طفلة الكوليرا - ماري رشو
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

طفلة الكوليرا

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

في محنة الأرمن المساقين، نساءً وأطفالاً وشيوخاً، على دروب المنافي القاتلة، تكافح آرشا للبقاء على قيد الحياة مع طفليها التوأم. الجوع والعطش والخوف والمرض والعذاب والموت المخيّم، كلّ ذلك يدفعها إلى إنقاذ حياة طفلتها بتسليمها إلى سيّدة عربية. والأسباب نفسها تدفع إلى حضنها طفلة زوجة الآغا الأرمنية التي خطفت الكوليرا ابنيها وقتل الأتراك زوجها. ولا يلبث أن ينضمّ إلى حضن آرشا طفلها آفو، ثمرة أحشائها بعد تعرّضها للاغتصاب. لورا التي ولدت في حلب بعد سنوات من انقضاء المحنة، تستعيد من حكايات جدّتها آرشا، وذكريات والدها وعمّها، ومن الكتب والوثائق، مشاهد تلك المحنة الرهيبة ووقائعها. . . . "أبدعت المؤلفة في الوصف المؤلم" جريدة الحياة "نجحت المؤلفة في تصوير الوقائع بدقة، في بناء روائي متكامل، وبحرفية عالية في الأسلوب" جريدة النهار . . . نالت الكاتبة جائزة أصدقاء الثقافة في سوريا عن روايتها"هرولة فوق صقيع توليدو" وجائزة سيناريو عن فيلم للأطفال "لن أشعل النار ثانية" في مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 1 تقييم
34 مشاركة

اقتباسات من رواية طفلة الكوليرا

فتنة تعني حربًا. ومن يحارب لا يفهم

مشاركة من zahra mansour
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية طفلة الكوليرا

    1

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    يرخم في العقيدة الإنسانية مبدأٌ فحواه أن لاموت إلا موت الضمير، ومن يستخفّ بقتل الإنسان سطوةً وامتهاناً متحدّرٌ من أصولٍ لاترقى إلى البشرية والإنسانية بحال؛ ولهذا كنتُ أواظب على التساؤل دوماً: هل تبقى أيّة قيمةٍ وكرامةٍ للإنسان وفي يده سلاحٌ يهدّد به ويقتل ويبيد؟!

    تتناول الكاتبة ماري رشّو في روايتها طفلة الكوليرا مابات يُعرف تاريخياً باسم “مذابح الأرمن”، وتحكي لنا على لسان الطفلة لورا ذكرياتها مع جدتها آرشا التي عاشت تفاصيل المحنة من أولها.

    فُقد نازار زوج آرشا في مَبْعَدَةِ “سفربرلك”، ثمّ أُبعِدَت هي وولداها واهان وريتا عن بلدتهم “وان” جنوب الأناضول مع عددٍ غير معروفٍ على وجه اليقين من أبناء المنطقة من الأرمن.

    تتعرض آرشا لشتى صنوف التنكيل خلال رحلة النفي فتهب ابنتها ريتا لأسرةٍ عربيةٍ لتتسع فرصتها بالنجاة من موتٍ محتوم، ويغتصبُ الجنود الأتراك آرشا أسوةً بما حلّ بشاباتٍ من عمرها من الأرمنيات؛ وتحمل على إثر ذلك وتضع صبياً تُسميه آفو، وينكّل بأحد الأغوات الأتراك لذنبٍ يقترفه فيُقتل وتُنفى زوجته التي تهب ابنتها سيما قبل ذلك لآرشا التي تتعهّد برعايتها دون أن تنبذ عنها حزن فراق وليدتها ريتا..

    يصل موكب المُبعدين بأقل من عُشر عدده إلى حلب حيث يقيمون هناك مرحلةً قصيرة قبل أن يُعاود الوالي نفيهم بُغية موت المزيد منهم، وعندما تنقضي هذه الرحلة يتزوج واهان من سيما ويُنجبا لورا -الراوية- التي تدرس التاريخ وتختص بالقضية الأرمنية ثمّ تقارن بين علوم الكتب وبين أقاصيص الجدة آرشا ممّا ترسّخ في ذاكرتها المكلومة بالأحزان.

    في حقيقة الأحداث لم يكن الهدف وحده هو إبعاد الأرمن عن دُورِهم، أو حملهم جبراً للتحوّل عنها، ولا نفيهم ليهبطوا أرضاً غير أرضهم؛ بل كان المخطّط أن تُزهق أرواحهم بَدَدَاً وهم في ظروفٍ أشبه بالظروف الطبيعية وأن تتفرّق جثثهم بين الوهدان والوديان والذُرى السامية دون أن يبدو أنهم تعرّضوا لحملة إبادة أو بطشٍ متعمّد.

    والسؤال المُلحّ هنا: هل يمكن فهم ما جرى من المأساة الأرمنية من خلال الأدب؟ قارئ الرواية سيدرك أن الإجابة ستكون نعم، وإن كان هذا الفهم في حدّه الأدنى، لأنّ القارئ وعند عكوفه على تفكيك عناصر الرواية سيجد أنّ الكاتبة ماري رشّو لا تقدّم في روايتها طفلة الكوليرا تاريخاً صرفاً، ولاتعرض أرشيف المأساة، لكنها ترصد غوائل المحنة وانعكاسها على أبرياء الأرمن الذين ساطهم ظُلم العثماني دون رحمة ودون سببٍ معروف، وهذا كافٍ لاستشراف بعضاً من مثلبةٍ شديدة الحساسية تَسِمُ بسوءٍ وجه الإنسانية.

    أجد في هذا العمل الأدبي كل فضائل الرواية الكاملة، التوصيف الدقيق للمكان والبيئة، تقديم الشخصيات لنفسها على لسان الراوية وتفاعلها مع النوائب، ثم تطورها مع تقادم الأحداث، اللغة السليمة التي يغلب عليها عرض الوقائع دون التكلّف بالمحسّنات البديعيّة، الحبكة الدقيقة والحرص على الاستحواذ على انتباه المروي له خلال النص. المهارة في الانتقال بين الأزمنة السردية دون أن يفقد القارئ البوصلة. كل هذه المكونات وغيرها جعلتني أمنح الرواية علامة 5/5 باستحقاقٍ واقتناع؛ وهذا منّي نادر.

    في الرواية مأخذان اثنان لايُؤثران على تقييمي المرتفع للرواية: الأول كثرة استعمال الجمل الخبرية (ص 32 على سبيل المثال وكأنها مقتطعة من كتاب جغرافيا)، وعنوان الرواية غير ملفت ولاينمّ عن مضمونها، بل يوحي بغير ما ستحكيه الكاتبة.

    صدرت الرواية عن دار الساقي عام 2008، وتقع في 158 صفحة من القطع المتوسط، وهي رواية تعلو فوق التجربة اليومية الفردية، هي مأساة أمةٍ كانت تنشد السلام ويأبى الظالم إلا أن يضعها في حمأة الحرب.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون