في المطبخ السعودي، وتحديدًا أكلة "الكبسة". يحدث دائمًا أن توضع بعض الخضروات والبهارات لإضافة نكهة الى الرز، منها الهيل والليمون الأسود وشرائح الطماطم... الخ. إلى اليوم، ومحدثكم لايقتنع بأهمية الهيل، وكلما دعيت إلى مناسبة وأرى أحدهم قد تغيرت ملامح وجهه بشكل مفاجئ، لايخيب ظني في أنه قد قضم حبة هيل.
هذا ماشعرت به وأنا أقرأ هذه الرواية.. كان كيلو من الهيل لا حبة!
وياحنقي وقهري المتواصل على هذه الرواية..
الحمد كان يحقق جزءًا من أحلامي، تلك الرواية الحديثة التي تحمل الجهة الصحراوية من المملكة "النجدي/الشمالي" بكل قصصها وقصائدها وأبطالها وفرسانها. الجنوب والحجاز قد تُحدِّث عنهما بما يكفي، وكذلك المنطقة الشرقية.. هذه المنطقة المشبعة بالحكايا لم يحْك عنها حسب علمي، ويأتي تركي ليحقق لي ماأردت ؟ هذه الرواية كانت إحدى أمانيّ البسيطة، وياليتها لو اكتملت.
إلى منتصف الرواية وأنا أحتار في ماذا أضع من الجُمل بجانب النجوم الخمسة، حتى سفره إلى الشام لم أمانع به وعودته من هناك رغم التوثيق التاريخي الجاف والرسائل الفكرية المفضوحة. كل هذا من فرط إعجابي بالرواية. منذ ابتدأت علاقة جابر بإيثل والأمور في انحدار عام، النفس السردي استعجل، الشخصيات اقحمت بعنف في الرواية، ووصل استعراض المعلومات لدى تركي قمته مع شخصية أفروديت وحكاية جابر مع غريس عمومًا. خلاص درينا انك دافور :/
الرواية كانت بشكل عام جيدة، لكن أملي بها كان عظيمًا، وجرحها يصعب أن يبرأ.