فعاد إلى بَحْرها العذب دُرَرُه وجواهره، وتَرَنَّمَ من روضها فوق الأَيْك طَائِرُه، ووَفَد عليها من جميع المسالك كل سَالِك، ومن رَفِيع الممالِك كُلُّ أمير ومالِك، ووَرَدَ إليها كُلُّ صاحب صناعة يؤديها وبضاعة يُبدِيها، وقَصَدَها كل سيَّاح مُتَفَرِّج ومُتَنَزِّه مُتَبَرِّج، ومَشْرِقِيٍّ ومَغْرِبِيٍّ، وأَعْجَمِيٍّ وعَرَبِيٍّ، وامْتَزَجَ أهلُها بِهِم امتزاج الماء بالراح، والأجساد بالأرواح، وقوَّى جأش الجميع حُسْن سياسة الحكومة المصرية وشُمُولها بِعَيْن العدل الحقيقي المسوِّي بين الرعية وغير الرعية؛ مع ما في طباع أهْل مصر من الوفاء للأقارب، وخلوص النية والصفاء للأجانب، والتوادد والتحبب مع أهل المشارق والمغارب كما قيل:
مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية
نبذة عن الكتاب
قدَّم الشيخ المستنير «رفاعة الطهطاوي» في هذا الكتاب أفكاره الأساسية في إصلاح المجتمَع وتنويره، بحيث يُمْكن اعتباره كِتابًا في التثقيف السياسي، هَدَفُه شحْذ الهمة الوطنية وإذكاء الروح المصرية من جديد. وقد رأى رفاعة أن قضية التمدن أو تحديث المجتمع المصري وتطويره تتم من خلال إصلاح بعضٍ من عاداته، حيث إن التمدن يتحقق من خلال تهذيب الأخلاق وبثِّ الفضائل بين أفراد المجتمَع، وكذلك توفير وتطوير ما أسماه ﺑ «المنافع العمومية» الممثَّلة في الخدمات العامة التي تُقَدِّمها الدولة، والصناعة والزراعة والتجارة، بحيث تفيد كافة المصريين دون تمييز، كما نبَّهَ أن عملية التمدن يجب أن يشترك فيها الجميع، كل حسب طاقته، كذلك يشير إلى مسئولية البعض عن دفع عجلة التمدن كالأمراء والمثقَّفِين، أو من يُسَمَّوْا بالنخبة، من خلال دَعْمهم لمشروعات التعليم والثقافة مادِّيًّا ومعنويًّا.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 820 صفحة
- [ردمك 13] 9789777680219
- مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًا
71 مشاركة