عني عن الليل > مراجعات كتاب عني عن الليل

مراجعات كتاب عني عن الليل

ماذا كان رأي القرّاء بكتاب عني عن الليل؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.

عني عن الليل - فيصل الجبعاء
تحميل الكتاب

عني عن الليل

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    0

    لطالما إرتبط الليل بالشعر وما به من أبيات غزلية،فكأن عتمة الليل هي حرير داكن ومتطلب جداً فلا يقبل إلا أن يتم تطريزه بخيوط ذهبية،وبهذا فقصائد الغزل تستنير بها أحرف الشعراء في المساء وأيضاً القلوب المستمعة لعذوبة ما يقال،فعندها يعم السكون لتسمع مقاطع الأبيات وما بها من عاطفة ومعها أقوال النبضات،ولهذا فلا عجب من مصاحبة أهل الشعر لملامح الليل وخباياه فهو الوقت الموافق لما تطرب به أبياتهم وكذلك هو الوقت المؤتمن على القصص الجميلة التي ترد بين شطور الأبيات عندهم،فالليل يرافق الشعراء في خفقان مشاعرهم و ردود أفعالها سواء تبسمت أو تعذبت أو تحيرت،وكتاب (عني عن الليل) للشاعر فيصل الجبعاء هو ديوان به قصائد على وقع خطوات المساء الذي كلما إزداد في عتمته تفننت كل قصيدة في بوحها.

    وهذا العرض المسائي للقصائد كان له حضور خاص معنون بالوداد لأم الشاعر وطيف الحبيبة وعجائب الحياة،وهذا كان واضحاً في الإهداء الذي شمل والد الشاعر وأمه و زوجته،فكانت قصيدة (إني أنا أنتم) التي مطلعها "للعابرين على سواحل ذاتي-لا تطربوا هذا صدى آهاتي"،

    وفيها تظهر نزعة الشاعر للتدبر في أحوال البشر وما تدلي به الحياة وعن تأملاته حول هذه المسألة من خلال أبيات تحتوي على الكثير من الحكمة،وفي قصيدة (سيناء قلب) يقول "ولتخلعوا كل الظنون وتتبعوني" فهو ما زال يتفحص مواقف الحياة وأناسها وقوة الأفكار وتأثيرها،وفي قصيدة (تراتيل من سورة الأرق) كان قوله "يا ليل ..رتل سورة الأرق وابدأ هنا" وهذه قصيدة تعلن عن معاناة الشاعر في خضم التجارب والأزمات التي يمر بها،وفي قصيدة جميلة بظرافتها تسمى (طين) وفيها الشاعر يعبر هكذا "متى من انعتقنا من قيود ذواتنا

    سندرك بأن الحب من ذاتنا أسمى" عن ذوبان الفوارق في الود متى صدق ومتى لم تخذل أصحابها،وفي قصيدة (النار تأكل من ظنوني) نسمع الآهات التالية "أودعت سرك للسماء

    فضاع في الليل الكلام –وضاع في الشعر الظلام" فعذاب الشاعر لم يعد خفياً وصار مكشوفاً على مرأى أحاديث المساء،ويتبع هذا التعذب بقصيدة (مناجاة) وفيها يصرح بالتالي

    "حيرة بعد حيرة سجنتني-بين ماضي والقريب الآتي" فالهواجس صارت تقاتل فكره وذهنه وأصبح ينشد الرحمة،وفي قصيدة (قنديل الحنان) كان قوله "الشعر غادرني وأخلف موعدي-ما حيلتي وأناملي صماء؟!!" فالشاعر يحترق بتلاعب قصائده مع تلذذها بتغريبه خاصة بتذوقه لطعم الفقد بكل ما فيه من مرارة،وفي قصيدة (على جناح طائر) يخبرنا عن أمنياته قائلاً"أطلقت من طير الدعاء ثلاثا-ألا تكون رؤى الكرى أضغاثا" وهو يود أن تحصل هذه الأماني كما رسمها خياله،وفي قصيدة (أودعيني) غزل فيه دلال وهو يقول "بقلبك يا أميرة أودعيني-مليكة للمحبة أو دعيني" والدلال كان في الطلب وأسلوبه وأيضاً في التقسيم اللفظي،وفي قصيدة (رحلة إلى الذات) يتنهد قائلاً "سافرت..من ذاتي إلى ذاتي" فطريق الذهاب والإياب في التفكر والتحير مليء بالاغتراب والعذاب،وفي قصيدة (ساعي البريد الوحيد) نسمع حامل الرسائل يقول "وتبقى كما أنت دوماً..وحيداً..كساعي البريد..!" فالرسائل هي الجليس الذي يزيد من بعده عن العالم بطريقة ما،وفي قصيدة (الفكرة البيضاء) ننصت للآتي "لولا الظلام لما عرفنا النورا –فالغائبون هم الأشد حضورا" وهذا عتب فيه مديح للمحبوبة التي لم تفارق قلبه والتي سكنت عقله،وفي قصيدة (سراب) نجد عبرة وفطنة في "فتعلمت أن أكون ذكياً-وأجاري.. تذاكي المتغابي..!" فالحياة تقوم التفاعلات فيها على إتقان التعاملات،وفي قصيدة (الأموات لا يتكلمون!!) يقول الشاعر "ألبست أحزاني ثوب سعادتي ..

    وخلعت حزني..واستبد بي الجنون" كمحاولة منه للتغلب على الإحباط والأوضاع المتناقضة،وفي قصيدة (وعيد) كان يقول "وأقسم والعطر يغتالني

    بأني نسيتك يا زائفه..!" فهو العاشق الذي يعد بالفراق في وقت الذكريات فيه لا تفارقه،وفي قصيدة (في معبد الشعر) يصف المحب لهفته بأن تعود له حبيبته كالآتي "فالبعد دائي والوصال دوائي" فهو شخص لها علته ويخبرها كيف بإمكانها أن تساعده،وعودة للتغزل اللطيف في قصيدة (غرور..مستحق..!) في قوله "فسألتها من هن أصلاً!!..لا أرى

    إلاك..قالت:فتنتي وبهائي..!" وهذا النهج في التغزل ظهر بدون تصنع من الشاعر وهذا ليس بالأمر السهل بالإضافة إلى دلالاته على مقدرته اللغوية،وفي قصيدة (مرايا متقابلة) يقول "والآن صرنا نلتقي عند المرايا.." وهنا تحاور بين ما هو ظاهر وما هو مخفي في حنايا الأنفس،وفي قصيدة (كمان) نسمع لحناً متمرداً يقول "وأسحب قوس الكلام..على وتر من حنين" فهذا العزف الحزين هو ناقل للأشواق وموصل لها،وفي قصيدة (هل غادر الشعراء؟!) نسمع التالي "قد أتقنوا ترك الأمور مهلهله.." وفيه لوم لأهل الشعر بسبب سلبيتهم وعدم إتخاذهم للمواقف المعبرة في أشعارهم وقصائدهم،وفي قصيدة (إطلالة من نافذة الروح) يمر بنا المشهد التالي "كلما طرت من شبابيك روحي –طار جزء من الوجود إليا"وفيه الحنين يتجسد بشكل متكامل،وفي قصيدة (جحود) يقول الشاعر "أخذت مني ما تريد ثم محتني..!" فالمحبوبة تناست من هام بها هياماً وفياً،وفي قصيدة (سؤال إلى الداخل) يكلم الشاعر ذاته ويسألها السؤال التالي "سألت نفسي يا ترى من أكون؟!" وهو سؤال يتعب مرآة النفس خاصة إذا تكرر،وفي قصيدة (رواية متواترة) يصف الشاعر العفوية في المحبة قائلاً "وأن اجمل ما في الوصل..مرتجل" وهو وصف يؤكد على التكلف في التعبير عن المودة للأحبة،وفي قصيدة (رئة) يقول الشاعر "وأنا تخيرت الجنون..!" وفي قصيدة (صوت الملامح) يقول "هربت عباراتي..وكيف ألومها؟!" وفي قصيدة (في متاهة الجسد) يقول "ضعت ما بين ضفتي نهر روحي" وفي قصيدة (سيد فكرتي!) يقول "فالحب لا يلج القلوب المغلقه.."وفي قصيدة (نداء في مدى الليل) يقول "فمن غاب ما غاب حتى يعود-ومن ظل ما ظل كي ينفعك" وفي هذه المقاطع كلها هناك غصات لم ترحم أشطر أبيات الشاعر والبعد كان المحرض الأول لها والمتزعم لتهييج كل غصة في كل كلمة،ولهذا واجه الشاعر البعد في قصيدة (لماذا؟!) وإستفسر منه عن أفعاله وتدبيراته فيعاتبه قائلاً "لماذا برغم اعتراف السراب..بوهم الوصول..نسير بنفس الطريق؟!!"،والشاعر يرى في الشعر ضالته فيقول عنه في قصيدة(فلسفات) التالي "هو ماء طهر قلوبنا-نهمي به فوق الدفاتر والجراح"،وبات يعاتب من كانوا يلومونه في قصيدة (إياب متأخر) فيقول لهم "ما عدت أسمع ..أغلقت ذاكرتي" فهو لم يعد يريد قربهم ولا يطالب بقربهم وهو تأقلم مع بعدهم،وفي قصيدة (أحبك) يصف الحبيبة "مثل نسيم الصباح على صفحة الماء"ويتبعها بقصائد(حديث من محراب الليل) و(ارتجال) و(مولاة موهبتي) و(جوهر النور) و(عاديت نفسي) و(يقين متكرر) و(خوف) و(غربتي وأنا) و(بكاء تحت المطر) و(للحب والصباح) و(شبه) و(قراءة في ملامح غاضبة) و(فخ الكتابة) و(هذيان أسود) و(لحن من الروح) و(أرق)و(جنون) و (وداع) و(ثرثرة صامت) وهي مع إختلافها في العناوين ولكن هناك روابط بينها وهي متعلقة بالشاعر،فهو ناقل للشعلة من الشعر الجاهلي إلى الشعر الحديث،وهذه النقلة والمريرة حدثت من خلال المواضيع التي في بيئة الشعر النبطي وهي نفسها موجودة في الشعر النبطي وهي تشمل الوصف للطبيعة والمرأة والغزل والحكم والرثاء،والفارق هو أن الشاعر خصص لكل قصيدة موضوعاً كما شعراء الشعر الفصيح والشعر النبطي بينما شاعر الجاهلية كان يعدد المواضيع في القصيدة الواحدة،فالشاعر استفاد من موروثه وبيئته من خلال التقارب بين الفصيح وما يوجد في محيطه فزاد الجمال في أشعاره فعندما نقرأ قصائده سنرى الخيمة وهذرات الليل وفضفضة الأشواق ،وهنالك التأثير القرآني في أبياته وهو أثراها لفظاً ومعناً،وراق لي أن الشاعر لم يطل في القصائد على حساب جودتها فهو منح لكل قصيدة الحيز المناسب لتصل فكرتها وليتضح رونقها وأيضاً حوت الأبيات موسيقى تصل للقراء بسرعة.

    ديوان (عني عن الليل) للشاعر فيصل الجبعاء فيه مجموع من الأبيات بغير تصنع يعبر فيها كل بيت عن جماله وعما في جذوره من أصالة.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1