في الحقيقة لا أعلم ما هو التصنيف الحقيقي لهذا الكتاب، أي إن كان سيرة ذاتية بالكامل أم أنه رواية، لكن كل ما أعلمه أن هذا الكتاب هو بمثابة تخليد الكاتب لذكرى أمه التي عانت من ألزهايمر.
حسنًا، الكتاب مليء بالتكرار، تكرار لذلك الهذيان الذي تهذي به الأم طوال الوقت، عن الأحداث التي تخترعها أو التي تعيد تركيبها أو الماضي الذي تعود إليه. لكني أعتقد أن ذلك التكرار كان جزءًا من أسلوب الكاتب الذي أراد أن يوصل إلينا مدى صعوبة المرض وكيف يعيش المريض ضمن تلك الحلقة المفرغة والمكررة التي لا تستند إلا إلى الوهم، منتظرًا الموت ككيس من الرمل.
جمال الكتاب أو عبقريته تكمن في غوص الكاتب في ذات والدته، كان يتحدث على لسانها في بعض الأحيان ولكنك تحسب وكأنك تستمع إليها مباشرة. كان مدركًا بشكل كامل لتجربتها وصعوبتها رغم غيابه.
وأخيرًا البيئة التي تناولها الكاتب بالنسبة لي كانت أول مرة أقرأ عنها، وهي البيئة المغربية وتحديدًا الفئة غير المتعلمة من الفتيات والنساء، وعن طقوس الزواج والعادات الاجتماعية المتعلقة بها.