الحكومة إذا هي المعلم الأول للشعب ، وهي التي تربي من يصلح لقيادة الشعب وتستعمله في مصالح الشعب ، أما إن شعبا يرشد من غير مرشد أو يتعلم من غير معلم فذلك ما لم يعرفه التاريخ فيما أعلم
جهاد الأبطال في طرابلس الغرب
نبذة عن الكتاب
يزعم بعض من لا يعلمون حقيقة جهاد الشعب الليبي عن وطنه وحريته أن استقلال ليبيا كان منحة من هيئة الأمم المتحدة. ومعنى هذا أن الشعب الليبي لم يقدم من التضحية ما يستحق به الاستقلال، إلا أن الشعب الليبي جاهد وضحّى، حيث ظلّ حوالى الثلاثمائة سنة في صراع مرير مع الترك للتخلص من ظلمهم واستبدادهم، وفساد حكمهم. فقد ثار عليهم الليبيون أكثر من ثلاثين مرة في فترات من الزمن متتابعة، قام بها رؤساء القبائل في كل من طرابلس وبرقة، وما كان السكوت عن الثورة في بعض الأحيان إلا انتظاراً للفرص والظروف المؤاتية. وجاء الاحتلال الإيطالي في أكتوبر/تشرين الأول سنة 1911 وقد هيأت له تركيا جميع الوسائل التي تسهل عليه احتلال ليبيا، فسحبت جيشها وسلاحها، وبقي الشعب في فقره، وجهله، ومرضه، وقلة وسائل دفاعه. بقي وحده أمام الحقيقة الرهيبة: جيوش جرارة، وأساطيل مدمرة، وطائرات تدق القرى والمدن بقنابلها. فهل قصّر الشعب الليبي في الدفاع عن وطنه؟ وهل قعد به فقره وجهله عن القيام في وجه العدو الغاصب؟ إن الشعب الإيطالي لم يتوان عن الجهاد في سبيل استعادة حرية وطنه، وهبّ بجميع فئاته لمحاربة المغتصب الإيطالي: برجاله، بنسائه، بشيوخه وأطفاله، وشكل إدارات تقوم على شؤون المجاهدين، وبقية الطليانة ثلاث عشرة سنة لم يتجاوز ما احتلوه مسافة رمي المدفع، وشارك الشعب الليبي في نضاله إخوانهم من مصر، وانهارت قوة الطليان تحت ضربات المجاهدين العرب والليبيين، وانهارت قوة الطليان، فمدوا أيديهم إلى الصلح. كل هذا يجده القارئ مفصلاً في هذا الكتاب "جهاد الأبطال في طرابلس الغرب" وكأنه وهو يستقرئ أحداث تلك الفترة الجهادية يرى ويسمع ما جرى ويقف على حقيقة استماتة الشعب الليبي في سبيل تحرير أراضيه من المحتل الليبي، ويتعرف، في الحين ذاته، على مجموعة المجاهدين الذين سطرت أسماؤهم بحروف من نور في تاريخ النضال الليبي. والكتاب هذا يحمل من معاني البطولة وضروب المغامرات ما يشرّف الطرابلسيين، وكذلك ما يرفع من شأن العرب أجمعين. والمؤلف سطر فيه من الحوادث والمشاهدات والمقابلات مع من كان لهم صلة في أحداث الفترة الجهادية وبإدارتها ما لا يدعو مجالاً للشك من كل ما ورد فيه. وقد روى المؤلف عن كثيرين، وكان في مقدمتهم: أحمد بك السويجلي، وعبد الرحمن عزام باشا، والتهامي بك قليصة، ومختار بك كعبار، والسيد محمد العيساوي بوخنجر، وغيرهم كثير من المجاهدين ورؤساؤهم الذين لهم دراية بتفاصيل المعارك وتقلباتها. ويقول المؤلف بأن لمشاهداته الدور الأول فكانت من أكبر العوامل التي شجعته على الكتابة في الحروب الطرابلسية، فقد شهد أول الاحتلال إلى قرب أيام الصلح. وشهد أيضاً ما وقع من الحوادث بعد صلح بنيادم 1919 إلى أوائل سنة 1924. وحتى ما لم يشهده كان يقع مسمع منه، لذا كان يذكره لمجرد سماعه. من هنا جاء الكتاب موثقاً في تأريخه، صادقاً في أهدافه، مخلصاً في توجهاته. يحق أن يكون مرجعاً هاماً من مراجع التاريخ الليبي في فترة الاحتلال الإيطالي لهذه الأرض العربية المناضلة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2004
- 526 صفحة
- ISBN 9959292029
- دار المدار الإسلامي
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفره
40 مشاركة
اقتباسات من كتاب جهاد الأبطال في طرابلس الغرب
مشاركة من علي المبروك
اقتباس جديد كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
حمزة محمد
كتاب رائع وموضوعية تشد الانتباه وكأن الرجل لايتحدث عن بلده ليبيا فلامجاملات ولاتزييف بل حقائق ووثائق والرجل معاصر لكثير مما ذكره الكتاب يستحق القراءة بعناية وهو يعكس حال المجتمع الليبي في تلك الحقبة بوضوح , الكتاب في أسلوب سرده شئ من الوعورة فلابد أن يكون القارئ متيقظا للتواريخ التي يذكرها المؤلف رحمه الله وإلا تاه ذهنه واضطربت عليه الأمور والله الموفق.
-
ناجي ابراهيم
كتاب رائع - في هذه المقدمة هناك حطأ في الطباعة "إن الشعب الإيطالي ( الليبي ) لم يتوان عن الجهاد في سبيل استعادة حرية وطنه"