استديو بيروت - هالة كوثراني
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

استديو بيروت

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

"وصلت إلى الحديقة قبل موعدي مع ريما بساعة. شربت رائحة القهوة من كوب بلاستيكي حملته معي. شربت كذلك شوقي إلى ربيع وغضبي منه. فكرت في أن أكتب له كي لا أكسر لعبة الصمت بيننا. أردت أن أكتب له عن رغبتي الملحة في أن أصبح أماً. ماذا أكتب لربيع الآن؟ كيف يمكن أن تكتب حياة ومشروع حياة جديدة؟ أريده أن يهدأ، أن يحبني فقط ويثق بي، أن أنام على صدره كل ليلة وتمأ أنفه رائحة شعري الذي يعشقه. في الكتب أجد ربيع. أجده في كل مكان وكل شيء، في أجمل الصفحات أقرأ عينيه. في الكتاب الأسود أيضاً أحمله معي".
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4 1 تقييم
15 مشاركة

كن أول من يضيف اقتباس

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية استديو بيروت

    2

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    0

    ترى ما الذي يقال في جلسة نسائية تحيط بها أكواب من الشاي وفنجاين قهوة وكميات كبيرة من الذكريات؟!هل الموضة والأزياء من ضمن المواضيع أو فيها تعليقات على صور من الألبومات أو الحب أو محاولة العثور عليه أو الندم على قرارات تمت مع بصيص من الأمل لتصويبها أو هي لا تختلف في شيء عما يقوله الرجال في المضمون ولكن الأسلوب الأنثوي هو الفارق؟وهل الأسلوب له وتيرة واحدة أو هي تتنوع حسب المواقف والاعترافات؟هل هي فضفضة من بعد إنتهاء جلستها تكون أدت غرضها وهو التنفيس ومن بعد ذلك تطوى كلماتها أو هي مؤثرة إلى حد السعي إلى التغيير وقلب الأحداث؟وهل هي عبارة عن عواطف متناثرة في التعبير أو أن للعقل رأي فيها و دور في الحديث؟هذه التساؤلات تم التعرض إليها بشكل أو بآخر في رواية (استديو بيروت) للكاتبة هالة كوثراني وهي تساؤلات قدديمة متجددة كما نشعر من غلاف الكتاب الذي يحتوي على نبضة حنين فيها نظرة للماضي ونظرة متحيرة بخصوص الأماني.

    تبدأ الرواية مع سنتروي لنا تفاصيلها وهي كما يحوي شعرها الأحمر بأنها فنانة،فيتضح لنا بأنها مخرجة أفلام وثائقية وهي لبنانية عاشت لفترة في مونتريال ومن ثم إنتقلت مع شريك حياتها "ربيع" إلى بيروت،هذه المخرجة كانت تمسك بآلة تصويرها لتنقل حكايا الآخرين مع رصها على عدم الإنسياق الشديد في عاطفتها معهم بالرغم من طبيعتها كأنثى وكصاحبة رؤية فنية،فكانت توازن العاطفة عندها بمكيال العقل لكون أفلامها لا تحمل أجواء خيالية فهي واقعية ولذبك فهي فضلت التقليل من التدخل المندفع والغير محسوب،وإذا بها تبوح برغبتها الكبيرة في أن تصبح أماً قريباً وقلقها من عدم إرتياح ربيع في بيروت فهو يفضل العودة إلى مونتريال،هي كانت متأكدة من حب ربيع لها ومن تعلقه بها ولكنه لم يكن متحمساً للبقاء في لبنان وظلال الحرب ما زالت على قائمة ذكرياته،وهذا الاحتقان بينهما أدى إلى عناد صامت،فكل منهما كان يغيظ الآخر بواصلة الحياة بشكل عادي ولكن دون أن يدخلا في نقاشات خاصة عن المسائل التي يختلفان بخصوصها،وهذا ليس بالسهل على بطلتنا التي لطالما أسرت لزوجها ليس فقط بأحلامها الشخصية وإنما أيضاً أحلامها المهنية الواسعة،هي أرادت توصل رسائل من هم اختارتهم أن يكون أمام عدستها وأن تعبر أفلامها عن عنهم وعن شخصياتههم وعن آمالهم وعن همومهم،فالبطلة تتنفس في أفلامها خبايا حياة الآخرين ورائحة ذكرياتهم وكيف أن حتى الأشياء التي امتلكوها شاركتهم هذه الذكريات بفرحها وألمها،وإذا من يقتحم جدار الصمت الذي تعيشه ويجعلها ترتطم بالفضول أكثر لتعرف ما هي الكلمات المختبئة ورائه وهذا حصل حينما إلتقت ب"ريما" الشابة وما أسمته بالسيناريو معها،والغريب في هذا اللقاء هو أن ريما كانت هي من تدير الحوار وهي من تختار الأسئلة وتقتنص إجابتها وهذا ضاعف فضول المخرجة فحتى ما قالته ريما عن حياتها وأمها كان محفزاً اكثر على قراءة أوراقها،فهذا التمرد الكبير الواضح على ريما ربما إنتقل إلى ما كتبته من سيناريو فلعل كتاباتها تستحق القراءة وربما ستساهم في عمل فيلم مميز،وظلت المخرجة تتعجب من إختيار ريما لها وتتساءل عن كيفية معرفة بها وأخذت معها هذا التعجب سواء وهي تقرأ محتوى السيناريو وأيضا في صالون التجميل حيث كثيراً ما تستعد كلمات النساء للحديث تلقائياً،وإذا بالخيط الأول من حل هذا اللغز يتضح من خلال قراءة النص واستنتاج بأن ما فيه هو مبني على الواقع والخيط الثاني كان في حوار المخرجة مع مصففة شعرها الأوكرانية "أولغا" والتي تجيد اللهجة اللبنانية،وأولغا كانت مستمعة أكثر منها متحدثة ولكن كان هذا الدور يتغير حينما تحاور المخرجة،فهي تفضفض عن زوجها الذي يسيء لها وعن سفرها للإمارات مع إبنتها ومن ثم عودتها ليواصل زوجها إهانتها وكل هذا يحدث دو أن تنفصل عنه،وإذا بأولغا تتحدث عن قرب زواج "هيام" المرأة الخمسينية التي لم يسبق لها الإرتباط والتي تتميز بالرصانة والأناقة والرقي الأنثوي،ومع القرب في عقد القران نجد بأن جمال هيام الذي كان يزينه اللون الأسود من خلال غطاء الشعر صار أكثر وكأن راحتها النفسية نقلت صداها لملامحها،وكانت هناك نوع من الصداقة بين هيام والمخرجة مع أن من الواضح بأن شخصية هيام مقلة في صداقاتها وبأنها من عائلة محافظة،ولاحظت المخرجة ترابط ما قالته أولغا عن هيام وأختها وابنة أختها وبين ما ورد في نص ريما عن أمها وأختها،وهذا الترابط كون انطباعاً بان هيام هي خالة ريما،ومع مرور الوقت ستتبين صحة هذا الانطباع وقد تعهدت المخرجة بينها وبين نفسها على التأكد منه دون إخبار الأطراف المعنية خاصة بأن شخيصة هيام رقيقة وبريئة وبأن ريما حتى مع عنفوانها فهي ما زالت حساسة في طبعها،وهكذا عدسة كاميرا المخرجة وثقت حكاية هيام وبطريقة ما حكاية أختها وابنة أحتها وبالطبع من سيتزوجها،وفي كل زيارة بين المخرجة وهيام الأماكن ستتكلم عن ما بها من ذكرى وكذلك الصور ستسرب بعض الخبايا،فلدينا قصص ثلث نساء من جيلين،فهناك "هيام" الصبورة والتي أحبت قربيها "عماد" ولكنها عاشت قصة الحب في خيالها فقط كما أفلام الخمسينيات التي أحبتها وعلقت صورها في ذهنها،وعماد إرتبط بغيرها أكثر من مرة وإنتظر حتى تقدم العمر بهما ليطلب منها الزواج وهي وافقت حتى مع التهكمات التي كانت تسمعها من نساء العائلة ومحيطها،وهناك أختها التي تزوجت ولكنها إنفصلت لاحقاً لتلحق بحلمها الإعلامي وهي كانت محبة للأزياء وتواكب الموضة ،وإذا بهذه الإعلامية تهمل إبنتها "ريما" من خلال البعد فيبدو وكأنها تخلت عنها وإذا بالموت يختطف الأم قبل أن تصلح علاقتها بوحيدتها،و"ريما" تجرأت على كتابة سيناريو بقلمها عن عائلتها وكيف أنها أرادت التحرر من كل الوجع الذي أصابها كما لو كانت تغادر على متن دراجة وحتى الهواء يتضامن معها،والمخرجة حاولت التواصل مع ريما ولكن لم توفق في ذلك حتى في حفل زفاف هيام،وفي النهاية تذوب المخرجة بين جدران خوفها من خسارة ربيع و جدران قلقها من الوحدة وجدران فقدانها وإفتقادها لأمومتها.

    ما راق لي في الرواية هو الإيقاع الأنثوي المندفع في البوح بما فيه من بساطة وإنسيابية حتى في إنتقاء الكلمات وترتيب العبارات،وأيضاً أعجبتني المشاهد التي زال فيها الحاجز الزجاجي الذي كان يفصل بين المخرجة وهيام فنشعر بقرب تجربتهما من بعضها حتى مع التباين في الشكل وبمدى مصداقية المشاعر التي فاضت عن إطارات العدسلت وصارت شفافيتها هي السائدة.

    كتاب (استديو بيروت) لهالة كوثراني فيه حب لازم الأمل حتى أخذ حقه منه.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون