احبائي
أستاذنا الكاتب الكبير مصطفى صادق الرافي
عمل جيد
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب حديث القمر؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
لم يكن جديد على الرافعي أن يبهرنا بأدبه الفريد وبأسلوبه الذي لا يتكرر!
يناجي الرافعي القمر ويبث إليه أفكاره وخواطره في كتابه حديث القمر، عنوان الكتاب كمضمونه معتبرا القمر صديقه الروحي الذي يستلهم بشعاعه افكاره ويناجيه بأحوال الدنيا والناس من حوله، اعتبره كالحيّ الذي يسمعه ويفهمه ويزيح الستار عن بصيرته وقلبه حتى قال:
لقد ساهرتك أيها القمر لأحادثك، وناجيتك لأستخرج الفكر من نفسي ...
تحدث الرافعي في كتابه عن شتى المواضيع الإنسانية منها والاجتماعية، كنعمة الفقر والدين والإلحاد والحب والصداقة وأحوال الأدباء في عصره(الذي ينطبق كثير منه على أحوالنا الآن) والكثير من المواضيع التي نستلهم منها معنى خالص عن الحياة، نلتمس فيها إنسانية فريدة كانت تنبض في قلبه ونضجا خالصا في فكره، نتعلم منه كيف ننظر للعالم بقلب إنساني رحيم وعقل قوي عاقل يتبين الخطأ والصواب.
من أقوال الرافعي:
وأنت لا ترى أسعد الناس وأهنأهم بسعادته إلا ذلك الذي يُجمع قلبه وعقله أن لا يَصدر أحدهما عن الآخر إلا راضيا مرضيّا فترى في آثار عقله طهارة القلب وإيمانه، وفي آثار قلبه إجادة العقل وإحسانه، ولو كُشف ذلك عن بواطن الأنبياء لتجلّت لعينيك هذه الحقيقة ماثلة.
أكثر ما لفتني في هذا الكتاب هو تجسيد حالة الوحدة التي كان يعيشها الرافعي في مكتبه وبين كتبه في عزلة بعيدة عن الناس، وأيضا حالة القوة اللغوية الفلسفية التي كان يتميّز بها الرافعي ويستعرضها في كتبه، ولذلك أنصحك عزيزي القارئ بأن تفتح عقلك وذهنك لاستقبال كم هائل من كنوز اللغة والتشبيهات الفلسفية التي تغني كتابه.