اقتباسات من كتاب عالم جديد ممكن (كيمياء الصلاة #3)

ستكون الفاتحة إن سمحت لها طبعاً ! ، إذا سمحت لها للقيام بدورها ، فاتحةً لعينين ، ستفتح عينيك كما لم يفتحهما شيء من قبل ، ستكون لك رؤيتك للعالم من حولك ، لن تزيفه وتزوقه وتقدمه بلون وردي ساذج ، ولكنها لن تسوده وتبالغ في عتمته لتحبطك .

ليسَ <<الحمد>> ثناءً على واقع سيء, بل هو الثناء على الله عز وجل لأنه منحك الوعي الذي يجعلك تفهم كيف يسير العالم، و<<الإرادة>>من أجل جعله مكاناً أفضل ، إنه الثناء على الله لأنه خلق لنا عالماً واستخلفنا فيه، عالماً يمكن تغييره وإعادة بنائه وجعله كما أراد الحق عز وجل..

الإيجآبيه الحقيقيه .. التي يمكن أن توظف في سيآق إيجآبي ليست تلك التي تجعلك تتعايش مع الوآقع السيئ عبر الأقتنآع أنه ليس سيئاً جداً ، بل إنه مليئ بالإيجآبيآت ليُسهُل ذلك تأقلمك معه !

هذه ليست إيجآبيه هذه فقط " آليه إنكآر " حبه مسكن للألم ، حُقنه مخدره تجعل الألم أقل ..

الإيجآبيه الحقيقيه .. هي التي تنطلق من حقيقه أن الوآقع سيئ جداً وأنه مليئ بالظلم والقهر والتمييز والجهل وكل مآ هو سلبي وسيئ ..

لكنهآ تنطلق من هذه الحقيقه لآ لكي تتجه للنوآح والندب واليأس ، بل لكي تؤكد أن ذلك كله مع سلبيته ليس قدراً مقدوراً ..!

ليس حتماً مقضياً بل هو شئ يمكن تغييره شئ يمكن العمل عليه وعلي إزآلته واستئصآله من جذوره إذاكآن الخطأ من أسآسه ، وعلي تشذيبه وترميمه إذآ كآن الخطأ نآتجاً عآرضاً ..

الإيجآبيه .. هي أن تعترف أن الوآقع - أحياناً - علي الأقل سئ جداً

وأن العآلم - احيآناً ايضاً - هو عآلم لآ يُطآق ..

لكن الأمر هنآ هو أن تؤمن أن ذلك كله ليس نهآيه الأمر .. ليس مرسآه

بل أن تؤمن أنك تطيق تغيير هذآ العآلم .. مهمآ كآن ذلك صعباً .. مهمآ بدآ ذلك شآقاً .. يجب أن تؤمن أنه ليس مستحيلاً .. ولو بعد حين ..

إن بائعة اللبن، التي رفضت مزج اللبن بالماء، وسمعها الخليفة عمر، في الحادثة المعروفة، كانت هي أيضاً تمارس الاستخلاف في الأرض.. رغم أن وظيفتها كانت مجرد بائعة لبن..

معنى الرحمة الحقيقي : هي ليست المبالغة في الرحمة في معناها التقليدي ، صورة الأم التي تعفو عن أبنائها بإستمرار ، ولكنها الرحمة بمعنى التوازن العميق الذي يلغي أسباب الخطأ ويُفقد مبرراته .

علَّم القرآن، بمعنى أنه وضعه علامةً لنا ، علامةً على طريق الإختيار والموازنة بين كفتي الميزان، علامة على درب حياة كل منا، تدله على الطريق الصحيح في كل مفترق طرق يواجهه..

بين الفاتحة للحياة ، والفاتخة للموت مسافة شاسعة ، هي ذاتها المسافة بين ما يجب أن نكون وما نحن عليه فعلا ..

الإيجابية الحقيقية التي يمكن أن توظف في سياق إيجابي ، ليست تلك التي تجعلك تتعايش مع الواقع السيء عبر الإقتناع أنه ليس سيئًا جدًا ، بل إنه مليء بالإيجابيات ليسهل ذلك تأقلمك معه ، هذه ليست إيجابية هذه فقط " آلية إنكار " ، حبة مسكن للألم ، حقنة مخدرة تجعل الألم أقل ..

الحرية الشخصية عبودية من بين العبوديات

ماذا عن "الحرية الشخصية" التي صارت قدس من الأقداس في الحياة المعاصرة ؟ .. وصارت معياراً للتقدم والتطور في أنحاء العالم الحديث ؟ ..

إنها عبودية مزدوجة تضم عبوديتين في آن واحد ..

العبودية الأولى هي العبودية لذلك الإله الفردي ، القابع في غرائز وميول ونزعات كلٍ منّا ، إله الهوى .. الحرية الفردية في جوهرها قائمة على تأليه الهوى وتقديسه ، على تنصيبه إلها بلا منازع .. كل نظريات الفلسفة الفردية- هي فقط تطوير لفظي لتأليه الفرد لهواه..

كل ما في الأمر أن الأمر صور وسوّق على أنه صواب..بل أنه الصواب المطلق ..

"..عبر وسائل الإعلام .. تفرز فيك (ميولاً) ماكانت فيك .. حتى تصير ميولك فعلاً بالحث والتدريب ..ستتقزم اهتماماتك ورغباتك وطموحاتك لتكون في النهاية : خياراً حول ماذا سترتدي ، وماذا ستشرب وأين ستسهر ، ومن ستضاجع الليلة ..."

" "الحمد" هو ذلك الإنحياز الدائم -المسبق- للإيجابية في هذا العالم "