اقتباسات من رواية أنتعل الغبار وأمشي

غريبة هي الذاكرة تتسلل من ثقوب النسيان تزحف بين شقوق العمر ومهما أغلقنا الأبواب في وجهها وأقفلنا النوافذ المطلة عليها صورة عابرة صوت كلمة كافية لتشعل ولاّعتها وتضيء هذه الناحية المنسية من العمر

أخاف أن أفتقدك فيغور بي العدم وتجف قصيدتي

لعل الخوف الذي سبق كل خطوة من حياتي كان مفتاح السر إلى إنتصاراتي على المصاعب الخوف الذي أصبح ضرورة لأطمئن إلى الخطوة التي سأقوم بها

“الانتظار، كالنزاع البطيء، يشلّ الفكر ويحوّله بلمحة ورقة بيضاء مرّت عليها ممحاة وأفرغتها من محتواها”

المؤسسة التي قامت بدور البديل عن البيت وحاضنة يتمنا كما أوجاعنا، كانت المختبر المفشي آفات اليتم الجماعية، والساعية إلى تضميدها بالإصغاء إلى النفس المعذبة، والمقارنة بين حالة وأخرى حول محور شبه واحد: مصرع الأم.

موت الأم كالتاريخ يخلّف وراءه مؤلّفاتٍ من مآسٍ إنسانية قلّما تكون جراحها قابلة للاندمال.

لكن لا تنسَ كيف أصبحت الآلة اليوم تتحكم بعقل الإنسان وتديره. بكبسة زر تصله بالعالم ويتقصى المعلومات التي يريدها. بجهاز خليوي صغير يتحدث ويرى وجه مكلّمه. يا سيدي في زمن المرئي العجيب فقدت العين سموها القديم. لم تعُد تتأمل ولا تلاحظ بل تلتهم ما تعطيها الشاشة والعدسة.

فالعين في تجوالها تضلّ أحياناً كثيرة عن النقطة الحسّاسة المرصودة، فيما لو التقطناها بالعدسة استطعنا أن نعبّر عن حدث بكامله. العدسة أكثر من العين إحساساً إذ تخرق المنظور لتصطاد في مائه العكر صفوة الرسالة الإنسانية.

نمضي نحن مراسلي الحروب والثورات، لا بأجسادنا، لا برهانات على النجاة من الموت تفوق التسليم به. قبل هبوطنا في قلب المعارك نعلم أننا معرّضون للموت، للخطف، للتعذيب، لكنَّ ثمة شعوراً يتغيّر حالما يلتقطنا الحدث بأهواله ودخانه، فنغدو في امّحاء تام أمامه، لصالح العدسة أساس رسالتنا

‫الصورتان اللتان فازتا بجائزة الصحافة المصوّرة العالمية تصدّرتا في اليوم التالي الصفحات الأولى من الصحف والمجلات. والمغزى بين هذه وتلك لم يكن بحاجة إلى تعليق: الصراع لأجل البقاء ثم الموت كاسر إرادة الحياة. وفي الصورة الأخيرة المرأة ورضيعها ملتفين بالملاية المنكّسة كفناً حول جسديهما.

إن السعادة لا تعطى كهدايا العيد إنها معركة علينا اغتصابها بأظافرنا لننتصر على اليأس

*بإمكاننا أن نعيش في وحده أملاً في أن نكون في انتظار أحد.

“خبرني عن الحياة فالموت أعرفه، مولود فيّ. و ينطلق صوت من داخلي يجيب:"الحياة نشوة و سكر .الحقيقة هي الموت”

“هل السعادة حال أو مكان أو عطر كرائحة الفانيليا الذافئة المنبعثة في هذا الصباح”

“القلم بديل لساني، و المحارة المختبئة في صدفتها، صارت تتزق إلى آفاق واسعة تحوّل الشعور المزمن بالغربة إلى سفرٍ واكتشاف”