فصل الطبيب النفسي قد يبدو مستهلكاً بعض الشيء لكن النهاية و بعض تفسيرات الفجيعة جميلة إلى حدٍَ كبير ، أفضل بكثير من الفصل الاول الممل الخاص برؤوف .

    بالعموم الطريقة التي رتب فيها السرد و استعمال عنصر التشويق و النهايات غير المتوقعة و استخدام الاقتباسات الصحافية ، تدل على أن عباد قد تخلص من الجمود الذي شاب الروايتين السابقتين ( القسم 14) و ( هاتف عمومي ) ، فالتكنيك الروائي هنا افضل بكثير ، و اللغة أكثر مرونة و أحدث ألفاظاً و إن تخلل النص بعض المقاطع التي خرجت من كتابٍ منهجي بصلابتها الحجرية ، إلا أن عباد استطاع أن يحرك الساكن في بحيرة الأحداث في رام الله ، لقد ألقى حجره فيها .

    انطباعٌ عام

    بعد رام الله الشقراء تبدو جريمة في رام الله أكثر عملٍ روائي متزن لعباد يحيى ، و ما الزوبعة التي أثيرت حول الحديث عن الشذوذ أو استعمال الالفاظ النابية إلا طريقة السلطة باستخدام جدار المنع و الترهيب لتخنق الناس في الداخل و تتابع انشطارها الذاتي إلى سلسلة الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج . وجود الفقر و المثلية و الحب غير الشرعي في مدينة رام الله هو حالة نسبية يرصدها عباد بعين الباحث الاجتماعي ، و تنسيقها في رواية هو الأمر الأصعب .

    إنك بعد أن تقفز بين الصفحات كأي قارئ تقف من عبارة جريمة في رام الله موقف المتحير ، فهل الجريمة هي جريمة الشرف ؟ أم أن الأمر لا يتعدى جريمة قتل ؟ أم أن الفقر و قلة الحيلة جريمة تؤدي إلى جرائم بل إنها بوابة التطرف ؟ أم أن الجريمة الحقيقية تكمن في السلطات التي عاملت و تعامل المهمشين الفقراء و المثليين و المعارضين بذات العقلية الانتهازية ؟

    مع الأسئلة تترككم الرواية التي تفتح باباً و لا يغلقه سوى الإنكار . فمنطق النعامة يسود البلاد . ظلامات بطن الحوت .

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    ردود الفعل على الرواية مبالغ فيها جدا سواء السلبية أو الايجابية!!

    أظن أن منع الرواية لها اسباب أخرى غير أنها خادشة للحياء العام !! لذلك هناك مغالطة بالنقاش عن خدش الحياء بالمحتوى هي تشمل بشكل أكبر حرية فكر مؤلفها.

    النجمتان للنهاية، عباد أحسن بالنهاية، وصلت الفكرة وواقعية جدا للأسف

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    أظن أنَّ الرواية هربت من المؤلف عند المنتصف، فقد كانت تسير ضمن وتر سردي جاذب، ثم بعد ذلك بدأ الملل حتى النهاية

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    اقل ما يقال عنها انها اساءة للقاريء العربي

    تبدأ الرواية ب مقتل فتاه في اواخر العشرينات من عمرها في حي هاديء جدا من احياء رام الله ...شاب اسمه رؤوف يحب فتاة لمس يدها صدفة ولا يعلم من هي يبحث عنها .. طبعا كرهت الاسم من كثرة قراءتي له في الفصل الاول بسببها ينقطع عن دراسته وعائلته .. يصبح بعدها نادل في بار عند "ابو وليام" .. يشرب الكحول لكي ينسى الفتاه التي احبها في "التكسي" ... ينتقل بعد ذلك للحديث عن علاقته بزميله في الشقه "نور" الشاذ الذي يمارس معه الجنس المثلي بوصف دنيء ومقزز لتفاصيل العلاقة مع محاولة لتجميل صورة المثلي وطرح المعاناة التي يعيشها في المجتمع العربي كونه مختلف عن البقية ثم يختفي نور ليعود رؤوف الى الضياع العاطفي الذي كان فيه عندما اضاع الفتاة التي احبها في " التكسي" .بعدها ينتقل للحديث عن فتاة اسمها "ربا" قادمة من غزة الواقعه تحت الحصار والتي ماتت اثر طعنة من شخص و هي خارجة بصحبة وسام من بار .. يتركها وسام عند الباب ليعود للبار لأنه نسي هاتفه المحمول هناك فيأتي واذا بها مضرجه بدمائها .. فيحاول ان يلحق بالقاتل الا ان الاخر يلوذ بالفرار... فيعيش وسام حالة صراع بين انه كان يجب عليه اللحاق بالقاتل او انقاذ حبيبته .. بعد هذه الحالة ينتحر وسام ...

    طبعا هنا نرجع للحديث عن نور الذي اختفى وفجأة يصبح هو الجاني خاصة وانه يعاني الاختلاف فيتم التحقيق معه واستعمال العنف والضرب والاهانه والشتائم يقول نور : صحيح انني لم اكن متهما بجريمة القتل لكن انا متهم بأكثر الجرائم انتشارا في العالم .. محاولة ان اكون انا.

    انتهى

    ابراهيم سلامة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1
المؤلف
كل المؤلفون