الحرافيش

تجربتي الأولى لنجيب محفوظ و"أعتقد" أنها ستكون الأخيرة .. .. الحرافيش كانت إحدى التجارب التي أقدمت عليها بسقف من التوقعات كان عالياً جداً وفي النهاية (ومن البداية لأكون صريحة) أُصبت بخيبة أمل

للإنصاف أن تَرْوِي حياة عشرة أجيال في عائلة واحدة فكرة عبقرية رغم كآبتها .. .. ولكن الرحلة كانت بالنسبة لي أشبه بركوبي في سيارة تسير بسرعة تسمح لي بمشاهدة المناظر المختلفة من النافذة ولكني لن أستطيع التوقف أبداً للاستمتاع بالمنظر، ففي النهاية يبقى المنظر "منظر عام" تنقصه الكثير من التفصيلات

كشخص يعشق الغوص في التفاصيل النفسية لشخوص الرواية، بلغة سردية باذخة وحبكة روائية قوية كانت الرواية بالنسبة لي مملة .. .. الرواية عبقرية من ناحية الفكرة فقط ولكني لم أتمكن من التعلق بأي شخصية من الشخصيات لأنه بالوقت الذي تبدأ فيه الشخصية بالظهور فإنه سيكبر سريعاً، يتزوج، ينجب ويموت وهكذا .. .. ولهذا قرأت الرواية وبيني وبينها حاجز سميك .. .. باختصار كانت تجربة جافة

أول تجربة لي مع نجيب محفوظ وحتما لن تكون الأخيرة..

صورة مصغرة عن العالم بكل جزيئياته، البطش، القوة، الجاه، المال، الحب، الوداعة، الطمع، الضعف، الطمأنينة، البطولة، الثورة، الأمل واليأس، الخسارة، الغرور، الجنون، النشوة والانتصار.

ذائقة أدبية وعبارات خلابة..

جميلة، عميقة، وتستحق القراءة.

نقد

---

الرواية بها رتابة مملة تتبين للقارئ في نهايتها , أنه كان يدور بدائرة مملة من بغي الحياة وضن الدهر على البشر .. هل للرواية أن تُقرأ فتعرف ماذا سوف يحدث بها قبل أن تقرأه! .. أين العقدة والحل؟ إذا كانت العقدة في عهد عاشور الناجي ورجوعه للحارة مرة ثانية ,, فأنا لم أحس بوقع حل العقدة تماماً ..

كثرة الأسماء المملة التي تجعلك تنسى عمّا كان يتكلم من هذا ومن ذاك فترجع بالصفحات إلى الوراء ..

كما أعترض على نظرته العابثة في أعراض خلق الله , هل الحارة المصرية كانت مملوءة بالدعارة إلى هذا الحد؟

ذهب كاتبنا الجليل في نهايته الغير مشوقة والتي لا تُشبعني ولم تُشبعني أنا كقارئ إلى أن الذي كان عند سور التكية (الدرويش) هو ربما عاشور الناجي .. فإذا ما الفائدة في جعل الفتوة الأخير يفعل خيراً للناس , أما كان التشويق على أشده إذا ما جاء عاشور مرة أخرى؟

كما أن هناك أناسا تركوا الحارة وغفلت عنهم الرواية , كقارئ , أنتظرت كثيراً كيما يذكر لهم أثر مرة أخرى ولكن ربما الكاتب نسي أن هناك من تركوا الحارة كما نسي القارئ بالظبط الأسماء وكثرتها!

------

تأمل

الرواية بها شرح واضح وتجسيد للمعاناة التي يعانيها بنو البشر من تقلب الدهر وغدر الزمان ..

------

مقتطفات أعجبتني :

"شعر بأن الخلاء يلتهم الأشياء ، وأنه يود أن يتسلق شعاع الشمس ، أو يذوب في قطرة الندى ،أو يمتطي الريح المزمجرة في القبو ،ولكن صوتا صاعدا من صميم قلبه قال له إنه عندما يحل الخلاء بالأرض فإنها تمتلئ بدفقات الرحمن ذي الجلال"

نجيب محفوظ

"ودهمه البكاء مجردا ولكن لم تسل من عينيه دمعة واحدة"

~نجيب محفوظ

"شئ هتف به أن الجمال الآسر قد خلق للقتل . وأن الأسى أثقل من الأرض وأشمل من الهواء . وأن الإنسان لا يتنفس بحرية إلا في منفى الهجر!"

~ نجيب محفوظ

"- هل ذقت الهزيمة في حياتك؟

- لا أظن ، ولكن أي هزيمة؟،من عدوك؟

- لا عدو لي ، إنها هزيمة من الداخل!

هزيمة الإنسان أمام نفسه ، رضاؤه بالدمار إذا شئت!

"

نجيب محفوظ

لم يعد رد الفعل عنده ذا شأن . غدا ألمه مجردا . لا السرور يضحكه ،ولا الحزن يبكيه ."

نجيب محفوظ

"لماذا نحب الحياة ونحرص عليها هذا الحرص كله؟ . لماذا نذعن لمشيئتها الحادة القاسية؟ . ألا يحق لها بعد ذلك أن تسلط علينا دود أرضها؟"

نجيب محفوظ

"من يحمل الماضي تتعثر خطاه"

نجيب محفوظ

"إن الإنسان يشقى بساعة انتظار .. فكيف إذا صارت الحياة كلها مفرغة إلا من انتظار متواصل؟"

نجيب محفوظ

"تسقط الأمطار فوق الأرض ولا تتلاشى في الفضاء . وتومض الشهب ثانية ثم تتهاوى . والأشجار تستقر في منابتها ولا تطير في الجو . والطيور تدوم كيف شاءت ثم تأوي إلى أعشاشها بين الغصون . ثمة قوة تغري الجميع بالرقص في منظومة واحدة .. لا يدري أحد ما تعانيه الأشياء في سبيل ذلك من أشواق وعناء. مثلما تتلاطم السحب فتنفجر السماء بالرعود"

نجيب محفوظ

"الحزن كالوباء يوجب العزلة!"

نجيب محفوظ

"ودهمتها فكرة متحدية تقول أن قلب المرأة هو ضعفها . وأن علاقتها بالرجل يجب أن تتحدد بعيدا عن الغريزة والقلب . الحياة غالية مترامية الأبعاد لا حد لآفاقها ،وما الحب إلا متسول ضرير يزحف في أركان الأزقة!"

نجيب محفوظ

" لا يجوز أن نتخاصم تحت ضربات القدر .. "

نجيب محفوظ

"لم لا ترجع الحياة إلى الوراء كما تتقدم إلى الأمام ، لم نخسر ما نحب ونعاني ما نكره .. "

نجيب محفوظ

خير الكلام ماقل ودل، رائعة جدًا

شاءت الأقدار ان تكون " الحرافيش " هى اول رواية انتهى من قراءتها ف بداية عام 2014 بالرغم من نيتى المسبقة بأن اختم بها عام 2013 ولكن لم تجعلنى ظروفى اتمكن من الالتزام بذلك ولعل ف ذلك خيرا بأن يكون بداية عام قراءة جديد مبشرة بكل خير .

ملحوظة : تم كتابة الريفيو اولا بأول بعد الانتهاء من قراءة كل فصل حتى اتمكن من تذكر كل التفاصيل :

عاشور الناجى : من مجرد لقيط يشفق عليه رجل طيب ، إلى رجل يتعثر ف الدنيا بعد وفاة الشخص الذى يربيه وقسوة اخيه عليه ، ثم يصبح مكارى فصاحب كارو خاص ويتزوج ويصير لديه الأبناء الذين يدفعون اباهم بتصرفاتهم إلى الوقوع ف الخطأ والزواج من امرأة لعوب تعمل ببار شقيق الشيخ الذى أواه لديه ، وتتطور الامور جراء انتشار مرض قاتل ف الحارة ليفر عاشور مع زوجته الثانية وابنه منها للحفاظ ع حياتهم فتنقلب حياته بعد عودته للحارة رأسا ع عقب .

شمس الدين : نجل عاشور الناجى من زوجته الثانية " فلة " ، ورث عن ابيه صفاته الجسمانية وقوته وسار ع دربه عقب اختفاء والده المفاجي ، كانت له نزواته كأبيه ولكنه سرعان ما يعود لرشده مرة آخرى ، انقض عليه الزمن كانقضاض اعداءه عليه ومعايرته بسوء سلوك امه السابق ، داهمته الشيخوخة بشكل قد يبدو مفاجئ لنا ليوارى الثرى بعد ان ترك ابنائه دون اب او ام ، هذا الفصل اقل ف الجودة عن سابقه .

ف القصة الثالثة من ملحمة الحرافيش ، تتصارع الاحداث بشدة عقب وفاة شمس الدين وصعود نجله " سليمان " محله ويحاول الحفاظ ع درب ابيه ولكنه ينحرف عنه ويتزوج مرتين ايضا كأبيه وجده ولكن زوجته الثانية تدفعة الى الهوية وتجعله يقبل ما كان يرفضه سابقا ، ويتوفى سليمان وينشب الصراع بين بكر وخضر كصراع اشبه ما كان بين قابيل وهابيل ، فبكر يتزوج من امراة كانت ترغب بأخيه وتحاول اغوائه ويقع خلاف بين الاخوين ، وتتوالى الاحداث ( اجمل ما ف ذلك الفصل وصف محفوظ لقصر سليمان وزوجته الثانية ومحتوياته بشكل يجعلك تشعر بإنك عضو مع الاسرة )

القصة الرابعة : اعتبرتها من اقسى فصول الحرافيش حتى الآن - لم انتهى ف تلك الأثناء من الرواية بعد - والتى كان محورها سماحة نجل بكر والذى تولى رعايته عمه خضر ، ويقع سماحة ف الحب والعشق ولكنه اودى به إلى اتهامه بقتل محبوبته دون ان يكون له يد ف ذلك الامر الذى يضطره الى الهروب والتخفى ف مكان آخر ليبدء حياة جديدة ويتزوج من آخرى وينجب منها ثلاث ابناء ولكن سوء الحظ يتعقبه كظله فيضطر للهرب مرة آخرى حتى يحين موعد سقوط الحكم الصادر بحقه ، ولكن نجيب محفوظ يأبى ان يترك حياة سماحة ف سلام فتحدث له كارثة ف النهاية تقضى ع آمله ف الحياة حراً

يأتى بعد ذلك قصة انجال سماحة ( وحيدة وقرة ورمانة ) ، يصبح وحيد فتوة الحارة ليعيد الامجاد مرة آخرى لعائلة عاشور الناجى ولكنه يسلك طريقا شاذا مختلفا عن اهله مما يجعل الناس ينفرون منه ، ويدب الخلاف بين قرة ورمانة بسبب المرأة ( دائما ابحث عن الانثى ) ويتزوج كلاهما من شقيقتين وينجب قرة عزيز ويُحرم رمانة من الاولاد ، وفجأة يختفى قرة ليصعد نجم عزيز والتى تربيه والدته ع كره عمه واتهاما له بالتسبب ف قتل زوجها قرة ، وف نهاية ذلك الفصل يعود مرة آخرى سماحة وما زال ف ذهنه حلم اعادة امجاد آل عاشور

شهد الملكة او زهيرة ، تلك الشخصية التى تحاول الحصول ع كل شئ حتى ولو كان ذلك عن طريق تحطيم كل من يقف ف طريقها ، همها الاول والاخير المال والجاه ، تظهر ف حياة عزيز كواحدة من آل عاشور من بعيد ويعهد بها إلى امه وتكبر دون ان يراها وعندما يحين زواجها ويراها عزيز يندم ع ما فات من الوقت دون مشاهدة ذلك الجمال الباهر ، زهيرة كالقطة الناكرة لكل جميل ، تتزوج من هذا وتترك هذا فالمهم هو ان تصبح هانم وسيدة من سيدات الحارة ، فكان من الطبيعى ان تصبح نهايتها سوداء ع يد احد ازواجها السابقين !

الفصل التالى قد يعتبر مختلفا عن سابقيه ، فتنطلق الرواية إلى نجل زهيرة وعبد ربه الفران " جلال " وكيف انه كره الموت منذ الصغر نتيجة رؤيته لامه وهى تُقتل وموت حبيبته قبل زواجهما بأيام ، حاول جلال ان ينتصر ع مهابة الموت وان يلجأ لأسرار الخلود الأبدى وظن بعد ذلك انه انتصر للأبد وإنه سيحيا طيلة العمر ولكن القدر قرر ان يعبث به فيُقتل ع يد عشيقته .

فصل الاشباح ، اكثر الفصول مللا حتى الآن ، لا ارى اى داع لتكرار نفس الاسامى التى تم ذكرها سابقا كسماحة وشمس الدين ، هذا يربك القارئ اكثر كمان ان الفصل جاء ضعيفا ف حبكته بعض الشئ ، او بمعنى اصح اصبح هناك تنبؤ لما يمكن ان يحدث لباقى عائلة عاشور الناجى من مصائب !

يظهر من جديد شخص ف آل عاشور الناجى يحاول اعادة سيرة عاشور وتحقيق ما كان يحلم به ، فيأتى من هنا دور فتح الباب الذى يحاول جاهدا ان يحقق العدل مستعينا فى ذلك بالحرافيش الذين فاض بهم الكيل من ما يحدث واسئتثار الفتوة وحاشيته بالخير دون غيرهم لكنه يفشل كالآخرين فى تحقيق ذلك الحلم ، ليُعثر عليه مقتولا ( بدأ الملل يتسرب إلىّ )

وكما بدأت الرواية انتهت بإتحاد الحرافيش معا ضد الظلم وضغيان الفتوة فقرروا الثورة ع كل ذلك بمساعدة " عاشور " احد فروع آل عاشور الناجى والذى قرر اعادة حلم الجد الاكبر وإرجاع العدل لربوع الحارة

الرواية ف مجملها رائعة وفكرتها اعمق مما تبدو ، كما جاء اسلوب نجيب محفوظ سهل وجذاب وإن كان عابه الاطالة بعض ف الشئ وتكرار الاسامى مما قد يربك القارئ ( كما سبق وذكرت )

التقييم العام : 4 نجوم ونصف

هذه الحارة جزء من هذا العالم تحمل صورة مصغرة لما يحدث فيه ؛ بها الحرافيش الضعفاء والفتوة ، الفقراء و الأعيان

عشرة قصص تحكي تاريخ هذه الحارة أو تاريخ عائلة عاشور الناجي بها الكثير من العبر.

تبدأ بـ عاشور الناجي الذي عمل بنصيحة الشيخ الذي تبناه ورباه : " لتكن قوتك في خدمة الناس لا الشيطان"

وكان ذلك ما جعله أسطورة في عند الحرافيش علي مر السنين و يحلمون بفتوة أمين وعادل مثله ..

وتستمر القصص التالية لترينا النهاية لكل فتوة ظالم ومفتري وكل من يعتمد علي قوته ويهتم بنفسه ويتجاهل الحرافيش، وأن التاريخ لا يغفر ولا ينسي

وطوال الرواية أتساءل علي مر كل هذه الاجيال و الحرافيش لا يتغيرون الي متي يظلون هكذا كل املهم ان يأتي فتوة مثل عاشور الناجي

لكن كما يقول أمل دنقل للكسالي الخانعين المتواكلين :

"في "كلمات سبارتكوس الأخيرة :

لا تحلموا بعالم سعيد

فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !

وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..

و دمعة سدى !

---------

الي ان حدثت ثورتهم ثورة الجياع واختاروا هم فتوتهم .. لتأتي الحكاية الاخيرة لتخبرنا أن الحل ليس في فتوة عادل فهو الي حين وستنتهي حياته وقد يأتي من بعده ظالمون وتستمر الاجيال تحلم بعهده كما كانوا يحلمون بعهد عاشور الناجي

انما الحل في تغيير الحرافيش ليعتمدوا علي انفسهم ولا يكونوا تحت رحمة أحد .. وربما في هذا درس لنا هذه الأيام : ليس الحل في زعيم أو حاكم فالزعماء قد يحدثون انتعاشا مؤقتا لكنهم زائلون

و المجتمع باقي ...

والي قراءة اخري لهذه الرواية أكثر تأملا

مسار زمني يدور حول محور الحرافيش و يعود لنقطة البداية كأنه لم يوجد منذ البداية .. تعلقت بشخصيات كثيرة من الرواية و ربما ساهم وجود أعمال سينمائية و درامية في ذلك .. استمتعت بالرواية و عشت مع شخوصها

أحبائي

زميلنا الأستاذ الكاتب الكبير نجيب محفوظ

عمل جيد

لم يكن كما توقعت وكما سمعت بصراحة

ملحمة أكثر من رائعة