هل تحتاج أميركا إلى سياسة خارجية؟ - نحو دبلوماسية للقرن الحادي والعشرين - هنري كيسنجر
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

هل تحتاج أميركا إلى سياسة خارجية؟ - نحو دبلوماسية للقرن الحادي والعشرين

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

لقد أنتج ميراث تسعينات القرن العشرين تناقضاً ظاهرياً. فالولايات المتحدة من جهة لديها القوة الكافية للإصرار على رأيها والتفوق ما يثير في الغالب التهم بالهيمنة الأميركية. وفي الوقت نفسه، غالباً ما تعكس الوصفات الأميركية لبقية العالم إما ضغوطاً محلية وإما تكراراً لمبادئ عامة مستقاة من تجربة الحرب الباردة. والنتيجة أن تفوّق البلد يكون مقترناً باحتمال جدّي لأن يفقد صلته بكثير من التيارات التي تؤثر على النظام العالمي وتحوله في نهاية المطاف. ويكشف المشهد الدولي عن مزيج غريب من الاحترام-والخضوع-للقوة الأميركية يرافقه السخط من وصفاتها والتشوش بالنسبة لأغراضها بعيدة المدى. من خلال هذه الرؤية يحاول كاتب السطور هنري كيسنجر الدخول في توليفية تحليلية لاستشراف موقع الولايات المتحدة الآني في محاولة لرسم سياسة خارجية لها تطمح المحافظة على الدور الريادي الذي تلعبه الولايات المتحدة الأميركية وهو يقول في مقدمة كتابه: من المثير للسخرية أن التفوق الأميركي يُعامل بلا مبالاة في الغالب من قبل الأميركيين. ومن خلال الحكم على تغطية وسائل الإعلام والمشاعر في الكونغرس، وهما مقياسان هامان، نجد أن اهتمام الأميركيين في السياسة الخارجية متدنٍ دائماً. ومن ثم فإن الحكمة تدفع السياسيين الطامحين إلى تجنب الخوض في نقاشات حول السياسة الخارجية وتحديد الزعامة كانعكاس للعواطف الشعبية الحالية، لا بمثابة تحدّ لرفع الرؤى الأميركية. لقد كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة الثالثة على التوالي التي لم يتناول فيها المرشحون السياسة الخارجية بشكل جدي. وفي التسعينات بشكل خاص، كان تطوّر التفوق الأميركي من التصميم الاستراتيجي أقل من تطوّره من سلسلة من القرارات التي تهدف إلى إرضاء الناخبين المحليين، فيما دُفع هذا التطور في الحقل الاقتصادي بواسطة التكنولوجيا والمكاسب الناتجة غير المسبوقة في الإنتاجية الأميركية. وقد أدى كل ذلك إلى بروز إغراء بالعمل كما لو أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى سياسة خارجية طويلة الأمد البتة، وأن بوسعها الاقتصار على الاستجابة إلى التحديات حالة بحالة عندما تنشأ. تجد الولايات المتحدة نفسها في أوجّ قوتها في موقع ساخن. ففي وجه ما قد يكون أعمق اضطرابات يشهدها العالم فشلت في تطوير مفاهيم ذات صلة بالوقائع الناشئة. الانتصار في الحرب الباردة يغري بالزهو، والاقتناع بالوضع الراهن يجعل النظر إلى السياسة بمثابة إسقاط للمألوف على المستقبل، ويغري الأداء الاقتصادي المذهب صنّاع السياسة بالخلط بين الاستراتيجية والاقتصاد ويجعلهم أقل حساسية للتأثير السياسي والثقافي والروحي للتحولات التي أحدثتها التكنولوجيا الأميركية. وقد حاول كيسنجر في كتابه تسليط الضوء على قضايا تبدو أكثر سخونة في عالم السياسة الخارجية والتي شكلت منعطفاً هاماً على صعيد الولايات المتحدة الأميركية وسياستها. مركزاً على الشخصيات السياسية التي مثلت دوراً هاماً في صنع قرارات كانت على تماسّ مباشر بالسياسة العالمية. تتمتَّع الولايات المتحدة، في فجر الألفيّة الجديدة، بتفوّق لم تضاهه حتى أعظم الإمبراطوريّات في الماضي. فمن صناعة الأسلحة إلى تنظيم العمل، ومن العلوم إلى التكنولوجيا، ومن التعليم إلى الثقافة الشعبية، تمارس الولايات المتحدة سيطرة لا مثيل لها في كلّ أنحاء العالم. فالموقع الراجح جعلها المكوّن الذي لا غنى عنه للاستقرار الدولي. فقد توسّطت في النزاعات في بقع الاضطراب الرئيسية إلى الحدّ الذي جعلها جزءاً لا يتجزّأ من عمليّة السلام في الشرق الأوسط. وقد التزمت الولايات المتحدة التزاماً كبيراً بهذا الدور لدرجة أنها تقدّمت بشكل شبه طقسي كوسيط، وأحياناً عندما لم يكن مرحِّباً بها من كل الفرقاء المعنيين-كما في النزاع بشأن كشمير بين الهند وباكستان في تمّوز/يوليو 1999. فالولايات المتحدة تعتبر نفسها مصدر المؤسسات الديموقراطيّة في كل أنحاء العالم والضامن لها، ما جعلها بشكل متزايد تنصّب نفسها حَكَماً على نزاهة الانتخابات الأجنبية وتفرض عقوبات اقتصادية أو ضغوطاً أخرى إذا لم تُستَوفَ في معاييرها... ففي البلقان تؤدي الولايات المتحدة الوظائف نفسها في جوهرها التي قامت بها الإمبراطوريتان النمساوية والعثمانية عند منقلب القرن الماضي، أي حفظ السلام بإقامة محميّات مقحمة بين المجموعات الإثنيّة المتحاربة. وهي تسيطر على النظام المالي الدولي بتوفير أكبر وأوسع سوق للصادرات الأجنبية، وتحدّد الثقافة الشعبيّة الأميركية معايير الذوق في كلّ أنحاء العالم، حتى عندما توفّر شرارة الاستياء الوطني بين الحين والآخر... من المثير للسخرية أن التفوّق الأميركي يعامل بلا مبالاة في الغالب من قبل الأميركيين.
عن الطبعة
  • نشر سنة 2002
  • 304 صفحة
  • ISBN 9953-27-042-2
  • دار الكتاب العربي

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
5 2 تقييم
14 مشاركة

كن أول من يضيف اقتباس

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب هل تحتاج أميركا إلى سياسة خارجية؟ - نحو دبلوماسية للقرن الحادي والعشرين

    2

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

المؤلف
كل المؤلفون