موت إيفان إيليتش - ليو تولستوي, مها جمال
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

موت إيفان إيليتش

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الرواية

"موت إيفان إيليتش": رائعة تولستوي في أقصى مراحل نضجه الإبداعي، وإحدى العلامات الباهرة في الرواية العالمية الحديثة. اكتشافٌ وتحليل دقيق -وغير مسبوق- لأعماق الروح الإنسانية في اللحظة الفاصلة من الحياة، لحظة المواجهة مع المصير النهائي. وذلك ما جعلها تتصدر قوائم أهم الأعمال الإبداعية في تاريخ الرواية العالمية، لدى الثقافات المختلفة. وترجمة كاملة ودقيقة، تعي وتراعي الخصائص الأسلوبية واللغوية للنص الفريد المرهف، بلا عمومية أو عشوائية
عن الطبعة
  • نشر سنة 2014
  • 216 صفحة
  • [ردمك 13] 9789777187626
  • الهيئة العامة لقصور الثقافة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
4.1 16 تقييم
91 مشاركة

اقتباسات من رواية موت إيفان إيليتش

"وكلما كانت ذكريات ايفان الييتش تبتعد عن طفولته , وتقترب من الحاضر ب دت له الافراح التي عاشها مشبوهة وفارغة ."

مشاركة من zinova
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية موت إيفان إيليتش

    17

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    قليلون هم القادرون على كتابة عملٍ بهذا العمق في أقلّ من 100 صفحة.

    تولستوي يسرد قصة وفاة ايفان ايليتش، ايفان الذي يمثّل كل فردٍ منّا تخلّى عن نفسه ليجري خلف وهم الحياة، وهم المسمّى الوظيفي، وهم المستوى الاجتماعي،الخ.

    الموت كان دائماً الحقيقة الوحيدة المهمة، هذا ما استنتجه ايفان ايليتش؛ ربما بعد فوات الأوان. نحن لا نعيش لكي نعيش، لا نعيش لكي نجري وراء الدنيا، نحن نعيش لكي نموت، لكي نموت فقط. جميعنا سنموت في النهاية، جميعنا سنموت مرة واحدة، سنموت بنفس الطريقة، بصرف النظر عن وظيفتك، حسابك البنكي، مستواك الاجتماعي، ستموت كغيرك في النهاية.

    تولستوي أراد أن ينتقد تفاهة حياة الطبقات المتوسطة للمجتمعات التي تلت الثورة الصناعية. تسرد الرواية كيف يحوِّل احتضارٌ بطيئٌ و معذِّب، حياة موظّفٍ ناجح ٍاجتماعياً، إلى وعيٍ مؤلمٍ بتفاهة حياته، و بزيف علاقاته الأسرية والاجتماعية. المدهش أن ما وصفه تولستوي في قصته قبل 130 عاماً تقريباً ما زال موجوداً للآن، ربما ليس بنفس الصورة والشكل، لكنه موجود بوضوح.

    من السهل أن تنسى الموت في خضمّ انشغالك بالأعمال اليومية الروتينية. ومع ذلك فإنّنا جميعاً في طريقنا لأن نموت في وقتٍ ما. حتى لو لم يقع لنا حادثٌ سخيف يؤدّي بنا إلى مرضٍ طويل كما حدث لإيفان، فإنّنا ما نزال نواجه الموت. إنّ من السهل نسيان الموت عندما يبدو كلّ شيء على ما يرام. وهذا هو السبب في أن إيفان لم يكن يفكّر فيه. لكنّ هذا لا يهمّ، فالموت زحف إليه عندما لم يكن يتوقّعه.

    قبل أن يموت ايفان بساعات، قال جملة لخّصت، بالنسبة لي، كلّ ما كان يدور في خاطره قبل أن يموت: "كلّ شيء مجافٍ للحقيقة، حتى حياتك نفسها، كذب وخداع، تحجب عنك حقيقة الحياة والموت".

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    لا تُصدّق من يجيد الفلسفة. ليست العُقدة أننا سنموت بعد أن نحيا، ولكن أن نعيش قبل أن نصبح موتى – نجيب سرور

    لطالما بحث الانسان عن معنى حياته، عن حقيقة مشاعره أو جوهر علاقته مع الآخرين من حوله. يعتقد أحيانًا أن حياته امتداد إجباري لحياة من سبقوه؛ مجرد حلقة في سلسلة طويلة لا يدرك نهايتها، وبأن حياته هي فرصته الوحيدة للتمتّع بكل الملذات الحسية في عالم لا يعرف سبب نشأته أو حتى سبب وجوده فيه!

    لهذا ينشغل في صراع الحياة الخادع. لكنه كلما تقدّم به العُمر؛ اكتشف زيف الحياة، ووهم الدنيا الزائل، ذلك لأنه يفطن أخيرًا أن سعادته في هكذا حياة لا تكمن العيش، بل في هروبه من فكرة الموت!

    إيفان إيليتش؛ القاضي المرموق الذي اجتهد من أجل عيش حياة نموذجية، ارتقى لأعلى المناصب؛ بأن اتّبع كل السُبل التي تؤدي إلى ذلك الطريق مهما بدت له فارغة من المعنى، أو تحمل الكثير من التملّق. كان الظهور بشكل مُلفت وراقٍ للرأي العام ولكل من حوله؛ هو الهدف الأسمى له، والذي ظل لسنوات يحاول الاستمرار على تحقيقه كشرط أساسي لاحترام الناس له!

    تسممت حياته بأكملها بسبب مرض ألمّ به نتيجة اصطدام بسيط، بسيط لدرجة أنه لم يلحظه حينها، لكن لسوء حظه أسفر هذا الاصطدام عن إصابة بليغة لأحد أعضائه الداخلية.

    رغم الأوجاع العضوية التي بدأت في التزايد بشكل تصاعدي، إلا أن آلامه النفسية كانت أشد وطأة عليه، ذلك لأنها ولأول مرة جعلته يواجه الحقيقة العارية... حقيقة الموت.

    عندها بحث في رعب عن أي فكرة من تلك الأفكار العديدة التي ملأت حياته سابقًا، والتي كانت تشغله عن الموت، إلا أنه اكتشف أن جميعها كانت مجرد نزوات مضللة. وفي مرارة راح يسترجع حياته وأحلامه وآماله لينكشف الأمر في النهاية أمام بصيرته؛ إنه لم يعش كما ينبغي.

    برع تولستوي في تصوير لحظات الأسى الذي ملأ بطله إيفان إيليتش، وإحساسه بكونه أصبح عبئًا ثقيلًا على كل من حوله، وكيف تفاقم شعوره بالوحدة وبحجاته أن يكون طفلًا مرة أخرى لأنها الطفولة هي الشيء البريء الوحيد في حياة الانسان. أبدع أيضًا في تصوير لحظات ارتباكه أمام زوجته وابنته، واختلاط الأمر عليه في بين شعوره بأنهم يكرهونه ويتمنون رحيله، وبين احتمال أنهم بالفعل يكنّون له الحب، لكنهم فقط يرغبون في أن ينال راحة أبدية من آلام لم تعد تفارقه.

    القصة متوسطة الجودة من ناحية السرد القصصي، وهي تقريبًا أولى قصص تولستوي بعد ابتعاده عن حياته العظيمة ككاتب، وبداية تحوّله الديني الذي انعكس على كتاباته التالية.

    الترجمة ليست جيدة للأسف، ليس فقط في عدم وضوح بعض المعاني، بل لتراكيب بعض الجُمل التي جعلتها غير مفهومة.

    اقتباسات

    "ويبقى إيفان إيليتش وحده، مع هذا الشعور الواضح وهو أن حياته قد ذبلت، وأنه يُسمّم حياة الآخرين، وأن السمّ ينفذ إليه على نحو يزداد عُمقًا."

    "وأكثر ما كان يُعذّب إيفان إيليتس؛ هو أن لا أحد يرثى له كما يحب. وفي بعض الأحيان، وبعد النوبات الطويلة المؤلمة، كان يود أن يرثي الناس له كما يُرثى للطفل المريض. كان يشتهي أن يداعبه الناس، أن يعانقوه، أن يبكوا قربه كما يُداعَب الأطفال ويُعزَّون. كان يود أن يُلاطفه الناس وأن يبكوا لمصيره."

    تقييمي

    3 من 5

    رابط الكراجعة على موقعي

    ****

    أحمد فؤاد

    12 آذار مارس 2020

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    ****

    هي قصة قصيرة في ما يقارب ال 70 صفحة ,لكنها تعد هي الاخرى من اشهر اعمال تولستوي . كما هو واضح من العنوان فالقصة تتناول قضية الموت هذه القضية التي كان قد اثارها سابقا في رواية " انا كارنينا " من خلالىموت شقيق ليفين يقولا .

    ايفان ايلييتش هو القاض الطامح الى الترقية في السلم الوظيفي , كما السلم الاجتماعي , ذلك كان هدفه في الحياة الى ان عرت حقيقة الموت عن هشاشة تلك الحياة التي يسعى اليها ، فبعد حادث بسيط تمثل بسقوط البطل على حافة النافذة _عندما كان يرتب الاثات الجديد الذي اقتناه_ ستنقلب حياته كلية . سيكتشف زيف العلاقات الاجتماعية التي كان تتشغل باله , فيجد اصدقائه غير مبالين بما حدث له , بعضهم ينتظر موته لنيل الترقيات التي ستتيحها وفاته (هذا ما يظهر في بداية الرواية ) وها هي زوجته تقيم الحفلات والولائم وزوجها طريح الفراش، في حين يلقى العطف والحنان من خادمه جيراسيم الفلاح الشاب البسيط الذي كان يساعده دون تكلف او كذب . يموت ايفان ايليتش اخيرا بعد عذاب والم شديدين في الايام الثلاثة الاخيرة من احتضاره ليجد السكينة في اخر لحظاته '' (بدلا من الموت رأى النور . وقال فجأة بصوت عال : "هاهو ذا اذن . ياللفرح!") '' .

    مر القاضي ايفان الييتش بتغييرات روحية داخلية تعكس التغييرات التي شهدها تولستوي في تلك الفترة , كانت نتائجها واضحة حيث نجده اصبح اكثر جرأة في اتخاذ المواقف من القضايا التي اثارها في اعماله السابقة , فالتردد والحيرة اللتان كانتا باديتان من خلال موقف ليفين (احد ابطال "انا كارنينا" ) تجاه موت شقيقه تيقولا , حل محلها شجاعة اكبر في مواجهة الموت . فبدل طرح التساؤلات واثارة الشكوك اصبح تولستوي يقدم الاجابات . وهنا اعتبر العديد من النقاد انها بداية النهاية لتولستوي الفنان , ليخلي مكانه لتولستوي الواعظ الاخلاقي .

    ان الرسالة الاساسية التي يريد ليون ايصالها من خلال الرواية هي الاستمتاع بالحياة و السعي الى تحقيق السلام النفسي , لندرك أن في الحياة أشياء تستحق أن نستمتع بها, لعل أهمها البساطة والعلاقات الإنسانية.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    ****

    ممدوح فراج النابي

    في اللحظات الأخيرة أثناء احتضار بطل رواية تولستوي «موت إيفان إيليتش» (1868)، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة 2014، سلسلة الألف كتاب، ترجمة مها جمال وتصدير لرفعت سلام، يحدثُ نقاش بين البطل الذي كان نموذجاً للموظف المثالي الجاد في عمله والطامح للترقي في السلم الوظيفي، وبين طبيبه بعد أن سقط فريسة للخوف، ثم مستسلماً للموت إثر المرض المجهول الذي أصابه، هكذا «أنت تعرف أنك لن تستطيع أن تفعل شيئاً من أجلي، فاتركني وحدي» فيرد الطبيب: «نستطيع تخفيف معاناتك»، فيرد منفعلاً «إنك لا تستطيع حتى فعل ذلك فدعني كما أنا»، هذا الحوار القصير أو النقاش يشي باستسلام إيفان إيليتش أو القاضي للموت، بعدما كان خائفاً منه، لكن هذا الاستسلام مبعثه أولاً إلى الحكمة التي تجلت عليه، حتى غدا في كثير من خطاباته يقوم بدور الواعظ الديني «كل شيء مجاف للحقيقة، حتى حياتك نفسها، كذب وخداع، تحجب عنك حقيقة الحياة والموت»، تنتهي الرواية بموت القاضي بعد عذاب ثلاثة أيام وصراخ وأنين موجعين بعد أن عرى الصورة المزيفة للحياة ومن حوله.

    لا يمكن فهم دلالة الرواية العميقة، على رغم البساطة الواضحة في الحكاية والمباشرة في الهدف، إلا بالرجوع إلى السياقات الثقافية التي أُنتجت في زمنها الرواية، بخاصة بعد التحول الذي طرأ على شخصية تولستوي نفسه بعد أن هجر المسيحية، ومناهضته سياسةَ الكنيسة، ورفضه العنف ودعوته إلى السلام، وعدم الاستغلال، وميله للحياة البسيطة. الرواية يمكن اعتبارها مخاضاً لتجربة حقيقية عاشها تولستوي وعبر عنها في قصته «مذكرات رجل مجنون»، وهي خلاصة رحلة قام بها إلى مدينة أرزماس، بمعني أدق هي نتاج «رعب أرزماس» كما عبر عن ذلك صديقه مكسيم غوركي واصفاً ما اعتراه بعد هذه الرحلة الفارقة في حياته، حيث عصفت به أزمة روحية جعلته في مواجهة مع الموت، وبعد أن كان يخاف منه صار في مواحهة معه وفي ضوئه راجع مواقفه، بخاصة بعد أزمته مع الكنيسة، فبدأ يكتب عن الدين والسياسة. هذه الفلسفة التي خرج بها من محنته تجلت في هذه الرواية القصيرة «موت إيفان إيليتش»، أو كما سماها «موت قاضٍ». من هنا، تتجلى أهمية الرواية في أنها تؤسس لمرحلة جديدة في أدب تولستوي مغايرة تماماً لما قدمه في الحرب والسلام 1868، أو آنا كارينينا 1877 وغيرها من الأعمال، وكأنها وعاء أيديولوجي حوى أفكاره المثالية ومراجعاته لفلسفة الحياة، مُتخذاً موقفاً من الموت والحياة أكثر جرأة مما كان عليه من قبل.

    يقدم لنا الراوي الغائب بطل الرواية (إيفان) كنموذج مثالي للطبقة المتوسطة التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر في روسيا، موفراً له الضمانات كافة للانتماء إلى هذا العالم والانصهار فيه، فهو ابن لموظف خدم في وظائف عدة وأقسام في بطرسبرغ لديه ثلاثة من الأبناء. إيفان بطل الرواية شخصية تختلف عن أخويه حتى الناس كانوا يطلقون عليه «فينيق العائلة»، كان مقبولاً من الجميع درس القانون مع أخيه الأصغر الذي فشل في إكماله. تسير حياته على وتيرة واحدة، فلم يكن مُتملقاً عندما كان صبياً أو حتى رجلاً، وإن كان لا يمنع هذا منذ بداياته أنه كان مشدوداً لذوي المكانة العالية (طموحاً)، لكن أزمته التي سيكتشفها وهو على فراش الاحتضار أنه استسلم للملذات الحسية والغرور ولكل ما يدور وسط الطبقات العُليا لليبراليين، ولما عُين قاضياً راح يتعامل مع المهنة الجديدة وفق ما تقتضي طبائعها، فكان كما ينبغي أن يكون: «رجلاً مُحتشماً، يفرضُ الاحترام العام، ويستطيعُ الفصل بين واجباته الرسمية وحياته الشخصية». ثمة تغيرات حدثت له بعد توليه مهنتة كقاضي تحقيقات، في إشارة إلى ضعف النفس البشرية إزاء المناصب، حيث «بدأ يشعرُ بطبيعة مهمته حتى أنه كان يحسُ بأن الناس بلا استثناء - حتى المهمين والمغرورين - كانوا في متناول سطوته». المنطق الذي سارت عليه حياته الوظيفية والاجتماعية، عكسه على زواجه فلم يكن الحب هو الدافع للزواج من براسكوفيا فيدروفيا التي التقى بها في حفل راقص، وإنما ملائمتها لتحقيق طموحه الطبقي، فهي من عائلة محترمة ولديها ممتلكات، حياته الزوجية في بدايتها كانت تسير هانئة لا تخلو من بعض المشكلات الصغيرة، أما حياته العملية فكانت صاعدة إلى ما يرنو، فالترقيات تصيبه بلا تعب، والأموال تزداد، ثم تبدأ المُنغصات الزوجية تظهر، وهو ما جعله ناقماً على الزواج، حتى عندما ينتقلُ النقلة الكبرى بالعمل كقاضي تحقيقات في بطرسبرغ يشعرُ بأن مشاكله الزوجية ستتلاشي، وعند هذه النقطة تأخذ حياة القاضي خطاً آخر ومساراً عكس الأول، فأثناء مساعدة النجار الذي يقوم بتركيب الستائر في بيته الجديد يسقطُ من على السُلّم، في بداية الأمر لم يُبال بذلك الألم، لكن سرعان ما ازداد الألم فذهب إلى الطبيب وهنا تبدأ المشكلة الحقيقية حيث بدأ الشك يساوره، بخاصة بعد تباين وجهات نظر الأطباء في مرضه، فينتهي به الحال إلى رفض الأطباء والاكتفاء بالأفيون كمسكن، حتى تحين لحظة وفاته الدرامية التي أسقطت الهالة عن زيف حياته السابقة، وعن ضعف العلاقات الإنسانية، وعن حالة الوحدة التي عاشها، ولم يجد العون من الزوجة أو الأبناء الذين ضجروا من حالة مرضه وآلامه، باستثناء الخادم سيراغيم، وهي الرسالة الثانية التي سعى إليها تولستوي عبر هذه الشخصية البسيطة والريفية التي عبر بها الكاتب عن جموع الشعب الروسي، إذ بدت نظرته لموت سيده لا تخلو من إقرار بالأمر فيقول «إنها إرادة الله، ونحن جميعاً سنأتي إلى يوم كهذا». التركيز على سيراغيم في مرض سيده إشارة ذات مغزى للعودة إلى الجذور والطبيعة، بعدما أفسدت الطبقية المجتمع بعد الثورة الصناعية وصبغته بهالة من الكذب والنفاق.

    يبدأ الراوي قصة إيفان من نهايتها، ليكشف لنا كيف صار الموت أيضاً حدثاً قابلاً للاستغلال، فأصدقاء القاضي الذي كان زميلاً لهم، يقرأون خبر وفاته في الصحيفة، وهم في استراحة المحكمة، لكن الخبر لا يمر عليهم بصورة تكشف عن تأثرهم أو حزنهم لفقد صديق كان بينهم ذات يوم، بمقدار ما يكشف عن كيف أن لكل شخص غرضاً سيتحقق بهذه الميتة، ومن ثم كان الموت دافعاً لحياة جديدة لآخرين، فأحد هؤلاء الأصدقاء أتاحت له الوفاة التفكير في شغل مقعده الذي سيخلو من بعده. والثاني سيستغل الوفاة في أن يثبت لزوجته بأنه في استطاعته أن يقدم خدمات لأقاربه، فالوفاة ستؤدي إلى انتقال زوج أخته إلى المدينة وهو ما سيسعد زوجته بالطبع. الغريب مع هذا الخبر السيئ أنهم يواصلون لعب الورق. أمر الاستغلال لا يبعدُ عن الزوجة التي لم يشغلها سوى التفكير في مقبرة رخيصة وكيفية الحصول على منحة الحكومة بعد الوفاة؟ أو كيف تجعل المنحة تزيد؟ وهي الأسئلة التي كانت مترددة في طرحها على صديقه بيتر إيفانوفيتش، وإن كانت تراودها كثيراً.

    بعد مقابلة الطبيب انتابت شخصيته تغيرات قطعية، فقد تغيرت نظرته إلى الأشياء و «بدا كل شيء في الطريق باعثاً على الكآبة، سائقو التاكسي، البيوت، المارة والمحال، كانوا يبعثون على الغم، وألمه هذا الغامض المُزعج الذي لم يتوقف للحظة واحدة، بل إنه قد اكتسب مغزى جديداً وخطيراً بملاحظات الطبيب المشكوك فيها». السؤال الذي ألح عليه هل هو الموت؟ فيتحدث في مونولوغ ذاتي «الموت، نعم، الموت، ولا أحد يعرف أو يتمنى أن يعرف الموت، ولا أحد منهم يشفق علي، إنهم الآن يلعبون (سمع من خلال الباب الصوت البعيد لأغنية والأصوات المصاحبة لها) بالنسبة لهم، كل شيء سيان، لكنهم سيموتون أيضاً! ثم هم في وقت لاحق، لكنه سيكون سيان بالنسبة لهم، هم مرحون... الحيوانات!»، فالزوجة لا تراعي مرضه، بل تستغل هذا المرض خشية ألا تفقد ماله، وابنته غير مبالية به، ترتدي ملابس السهرة وتخرج مع أمها للأوبرا، بل تُتمّان خطبتها على القاضي الشاب، كأن لا مكان لأحاسيس وسط هذا المجتمع. يُدرك البطل عند وصوله إلى حافة الموت أن طريقه كانت خطأ لذا يُقرر إعادة بناء ذلك المجرى القديم. وبعد تكرار الزيارات للأطباء وفشلهم في طمأنته بدأت مرحلة جديدة، لحظة انتظار الموت والتي صارت لإيفان إيليتش بمثابة لحظات للتأمُل في من حوله، وإعادة تقويم ومراجعة للماضي وللعلاقات. اللافت أن الراوي يركز في محنة المرض التي لازمته شهوراً على تتبع تصرفات من هم حوله، ومراجعة حياته الماضية على مهل، ساخطاً من أفعاله ووقته الذي بدده في انهماكه في عمله واشتغالاته التي جعلته أشبه بآلة منتظمة في دولاب العمل، هذه المراجعات لماضيه عكست جوهر الفلسفة التي ترمي إليها الرواية القصيرة، وهي أن الإنسان لا يُدرك قيمة العلاقات إلا في أوقات المحن أو عند اقتراب الموت، فالعلاقات الإنسانية أهم من المناصب وأهم من الجري لجمع المال لأنها الذخيرة الباقية، وهو ما أدركه في النهاية «أنه - مع الأسف - لم يعش حياته كما كان ينبغي له أن يعيشها» فكلُ شيء بالنسبة إليه كان زائفاً وهو ما جاء في اعترافه المتأخر «فلقد ضيعتُ ما مُنح لي، ومن المستحيل استعادته - فماذا إذاً؟». وإن كان تساؤله في الوقت غير المناسب أيضاً!

    الروايةُ على صغر حجهما وسردها البسيط الذي يخلو من التعقيد، تقف عند معانٍ إنسانية نبيلة، فتكشف عن ضعف النفس البشرية وتنتقد زيف الحياة الأرستقراطية، بتسليط الضوء على هشاشة النفس، وأن في الحياة ثمة أشياء تستحق أن تمنح أو يُستمتع بها، وفي المقابل أن الإنسان ضعيف فتلك السقطة من على السلم، والتي لم يشعر بتأثيرها لحظتها حولت حياته إلى جحيم، ثم في فترة الاحتضار كشفت له عن خواء ماضيه السابق، يستغرقُ الثلث الأخيرة من الرواية في تساؤلات عن الحياة والعذاب والموت، وعما يريده؟ وغيرها من الأسئلة التي تتصل بالفلسفة الوجودية، وبعضها يعكس قنوطه من كل شيء: لماذا كل هذا؟ فالكاتب نجح في تحويل نهاية موظف مرموق اجتماعياً ومهنياً وهو يحتضر إلى وعي مؤلم بتفاهة حياته وبزيف علاقاته الأسرية، وبالتالي نجح في إيصال رسالته للاستمتاع بالحياة ودعوته إلى السلام النفسي، عبر بقعة الضوء التي خلقتها تأملاته، لندرك أن في الحياة أشياء تستحق أن نستمتع بها، لعل أهمها البساطة والعلاقات الإنسانية.

    ****

    “موت إيفان إيليتش” وقصص أخرى.. الأغنياء يمتنعون

    نشر في : الأحد 7 يونيو 2015 - 03:17 ص | آخر تحديث : الأحد 7 يونيو 2015 - 04:10 ص

    ringShare

    سلمى هشام فتحي – التقرير

    من حسن حظي أنني استطعت الاستفادة -ولو قليلا- من دور النشر الروسية التي تواجدت، وحتى بداية التسعينيات، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فكان من نصيبي قصص الأطفال والقصص الشعبي المصورة. لكن جيلي من مواليد الثمانينيات في مصر لم يرتكزوا في اطلاعاتهم الأولى على الأعمال الروسية لكتاب مثل تولستوي ودوستويفسكي وتشيكوف كما كان الأمر مع جيل الآباء، فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي وسيطرة القطب الأمريكي الأوحد ندر الكتاب الروسي ولم تعد قراءته شائعة، خاصة مع ضخامة حجم الأعمال المهمة.

    8

    لكن “الهيئة العامة لقصور الثقافة” بمصر استطاعت عبر سلسلة “المئة كتاب” العودة بالأدب الروسي عبر ترجمة حديثة لرواية “موت إيفان إيليتش” و 6 قصص قصيرة للروائي الروسي الكبير ليف (ليو) تولستوي (1828-1910)، قامت بها المترجمة مها جمّال عام 2014، ويمثل الكتاب مدخلًا جيدًا وقصيرًا نسبة إلى الأعمال الأشهر لتولستوي كـ”الحرب والسلام” و”آنا كارنينا”، وهو مدخل للأدب الروسي عامة وتولستوي بصفة خاصة.

    3

    موت إيفان إيليتش .. الحياة الزائفة

    “كانت حياة إيفان إيليتش بالغة البساطة والعادية، ولهذا كانت بالغة الفظاعة“

    كان القاضي في روسيا القيصرية إيفان إيليتش مشدودًا بطبيعته إلى ذوي المكانة العالية كفراشة يجتذبها الضوء، ويحيا كما ينبغي لمن يريد الانضمام إلى الطبقة الغنية أن يحيا، فحتى الزواج من امرأة معينة كان مما ينبغي عليه فعله، وترتيب المنزل على أحدث طراز ليتشابه في النهاية مع منازل الأغنياء.

    لكن هؤلاء الناس الذين أحب إيفان الارتباط بهم لم يروا في موته سوى فرصة للترقي لمنصبه، بينما حزنت زوجته وابنته حين أصابه المرض الذي سيفضي إلى موته بافتعال وبرود، فلم يبقى أمامه إلا خادمه القروي جيراسيم، وابنه الذي تعاطف معه بصدق.

    وتبدو التيمة الأساسية للرواية عن الموت فالقاضي يحتضر ويفكر في كيفية قضائه لحياته، وهل كان لها معنى من الأساس؟ ولما يستحق العذاب والمرض وهو قد عاش (كما ينبغي له)؟ ويصور الغريزة الإنسانية بصدق حين يفكر زملاء “إيليتش” بعد سماع خبر وفاته: “إنه هو من مات، لا أنا”، فأي مكروه يحدث للآخرين فقط يبعد عنا تمامًا.

    كتب تولستوي روايته تلك في مرحلة متأخرة من حياته ونضجه الإبداعي عام 1886، حين عمل على تفسير تعاليم المسيح الأخلاقية، والتي قادته إلى أن يصبح مسيحيًا فوضويًا ينصب تفكيره على تدبر مسيرة الإنسان، وتمحيص الغاية من وجوده وحياته.

    6

    اليوشا الإناء .. على الفطرة

    “وكلما قام بالكثير تم تكليفه بأعمال أكثر“

    تحكي هذه القصة البسيطة عن اليوشا الفتى الفقير الذي يعمل دون كلل أو ملل وبابتسامة دائمة على وجهه، ويتقبل ما تمنحه الحياة له حتى لو كان غير عادل، وقد أثنى معاصرو تولستوي على هذه القصة الرقيقة، والمفضلة لدي في هذه المجموعة، فوصفها د.س. مرسكي بـ”تحفة من الجمال النادر”، كما ذكرت إحدى قريبات الكاتب في مذكراتها أن اليوشا الإناء شخصية حقيقية، وكان مساعدًا للطاهي.

    5

    بعد الرقصة .. الكولونيل القاسي

    “من الواضح أنه يعرف شيئًا لا أعرفه”، فكرت في الكولونيل “لو أني عرفت ما يعرفه، لفهمت بالتأكيد“

    يستقي تولستوي مشهد التعذيب القاسي في تلك القصة من خبرته بالحرب، وخاصة “حرب القرم” (1853-1856) التي شارك بها، كما يفعل في روايته الأشهر “الحرب والسلام” (1869)، وهو ينبذ العنف ويؤمن “بالمقاومة السلمية”، حيث تأثر باتجاه غاندي، ومارتن لوثر كنج، وغيرهما.

    9

    2

    القيصر الشاب .. والحاشية الفاسدة

    “رئيس الشرطة يتقاضى الرشوة. وحاكم المقاطعة يقبل أيضا الرشوة سرًا“

    ربما لا نستطيع انتقاد هذه القصة بسبب فكرتها التقليدية التي يحلم فيها القيصر الصغير بالمظالم التي يتعرض لها شعبه، فتشيكوف ودوستويفسكي ومعهما تولستوي هم من ابتدعوا فن القصة القصيرة، وبالتالي فربما تنبع تقليدية الفكرة من تقليد الآخرين لها.

    في هذه القصة، كما في مسرحية “غوغول” “المفتش العام” انتقاد للمسؤولين ونظام الدولة الذي استشرى فيه الفساد، والذي يصل إلى حاشية القصر الذين لا يتورعون عن إسداء نصائح لا تخدم سوى مصالحهم إلى القيصر شديد الحاجة إلى النصح الأمين.

    ما من مذنبين .. المقارنات الحزينة

    “العمال، المنتجون الحقيقيون لكل ما يجعل الحياة ممكنة“

    تبدو الجملة السابقة وكأنها مستقاة من “البيان الشيوعي” (1848) لماركس وإنجلز، لكنها من قصة بعنوان “ما من مذنبين” تمثل التناقض الصارخ بين حال العمال وحال السادة؛ فالسادة يمتلكون الأطيان والساعات والأحذية الإنجليزية، بينما عامل الأرض يبيع جلد حصانه الميت حتى يعيش، ولا يجد ما يكسو به أولاده رغم عمله ليل نهار.

    حلمي .. لا تنصبوا المشانق

    “لم يعد لها وجود، بالنسبة لي، كابنة“

    رأى تولستوي أن العلاقة مع الله لا تحتاج إلى وسطاء فطردته الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، كما أكد على أنه لا يحق للإنسان إدانة أخيه الإنسان، فالخالق هو من يحاكمنا جميعًا.

    في قصة “حلمي” يتناول تولستوي علاقة نبيل روسي بابنته التي هربت من حياة الزيف الارستقراطية إلى براثن رجل خدعها فعاشت في عوز وفقر مع ابنتها منه.

    الشمعة .. لا تقاوموا الشر

    “هم الفلاحون بوضوح أن قوة الرب لا تتجلى في الشر، إنما في الخير“

    هذه هي الجملة الختامية لآخر قصص المجموعة، قد تناسب خطبة وليس قصة، لكنها في النهاية تحمل ايديلوجية ظاهرة كباقي قصص المجموعة، والاتجاه في قصة “الشمعة” ديني بالأساس حيث يستشهد تولستوي في بدايتها بآيات من الإنجيل ويدعو إلى السلام.

    الكونت حافي القدمين

    ولد ليو تولستوي نبيلًا يملك الأراضي والأموال الطائلة، لكنه تخلى عن ثروته وأملاكه للفقراء، وأسس 13 مدرسة لتعليم أطفال الفلاحين الروس عقب إلغاء الرق عام 1861.

    وقد نشبت الخلافات بينه وبين زوجته، التي كانت تخالف تصرفاته وتعلن ذلك أمام الجميع، حتى استطاع الابتعاد عنها أخيرًا، وتوفي شيخا في عمر الـ 82 على مقعد بمحطة للسكك الحديدية عام 1910.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    شاهدت الفلم الامريكي

    we don't live here anymore

    المقتبس عن رواية موت ايفين واعجبتني القصة لدرجة أني قرات الرواية، والتي يعبر فيها من خلال قصة أيفن عن معاناته الشخصية من زوجته كثيرة الاشتكاء والتي جعلته يفضل الموت في احدى محطات القطار في موسكو على أن يرى وجهها، يتساءل تولستوي كيف صارت حياته الى هذا الجحيم بالرغم من أنه خطط في صغره ليحصل على حياة متوازنة حتى أنه كان يضن أنه من المستحيل أن يخطأ في قراراته ولكنه ندم على كل شيء وتجرع مرارة الموت ببطء حتى أراحه الموت بعد معاناته مع التهاب الرئة.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    موت إيفان إيليتش هو حدث ليس عابراً كموت أي شخص في هذا العالم، بل حدث شديد الفردية، شديد الخصوصية، حيث الموت الغير متوقع، الغير متحقق. لماذا يموت إيفان إيليتش، ماذا فعل حتى يموت، وماذا ارتكب في حياته كي يُصاب بالمرض، ويعاني كل تلك المعاناة. العذاب الّذي يقع فيه إيفان إيليتش طارحاً أسئلة حول الحياة والموت وماهيته، وجدوى العيش، وكيفية الصواب، تعكس في النهاية رؤية ناضجة لتوليستوي حول الحياة والموت برغم التساؤلات والحيرة التي يقع فيها بطل الرواية، إيفان إيليتش.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    مجموعة قصصية تتناول حالات إنسانية مختلفة ، في قصة ايفان الأولى يروي الكاتب بالتفاصيل حياة شخص أوشك على الموت ،محاط بالكثير من الترهات المطلوبة لتحصل على لقب رجل ناجح اجتماعيا ، ولكن بدون روح ولا علاقات إنسانية وثيقة ، كل شيء كان هشا وخطأ و غير حقيقي وبلا معنى ، القصص الأخرى تحدثت عن حياة النبلاء ، والعبيد ، والمنبوذيين بشكل جميل ، تم عرض وجهات نظر و قيم دون تعسف ..

    هذه المجموعة تستحق الاطلاع

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    تولستوي هذا الكاتب الفيلسوف

    مجموعة قصصية مهمة

    اضافة الى موت ايفان ايليتش التي يسبر فيها الكاتب اغوار النفس البشريةعن حقيقة ومعنى الحياة (لماذا ولمن نحيا) ايضا قصة ايفان الغبي

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أحبائي

    الكاتب الكبير المعلم ليو تولستوي

    عمل جيد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون