ميلاد مجتمع

يتحدث الكتاب عن العوامل التي تساعد على ولادة المجتمع ،وتماسكه من بعد ميلاده ،والأخرى التي تؤدي الى انهياره

وموضوع الكتاب يدور حول شبكة العلاقات الاجتماعية بين افراد المجتمع

فالمجتمع يتكون من ثلاث عوالم :

عالم الافكار ،عالم الأشخاص ،وعالم الاشياء

،وترتبط هذه العوالم الثلاثة مع بعضها وتنسجم عن طريق شبكة العلاقات الاجتماعية ،والتي ان تماسكت تماسك المجتمع وان تمزقت انهار المجتمع

في هذا الكتاب ترسيخ لمبدأ

One for all , and all for one

الكتاب هو جزء، او لنقل افتتاحية لسلسلة مشكلات الحضارة ، والتي تتناول المجتمع من لحظة ظهوره الى لحظة انهياره ،وتتحدث عن مشكلات الحضارة ،الاسباب والحلول

الكتاب غني بالافكار والـ(حكم) ولكن يوجد بعض التكرار الذي أشعرني ببعض الملل ،كما ان بعض الافكار في هذا الكتاب مكررة عن كتاب تأملات (من نفس السلسلة ) لذلك اكتفيت بنجمات ثلاث

وإليكم بعض الاقتباسات من هذا الكتاب

العلاقات الاجتماعية هي الاهم ، فمهما كان المجتمع غنيا بافكاره واشخاصه واشياءه فسوف يأفل نجمه اذا تمزقت شبكة علاقاته الاجتماعية

لا تقاس ثروة وغنى المجتمع بمقدار ما يملك من أشياء بل بمقدار ما يملك من افكار ،فإذا حصلت كارثة قضت على عالم الاشياء تبقى للمجتمع أفكار تنقذه وتعينه على اعادة بناء عالم الاشياء ،اما اذا انمحت الافكار كان الخراب شاملا وكبيرا

فعالية الافكار تذهب اذا تمزقت شبكة العلاقات الاجتماعية ،وتجانس الافكار مع الاشياء مع الاشخاص يحصل عن طريق هذه العلاقات ، علاقات أوثق = عمل فعال

العلاقات تصبح فاسدة حين تصاب الذات بالتضخم وتذوب الجماعة في الفرد

مراحل تطور المجتمع :

الحالة الكاملة : حيث تكون خصائص وملكات المجتمع تحت سيطرة الروح(الضمير ) المرحلة الثانية تكون فيها السيطرة للعقل متجها نحو عالم المادة ،والمرحلة الثالثة ، حيث تكون خصائص وملكات المجتمع تحت سيطرة المادة والغرائز،فتتحلل وتتحرر من سلطة العقل والضمير وعندها ينهار المجتمع

شبكة علاقات : وثيقة = ازدهار

متراخية = مرض

مفككة = انهيار

كل جماعة لاتتطور في حدود الزمن تخرج من التحديد الجدلي لكلمة مجتمع ،وتبقى ضمن مسمى :تجمعات بشرية

فنظام المجتمع يقوم على الحركة واتجاهها وانتاج هذه الحركة

العلاقات الاجتماعية يمثلها القانون الاخلاقي و

ضعف العلاقة الدينية يؤدي الى فراغ اجتماعي ، والشرائع السماوية تحاول هذا سد الفراغ

الثقافة تعلمنا الحضارة ،والعلم هو نتيجة للحضارة . الثقافة تربط بيننا في علاقات سوية ،والعمل يربطنا بعالم الاشياء

لا يقاس غنى المجتمع بكمية ما يملك من أشياء، بل بمقدار مافيه من أفكار

ولقد يحدث أن تلم بالمجتمع ظروف أليمة، كأن يحدث فيضان أو تقع حرب، فتمحة منه عالم الأشياء محواً كاملاً، فإذا حدث في الوقت ذاته أن فقد المجتمع السيطرة ..على عالم الأفكار، كان الخراب ماحقاً ، أما إذا استطاع أن ينقذ أفكاره فإنه يكون قد أنقذ كل شي، إذ أنه يستطيع أن يعيد بناء عالم الأشياء

لقد مرت ألمانيا بتلك الظروف ذاتها،كما تعرضت روسيا لبعضها،إبان الحرب العالمية الأخيرة ، ولقد رأت الدولتان الحرب تدمر عالم الأشياء فيها.،حتى أتت على ..كل شيء تقريباً ، ولكن سرعان ما أعادتا بناء كل شيء بفضل رصيدهما من الأفكار

خلاصة الكتاب أن شبكة العلاقات الاجتماعية تمثل روح المجتمع فبوجودها يوجد، وبزوالها يزول. تقوم الشبكة بتنظيم عمل الثالوث الاجتماعي (عالم الأشخاص والأفكار والأشياء) بشكل يضمن الوحدة بينه وبين غاية المجتمع. وتعتمد لبقائها القيم الأخلاقية والروحية، فسيادة القيم الفردية المادية إيذان بهلاكها وهلاك المجتمع.

شبكة العلاقات الاجتماعية مكونة من أفراد، يقوم الأفراد بتكوينها كم تقوم هي بصياغة الفرد بطابعها. يضن مالك بن نبي أنه لميلاد المجتمع ونهضته، نحن في حاجة لشبكة علاقات اجتماعية قوية.

لغة مالك بن نبي في هذا الكتاب صعبة، من المؤكد أنه كان يستطيع إيصال الفكرة بأسلوب أبسط.