طيب. انا كنت اعتبر ربيع جابر عقابا للانسانية . و لم افهم يوما كيف فازت دروز بلغراد بلغتها الثقيلة و نقاطها و جدرانها و كآبتها . و لم اتشجع يوما لقراءة اي شي له. رغم ان الكثيرين اثنوا على أمريكا .
و هكذا وجدت هذا النص . و بما اني ابحث عن اي شيء لصرف فرط التركيز بنصوص رام الله . قررت ان أقرأه . بالبداية لا بد من الاثناء على الثقافة المرعبة التي وظفها الكاتب بالنص .ثقافة ظهرت بشكل لطيف و مرهق بالكتاب . و تلخيص جيد لثقافات القرون الوسطى .
القصة ذكرتني بنص الضفدع الناري و هو نص عن الوجودية و معنى الحياة .و استدعت بطبيعة الحال كافكا . رغم ان النص مبني على قصة اطفال لامير سحرته ساحرة الى ضفدع ما . لكن جابر يوسع فكرة المسخ و التحولات بشكل اوسع ليترك قصة الاطفال . و يبني نصا يعتمد على عدة بنى زمنية . الحاضر . المستقبل و الماضي قبل مولد الامير و طفولته. و هكذا يبدو النص اكثر تعقيدا من حيث السردية الزمنية .
ولكن اللافت للنظر هو سؤال الوجود الذي يشغل الامير منذ كان صغيرا .من هو من هي امه .و هل والده مجنون . و هل حين صار ضفدعا كان اصلا ضفدعا حلم انه انسان و كيف تنبثق الحياة حياتنا و حياة الضفادع . و من هي المرأة و هل الجحيم هو جحيم دانتي .و ما الحياة و ما الموت و الحب و الاقة . ضمن هذه الاسئلة كلها يتوزع عالم الامير الذي كان اميرا .
نص يستحق القراءة لخفته ولغته الساخرة والبراعة المذهلة في التوصيف . و حتى لحواشيه خفيفة الدم