أرى في هذا الكتاب أعظم رحلة للباحث عن الحقيقة واليقين, وأكاد أجزم أنه ما من عاقل يساور قلبه مثقال ذرةٍ من ريب, ثم يسير عبر هذه الرحلة إلا عاد منها مؤمناً إيماناً خالصاً لا لُبس فيه, مطمئناً إليه ومتيقناً منه.
كتاب عظيم يناقش ويفند آراء الفلاسفة على امتداد التاريخ البشري, ويتكلم في الايات الكونية ثم يترك الشيخ وصيته لطالبه حيران.
وعلى سبيل المثال لا الحصر أقتبس من هذا الكتاب
"إنَّ الفلسفة بحر, على خلاف البحور يجد راكبه الخطر والزيغ في سواحله وشطآنه, والأمان والإيمان في لججه وأعماقه" الشيخ الموزون السمرقندي
"وارحمتاه لكم يا شباب هذا الجيل... أنتم المخضرمون بين مدرسة الإيمان من طريق النقل, ومدرسة الإدراك من طريق العقل. تلوكون قشوراً من الدين, وقشوراً من الفلسفة, فيقوم في عقولكم ان الإيمان والفلسفة لا يجتمعان, وأنَّ العقل والدين لا يأتلفان, وأنَّ الفلسفة سبيل الإلحاد وما هي كذلك يا ولدي, بل هي سبيلٌ للإيمان بالله, من طريق العقل الذي بني على الإيمان كله" الشيخ الموزون السمرقندي
"وليس يُظلِمُ قلبٌ ... وفيهِ لِلُّبِّ جذوة"
"وما تريكَ مرائي العين صادقة ... فاجعل لنفسكَ مرآةٌ من الفكر"
"واللهُ أكبر لا يدنو القياس لهُ ... ولا يجوزُ عليهِ كان او صار"
أبو العلاء المعري
"صنفان من الناس فقط يجوز أن نسميهم عقلاء... وهم الذين يخدمون الله لأنهم يعرفونه, والذين يجدُّون في البحث عنه لأنهم لا يعرفونه" باسكال
"وهذا الفندق, الذي بناه لنا صاحبه وركزّه, وحماه وحرّزه, ونجّده وطرّزه, وبكل الخيرات والنعم جهزّه, ما هو حظ المصادفة فيه يا حيران؟
حيران - أيّ فندق هذا يا مولاي؟
الشيخ - فندق هذه الأرض, الذي نتنزل به في سفرنا من المهد إلى اللحد"