في ضيافة كتائب القذافي: قصة اختطاف فريق الجزيرة في ليبيا > مراجعات كتاب في ضيافة كتائب القذافي: قصة اختطاف فريق الجزيرة في ليبيا

مراجعات كتاب في ضيافة كتائب القذافي: قصة اختطاف فريق الجزيرة في ليبيا

ماذا كان رأي القرّاء بكتاب في ضيافة كتائب القذافي: قصة اختطاف فريق الجزيرة في ليبيا؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.

في ضيافة كتائب القذافي: قصة اختطاف فريق الجزيرة في ليبيا - أحمد فال بن الدين
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    من أجمل تجاربي الى الآن مع أدب السجون بقلم شاب صحفي حيث يعيش الصحفي هنا الحدث أو التحقيق الصحفي بنفسه ليروي الحكاية... حكايته هو.

    عادت بي الذاكرة فور قراءة عنوان الكتاب الى استديوهات قناة الجزيرة حيث قضينا شهوراً مسمرين أمام شاشتها متابعين للثورة الليبية والثوار. تذكرت جميع الأماكن التي كنت أسمع بها لأول مرة من أجدابيا والبيضا ودرنا شرقاً مروراً بسرت والبريقة وراس لانوف انتهاءاً بالزنتان وزوارة والزاوية غرباً. تذكرت تلك التقارير البيانية والتصويرية التي كانت تعرضها الجزيرة عن كل بلدة وعدد سكانها وبماذا تشتهر، اكتشفت وجود الآثار هناك لأول مرة... تذكرت الاستديو التحليلي الذي كانوا يستضيفون فيه الدكتور علي الصلابي تارة واللواء عبدالفتاح يونس رحمه الله تارة أخرى...

    تبدأ الحكاية من قلب السجن، تحديداً من غرفة التحقيق وماذا كانت تفعل الجزيرة في وسط الزاوية... أبدع أحمد فال ولد الدين في نقل الحكاية على طريقة الفلاش باك ابتداءاً من هذه اللحظة ثم عودة الى الوراء الى ذلك اليوم الذي قرر فيه ضرورة وجود مراسلين للجزيرة لتغطية الأحداث في ليبيا حتى لا يضيع جزء من الذاكرة كما ضاعت عندما انتفض البوعزيزي هناك في تونس وأحرق نفسه رفضأ للذل وامتهان كرامة الانسان.

    يتميز الكتاب برقي اللغة، فأحمد فال ولد الدين دارس للغة العربية عاشق لها... فالنص مليء بالعبارات البليغة والمحكمة البناء ناهيك عن الأشعار التي كان يوردها وصفاً لشعوره ولسان حاله في تلك الأثناء... منذ بداية الكتاب وأنا أشعر به كأنه أحد الأصدقاء الذين شاركونا قراءة شرق المتوسط لعبدالرحمن منيف أو هروبي الى الحرية لعلي عزت بيجوفيتش ناهيك عن تصوره لزنازين القذافي على أنها سجن تازمامارت الليبي على غرار تزممارت: الزنزانة 10 لأحمد المرزوقي.

    وان كان يتميز أحمد فال ولد الدين برهافة القلم الأدبي فذلك التوق للحرية والمساحات الشاسعة التي اكتسبها من الصحراء الموريتانية فاقمت من شعوره بالضيق والألم من الاحتجاز والشعور بامتهان كرامة الانسان، فتراه يكرر بكثير من الألم والحسرة مشاعر الأسير المحروم من الحرية وذلك التوق الى الشعور بالانسانية وروح العالم... فالعدمية هنا لا مكان لها في قلب السجين بل ذلك التوق لتأكيد وجوده وانسانيته وحريته. وان كان شعور السجين هنا يتعاظم في تقديره لمعنى الحرية، وحاجاته الأساسية للتواصل مع الآخرين، النظافة، الشعور مع السجناء الآخرين، فان أول لحظة له مع الحرية تجعل السجين المتحرر يستسخف تصرفاتنا تجاه بعض توافه الأمور التي نعطيها أكثر من وزنها ويبدأ برؤية الأشياء من منظور آخر.

    عوالم أحمد فال الدين متعددة، فلديه تلك القدرة على تصور الأحداث التي لم يرها بعينه بحرفية ابتداءاً من أسرته وعائلته الى استديوهات الجزيرة وتصرفات المدراء هناك والزملاء الذين تابعوا قضية اختطاف طاقم الجزيرة في الزاوية على كافة الأصعدة للعمل على تحريرهم وما قامت به حكومات كل دولة من جهود حثيثة لمخاطبة القذافي للافراج عن الصحفيين. وان كنا نلمس بشكل واضح مشاعره تجاه زملائه الصحفيين المختطفين والتي خلدها في هذا الكتاب، فلقد وصف لنا بحرفية الصحفي ردة فعل كل منهم على تحركات بلادهم ومشاعرهم عند الحديث مع عائلاتهم لأول مرة منذ الاختطاف خصوصاً الزميل التونسي لطفي المسعودي تجاه وطنه الحبيب تونس ما بعد الاستبداد اذ يقول:

    هذه هي تونس التي أشتاق لأرضها..، تونس التي تهتم بمواطنيها...، هذه أول مرة أشعر بأني تونسي...، تونس ما بعد الثورة.

    ومن أجمل ما قرأته الى الآن مشاعر السجين تجاه أهله وعائلته وخصوصاً الأم، تلك المرأة التي تقضي الدقائق والساعات والأيام بالابتهال الى الله والدعاء الى ولدها كي يعود سالماً الى حضنها، تلك الأم التي عند سماع صوت ولدها يأتي عبر الهاتف قائلاً "أمنا كيف الحال" تترك السماعة مهرولة الى ذلك الركن القصي حيث تسجد لله شكراً وامتناناً وعرفاناً على سلامة فلذة كبدها.

    وَبِـالـرَّمـلِ مِــنّـا نـسـوَةٌ لَــو شَـهِـدنَني بَــكَـيـنَ وَفَــدَّيــنَ الـطَـبـيـبَ الـمُـداوِيـا

    وَمــا كــانَ عَـهـدُ الـرَّملِ عِـندي وَأَهـلِهِ ذَمــيـمـاً وَلا وَدَّعــــتُ بِــالـرَّمـلِ قـالِـيـا

    فَـمِـنـهُـنَّ أُمّــــي وَاِبــنَـتـايَ وَخـالـتـي وَبــاكِــيَـةٌ أُخـــــرى تــهــيـجُ الـبَـواكِـيـا

    ----------------------

    وبالنهاية تحية لفريق الجزيرة المختطف في ليبيا وهم أحمد فال ولد الدين، كامل التلوع، عمار الحمدان ولطفي المسعودي والرحمة على علي حسن الجابر رئيس قسم التصوير في الجزيرة الذي قتل في ليبيا

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    هذا الكتاب هو من تلك الكتب التي تترك في نفس القارئ أثراً جميلاً بعد الانتهاء منها ليمضي ساعات متأملاً في معانيه وفي جمال ما قرأ، ومستذكراً تلك الأيام التي طويت صفحاتها وباتت اليوم قصصاً تروى..

    في هذا الكتاب، يروي الكاتب شهادته على ما عايشه ورفاقه في ليبيا منذ ما قبل دخولهم إليها مروراً بفترة اعتقالهم وانتهاء بتحريرهم وعودهم إلى أهلهم سالمين.

    كتبت هذه الشهادة بأسلوب روائي ممتع جداً وشائق ينقلنا بالزمن بين الماضي والحاضر، مستحضراً ذكريات ومصوراً مشاعر ومنتقلاً بروحه لأجساد أناس آخرين متخيلاً ما عايشوه خلال غيبته.

    كانت اللغة على أبهى ما تكون العربية الفصحى وأجملها شرحاً ووصفاً، موشّاة مقاطعُها بأبيات من الشعر استحضرها الكاتب لدى تذكره حدثاً من الأحداث، لتناسب الموقف وكأنها كتبت له وعنه.

    ما أعجبني حقاً في هذا الكتاب هو كون هذه الشهادة موضوعية وعادلة وغير منحازة.

    فعلى الرغم من عدم اتفاق الكاتب مع النظام الليبي، إلا أنه لم يقل إلا صدقاً ولم يحكم إلا عدلاً على ما رأى وعاش وسمع. لم يخل الكتاب من تقريع وتوبيخ ومعاتبة بالطبع، ولكن كاتبه لم يتوانى عن الشهادة بالحق في مواضعها على الرغم من حساسية المواقف وسوء الحال والقلق من المآل.

    قرأت الكتاب بنهم في جلستين غاية في الإمتاع على الرغم من تجاوزه 250 صفحة.

    كتاب رائع بلغة وأسلوب أروع، يستحق القراءة حتماً.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
1
المؤلف
كل المؤلفون