مدرسة المغفلين
تأليف
توفيق الحكيم
(تأليف)
هناك فرق جوهري بين تصوير المجتمع وتصوير الحياة؛ فمَن يصوّر المجتمع عليه أن يلتزم بما رآه وعاينه وخبره، إن أراد أن يكون صادقًا، وألّا يخوض في بيئات أو طبقات يجهلها. فملاحظة الواقع شرط أساس في التصوير الاجتماعي.
أما تصوير الحياة فهو أوسع أفقًا وأغنى مساحة؛ إذ لا يقتصر على حدود الواقع وحده، بل يضم إليه ما يتجاوز الملموس إلى عوالم الروح والخيال. فحياة الإنسان، على خلاف النبات والحيوان، لا تتوقف عند وجوده المادي، بل تمتد لتشمل أبعادًا منظورة وأخرى خفية، مادية وروحية على السواء.
ولعل سرّ خلود مأساة "هاملت" لشكسبير يعود إلى إحاطتها الشاملة بجوانب الوجود البشري؛ من الغرائز والمشاعر، إلى الخيالات والأطياف، ومن التفكير في شؤون الأرض إلى التأمل فيما وراء الموت.
إن حياة الإنسان هي أعجب ما في الكون وأرحب ما فيه، والقصة القصيرة ــ بوصفها فنًّا مكثفًا ومركّزًا، شأنها شأن المسرحية والقصيدة ــ مطالَبة بأن تلتقط من هذه الحياة ما يعكس جوهرها، في المجتمع وفي الوجود، رغم ما في ذلك من صعوبة ودقة.
عن الطبعة
- نشر سنة 2008
- 142 صفحة
- [ردمك 13] 9789770913079
-
دار الشروق
تحميل الكتاب