أحبائي
الكاتبة الكبيرة غادة السمان
عمل جيد
كتاب رائع لما فيه من موازنة بين اساليب العرب والغرب...اعجبتني عبارات غادة عندما ندبت مشاهيرنا عندما ارادت ان تترك انطباعا باستخدام الموسيقى ووجدت الاسطوانة التي لديها لا تفي بالغرض...ينفع هذا الكتاب لقارء مستطرق الافكار.
أعجبني تعبيرها عند حديثها عن الموسيقى في إحدى البلاد الأوروبية التي زارتها ؛ تقول أن الأطفال الأوروبيون ينشؤون على سماع موزارت والأطفال العرب يترعرعون على "البطاطا البطاطا"! لست من جيل غادة ولكن أظن أن الوضع لم يتغير إلى الآن, فإذا كان أطفالهم يدندنون ب "البطاطا" فأطفالنا يدندنون ب"بحبك يا..."
كتاب عادي جدًا أو متوسط, لربما قبل عدة عقود من الآن كان من الممكن أن يعتبر كتابًا شيقًا أو ممتعًا, ولكن ليس في عصر الثورة المعلوماتية أبدًا!
كتاب (الجسد حقيبة سفر ) للكاتبة غادة السمان يسطر خواطرها و هي في خضم غربة ليست جسدية فحسب و إنما فكرية أيضا و تبين نظرتها لما هو واقع و ما هو مأمول فهي تفرغ حقيبة سفرها المليئة بالمعتقدات و الإيدولوجيات و أيضا تختلس نظرات لترى حقائب الأخرين الإيدولوجية فهو سفر من عقل إلى عقل و ليس فقط كما حدث فعلا من بقعة أرض إلى بقعة أرض...
تتزاحم الأمتعة الإيدولوجية التي تربت عليها كاتبتنا مع موضات فكرية منها الجديد و منها القديم، ومنها ما يملك بريق شهرة زائفة و منها ما إستحقها عن جدارة ، و منها ما إختلط نفيسه برخيصه من الحلي ، المعروض أمامها كثيرا و لكنها مصممة بالرغم من كل وقعت عليها عيناها على إختيار ما يصفو لنفسها ...
فالغربة و العروبة و الهوية و الإنتماء و الوطنية و غيرها من المفاهيم و الأفكار مما رأت و سمعت و شاهدت و حكت الكاتبة غادة السمان عن رحلتها الجسدية العقلية ....
كتاب نرحل فيه لنرى الآخر ....