علاقة العرب بثقافتهم علاقة معقدة و متناقضة تتراوح بين الرفض المطلق و القبول المطلق.البعض يراها سبب التخلف و البعض الاخر ينظر اليها كخشبة الخلاص.
ما هو مصدر هذا التناقض؟هل الثقافة العربية أداة النهضة؟أم أنها علة التأخر؟هل هي قادرة على استيعاب الحضارة الحديثة؟ما الحداثة و ما علاقتها بالنهضة؟ ما الهوية و ما هي علاقتها بالذاتية؟ ما علاقة النهضة بالهوية؟ هل يستدعي استيعاب الحضارة الحديثة التضحية بالهوية؟ هل يقتضي الاحتفاظ بالهوية الانسحاب من العالم؟ ما معنى النهضة, و لماذا كان هناك تحديث و لم تكن هناك نهضة في العالم العربي؟
يحالو هذا الكتاب أن يبين كيف أن محنة الثقافة العربية ليست الا مظهرا لمحنة الذات العربية و تشتتها بين التاكيد الشكلي للذات و الرفض السلبي للاخر.
ضد الحداثة المضيعة و السلفية المفقرة و التوفيقية السحرية يطمح هذا الكتاب الى أن يفتح للذاتية بابا تطل منه على التاريخ و تبدعه في الوقت نفسه الذي تؤسس فيه نفسها كذات مبدعة.