من أجمل الكتّاب الساخرين الذين أستمتع بهم دائما، و هذا الكتاب هو عبارة عن مقالات يومية جمعت في كتاب، و للحق أنا لست من المغرمين بهذا النوع من الكتب لأن قراءة المقال لها أجواءها الخاصة و التي من الصعب قراءتها بزخم الكتاب، فلكل مقال موضوعه الخاص و يحتاج الى حالة للتفاعل معه.
لكن المرحوم طملية له سحر خاص جعلني أتجاوز هذه النقطة و أستمتع بكل ما كتب خاصة أن المقالات في الكتاب تم تجميعها بتسلسل جيد من ناحية تشابه المواضيع و كأنها أبواب، باب للحب، باب للمرض، باب للوطن، و هكذا.
الكتاب سوداوي و مؤلم و لكن الأسلوب ساحر، فما يميز طملية عن بقية الكتّاب الساخرين أنه ليس مهرجا، و لا يكتب من أجل الضحك فقط، بل يكتب من أجل قضية. و يستفز القارئ لقراءة ما بين السطور و التعب للوصول الى المغزى و لن تجد ذاك الوضوح في مقالاته.
أكثر المقالات ألما، تلك التي يصف فيها مرضه و تعايشه مع السرطان كصديق و كيف أنه قاوم الموت حتى آخر رمق في حياته رحمه الله.