ينتهج الغيطاني الاسلوب الصحفيي في الرواية لنقل احداث حي باسره المختلفة ويعتمد فيها على الهوامش . رغم ان هذا الاسلوب غير شائع في السرد الروائي لكنه من التجارب المهمة فلا يمكن ان تبقى الرواية قابعة في اللاتجديد . وقد يمل البعض من هذا الاسلوب في السرد كما كتب بعض الابجديين لكني ارى ان الغيطاني قد افلح علماً بانها تعتبر واحدة من اهم اعماله وقد قراتها بفترة وجيزة قبل سنوات طويلة بعد ان نصحني بها احد الاصدقاء
وقائع حارة الزعفراني > مراجعات رواية وقائع حارة الزعفراني
مراجعات رواية وقائع حارة الزعفراني
ماذا كان رأي القرّاء برواية وقائع حارة الزعفراني؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
وقائع حارة الزعفراني
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
BookHunter MُHَMَD
هذا زمن الفرار.
هل شاهدت فيلم النوم في العسل؟
وباء مجهول يجتاح القاهرة الكبرى يتسبب في عجز جنسى لكل الرجال و كأنه زلزال مركزه وسط القاهرة و ينتشر ببطء و إصرار من المركز في صورة دوائر منتظمة لا مفر منها. كل من يصبح داخل الدائرة تصيبه حالة استرخاء لا رجاء من الإفاقة منها.
الفيلم كان يهدف لتسليط الضوء على حالة الكبت المتفشية في المجتمع المصرى و التي لم تقتصر فقط على الكبت الجنسى و لكن امتد أثرها لكبت سياسى و دينى و اجتماعى أدى لثورة عارمة بعد خمس عشرة سنة من عرض الفيلم عندما اكتملت كل الدوائر و أصابت كل الشعب المصرى بعجز جعلهم ينفجرون في وجه الحاكم الذى وجد نفسه جالسا على خازوق في منتصف كل الدوائر.
هذا كان عن الفيلم فماذا عن الرواية التي سبقت الفيلم بعقدين من الزمان و لم يرد أي أثر في مقدمة الفيلم يتحدث عن الإقتباس الفج الذى يكاد أن يكون سرقة كاملة الملامح و الأوصاف.
حارة الزعفرانى في مصر القديمة أو وسط القاهرة القديمة في فترة بداية سبعينيات القرن الماضى و في ليلة مشئومة يحدث حالة عجز جنسى جماعية لكل رجال الحارة.
يكتشف أهل الحارة أن أحد الأولياء و يدعى الشيخ عطية و هو من سكان الحارة هو السبب فيما حدث فقد صنع طلسما سحريا يؤدى إلى اعطاب القدرة الجنسية لكل سكان الحارة. ليس هذا و حسب و لكن:
أي ذكر سيخطو فوق أرض الزعفرانى سيعطب
أي طفل سيولد فوق أرض الزعفرانى منذ الأن خاسر تماما
أي امرأة زعفرانية تضاجع رجلا من أي مكان في العالم سيلحقه عجز مهما اختلفت ملته او جنسيته. قال انه استثنى من ذلك ذكرا زعفرانيا واحدة و امرأة زعفرانية واحدة لحكمة أضمرها لأسباب خفية لن يعلن أسبابها أبدا.
يبدأ بعد ذلك الشيخ عطية في املاء شروطه تدريجيا عن طريق عويس مرساله أو الواسطة بينه و بين أهل الحارة اللذين احتجب عنهم تماما عدا هذا العويس.
يحدد مواعيد للنوم الاستيقاظ
يحدد مواعيد ثابتة للطعام
يحدد نوعيات معينة للطعام في كل وجبة و طريقة اعدادها و توزيعها على أهل الحارة
يمنع الإختلاف و المشاجرات و الضغينة
يستبدل السلامات المعتادة بتحية واحدة غريبة و عجيبة "هذا زمن الفرار"
قال انه منع المشاجرات تمهيدا لإجتثاث الحروب، يصبح الإنسان متسامحا مع أخيه، بعد ترتيب أوضاع البشر تختفى العداوات، تصبح المحبة حقيقية و الشفقة حقيقية . بلا من المشاجرات يعرف الإنسان الكمالات المودعة فيه و في الأخرين. خلق الإنسان غنيا. لماذا يفتقر؟ خلق عزيزا. كيف يستذل؟
عجن من طين الحب. كيف يبغض؟ نزل من الرحم ممتلئا. كيف يجوع؟
قرر الشيخ حرمانهم من الثمر و من لذة الهوى ليصدمهم في اللذة الوحيدة الباقية لهم بعد معاناة الحياة و الفقر و الذل و الجوع لعل تلك الصدمة تنبههم إلى أن للحياة هدف يجب أن يسعى إليه الإنسان و هو أن يكون إنسانا.
لكن هناك أمورا يجب مناقشتها في حرية تامة قبل استعراض أفكار الشيخ منها مثلا من هو الشيخ؟
أهو حقيقة أم وهم؟ أهو وسيلة أم غاية؟ أهو علة أم معلول؟
تسير الأحداث متشاعبة و متشابكة في الحارة و في مصر و في العالم أجمع في قالب ساخر فانتازى ساحر متداخل متدافع حتى الوصول إلى ذروة الأحداث ثم يفضل الغيطانى النهاية المفتوحة و هي نهاية مناسبة من وجهة نظرى لقضية لن تحسم قبل يوم الدين.
و بعد أن تلا نصا من المناظير الزعفرانية المعروفة أعلن جزءا جديدا من منظور لم يعرف بعد يتضمن بشرى للمتزعفرين بأن الأوان حل و أن اللطمة قد وجهت إلى الإنسان في كل مكان ليفيق إلى الأبد. لتعدل الأوضاع ، لتصحح الأحوال، في البداية ستضطرب الأمور، كما يخلط العجان الدقيق و اللبن و الماء. لتظهر الفطائر و الكعكات. أو كما يتكوم الأثاث فيبدو بلا معنى قبل تنظيم البيت. ثم تبتل القلوب برضى. قال أن الدنيا ستقسم إلى سبعة أقسام يتولى كل منها منذر يبلغ، ينبه، يشرح، يفسر، يوضح. ينظم العلاقات و المصائر و يرتب الأحوال. قال ان كل شيء سيبدل تبديلا و إن الأحوال الخاطئة ستصحح. و إن الجماد سيتكلم. و ستضيق البحور بالحب. و اليوم العظيم الذى ستسود فيه العدالة آت لا ريب فيه. ثم ختم حديثه قائلا: ( وداعا للزمن القديم. لعصور الضلال و تحريف الحقائق و الموت جوعا و الحب التعس و الأمل المخفق و الرغبة المكبوتة و الوعد الملوع و النظام الجائر و العدالة النسبية و تعقيد السهل و تصعيب البسيط . لن يطول الإنتظار.... فقد بدأ زمن الطلسم ليتغير العالم.
السابق | 1 | التالي |