اقتباسات من كتاب كيف تصبح إنساناً؟ ( ما بعد التنمية الذاتية )

ولو قرأت فقط ما يوافق وجهة نظرك، فلن تتعلم شيئًا جديدًا، وتصبح قراءتك مجرد اجترار لما تعرفه سلفًا. فلو كانت أفكارك اليوم هي نفس أفكارك منذ عشر سنوات مضت، فأنت لم تتطور ولم تتعلم شيئًا جديدًا.

الجاهل، يشبه شخصًا جالسًا في الظلام وفي يده شمعة صغيرة تنير له الطريق.. فأحب هذه الشمعة جدًّا، لدرجة أن عالَمه انحصر في ضوئها فقط.. وأصبح يرفض اقتراب أي شخص بشمعة أخرى أو بكشاف كهربائي قوي، كي لا يشتت ضوء شمعته!

لذا ينبغي أن ننفتح على الآراء الأخرى واضعين في الحسبان احتمال أننا قد نكون على خطأ.. فعقولنا ليست كاملة.. والاعتقاد بامتلاك الحق المطلق، حمق مطلق.

‫ «من ظن أنه عَلِم.. فقد جَهِل»

‫ ابن القيم

«من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في متاهات العمى»

متفتح الذهن غالبًا ما يكون أقل تعصبًا وتطرفًا وأكثر تسامحًا مع المختلفين معه.. فهو يعرف الرأي والرأي الآخر،  فلا يعتبر أن المختلف معه شيطان زنيم، بل يتفهم موقفه بل وقد يتعاطف معه أيضًا، لأنه يفهم دوافعه.. فالمعرفة تتيح للإنسان القدرة على تقمص منطق وجهة النظر الأخرى.

متفتح الذهن يحظى بكثير من المكاسب النفسية.. فهو أقل قابلية للخداع والتضليل من غيره، لأن عنده القدرة على التفكير النقدي وتمرير كل ما يقال له على عقله للبحث في أدلته قبل تصديقه..  وغالبًا ما يكون أقل قابلية للاستقطاب لأنه مغرم بالبحث عن الحقيقة لا الانقياد وراء أحد.

وأيضًا، الشخص الغاضب قد يتهور ويتعدى على من يختلف معه.. لأنه يركز على التفاصيل «مكاسب الموقف الحالي» وليس الصورة العامة «تبعات هذا السلوك عليه وعلى من حوله على المدى البعيد» لأن المشاعر السلبية تجعلنا نركز في التفاصيل لا الصورة العامة.

والإنسان - رغم هذا القصور الإدراكي الواضح- مبرمج ليعتقد أن رأيه هو الصحيح دائمًا ويبدأ في الدفاع عنه في حماس، بل في تعصب أحيانًا

فكثير من الناس يعيشون حياتهم في يقين تام أن الوجه المبتسم غير موجود أصلًا لمجرد أنهم ينظرون للأمر من زاوية محددة لا يغيرونها أبدًا..

في كثير من الأحيان لا يكون هناك درس نتعلمه من الشعور السلبي.. مجرد إنذار كاذب!

«منبر الإنسانية قلبها الصامت لا عقلها الثرثار»

‫ جبران خليل جبران

الدين  يعطي معنى للحياة وهدفًا.. كما يجعل الإنسان أكثر تفاؤلًا وأملًا تجاه الغد.

‫ - الدين يعطي الإنسان الشعور بأنه قادر على التحكم في الأشياء الخارجة عن سيطرته في هذه الحياة.. فالواحد منا حين  يدعو ويصلي لله القادر على كل شيء، يقل إحساسه بالعجز وقلة الحيلة وانعدام المعنى.. فيزداد اطمئنانًا وثقة وتفاؤلًا.

فالدين يريح الإنسان ويساعده على التعامل مع مصاعب الحياة، كالصدمات النفسية والأمراض (السرطان والقلب والسكر والاضطرابات النفسية)، فهو يساعد الناس في فهم معاناته ويعطيهم طريقة واضحة للتعامل معها.. لذلك يقل الاكتئاب عند المتدينين.. فما هي الطريقة الوحيدة لتحمل صدمة موت شخص مقرب مثلًا، إلا الإيمان؟

تصغ لدعاة الكآبة الذين يثيرون فيك مشاعر الضيق والحزن والإحساس بالذنب والألم طوال الوقت، مدّعين أن هذا ما سيجعلك قادرًا على التحكم في رغباتك وعدم الوقوع في الخطأ.. فالعكس هو الصحيح.. المشاعر السلبية ستجعلك ضعيفًا تعيسًا وتجعل مقاومة الرغبات أصعب وأكثر مرارة.

ينصح العلماء بتوفير طاقة الإرادة لاستخدامها فيما هو أهم، بدلًا من استهلاكها في معارك جانبية عديدة ترهق هذه العضلة وتستنفد رصيدها..

«خالف نفسك تسترح»

‫ علي بن أبي طالب

أن العقل الباطن هو الذي يتخذ هذه القرارات، وأن له تأثيرًا قويًّا لا يمكن إنكاره.. لكن في المقابل،  أنت تمتلك دائمًا (حق الفيتو).. أي في إمكانك رفض أو تغيير ما قرره العقل الباطن..

«حرية الفرد ليست في أن يفعل ما يريد، بل ألا يفعل ما لا يريد».

‫ جان جاك روسو

أن المشاعر السلبية تجعلنا نركز في التفاصيل، وأن المشاعر الإيجابية تجعلنا نفكر في الصورة العامة.. 

«لا شيء في هذا العالم خاطئ تماما، فحتى الساعة المعطّلة تشير إلى الوقت الصحيح مرّتين في اليوم».