في مجموعة القصص القصيرة التي تحمل في طياتها معنى غير قصير البتة رأيت في غسان كنفاني مئة رجل وأكثر وكأنما الف الف حياة و أكثر و حمل القضية في قلمه وقلبه اينما ذهب = )
الأثار الكاملة:القصص القصيرة- المجلد الثاني
نبذة عن الكتاب
لم أحس بفخر ابدا اني اكتب القصة القصيرة. لا شيء من ذلك برأيي كان يدعو الى الفخر وايضا لا شيء يدعو الى الاحساس بالعار. هي جزء من وجودي او وجودي، لا ذنب لي فيه ولست صانعه. المتعة احسست بها هذا صحيح، الرغبة في الكمال، ضياع الثقة بالنفس، استعادة الثقة، كل هذه وغيرها احسست بها. ولكن الفخر اني كاتب قصة قصيرة احسسته مرتين في حياتي. والغريب ان المرتين كانتا تتعلقان بغسان كنفاني. الاولى حين استشهد على تلك الصورة المروعة. وكان استشهاده النهاية القمة لحياة كاتب يمت الى هذا العصر والى هذا الشعب والى قضية مثل قضيته. حياة جديدة لكاتب جديد، غسان، بدأ منذ الخمسينات يحتل ساحة الادب العربي وينقل الكاتب والكتابة العربية من حيث كانت وكان، دائما على الهامش، الى حيث اصبح واصبحت الان جزءا لا يتجزأ من عظم الوجود العربي ولحمه ونخاعه.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 1987
- 886 صفحة
- مؤسسة الأبحاث العربية
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Marwa_Albar
قرأت البعض من قصص القصيرة له فَ كان الوجع المكتوب هو حالنا أن لم يكن لنا بقرب من نعيش معهم تصادفنا..موجعه بحد روعة الكلمات
-
Alia' Manasra
باختصار...
لم أقرأ الوطن والحب والمعاناة مجتمعة في حروف بشر كما قرأتها في حروف غسان كنفاني... غسان بحد ذاته قضية غير قابلة للتقادم
كل ما أستطيع قوله هنا هو اقتباس لـ د. يوسف ادريس من التقديم لهذا المجلد يقول فيه: "الكتابة قضية, والكاتب إنســـان صاحب قضية يؤمن بها ويتبناها إلى حد يحشد فيه كل ما يمتلك من حساسية لاستيعابها, وكل ما يمتلك من قدرة على التعبير عن احساسه ذاكـ ليعبر عنها بألف لون ونوع من التعبير"
أتذكر أنه لم تمرّ صفحة من هذا المجلد, دون ان تغريني سطورها على نقل بعضها وتدوينها في دفتر ملاحظات لم تتركـ بهِ حروف غسان متسعاً لتدوين حروف أخرى.
اخترتُ لكم باقة منها
"انني أمشي في جنـــازتي رغمـ أنفي...
كل العظـــات الجــــوفاء التي علمتها في السنوات الماضية تبدو لي الآن فقـــاعات صـــابون سخيفة, شديدة الســــخافة
إنَّ المرء يكون شــجاعاً طـــالما هو ليس في حـــاجة لِـ الشجاعة, ولكنهُ يتهـــاوى حينمـــا تصبح القضية قضية حقيقيـــة, حينمـــا يصبح عليه أن يفهمـ الشـــجاعة بِـ معنى الاستسلامـ...
بِـ معنى أن يلقي جــــانباً كل ما هو إنســــاني ويكتفي بِـ التفرج, لا بِـ الممــارسة"
"شيء مضحك أن يضع الإنســان نفسه في سيارة, مستفيداً من الحضــــارة
ثمـ تبقى المســـافة بينه وبين انســـانيتهِ معطلة تمـــاماً.
تبــاً لِـ هذهِ الحضـــارة التي نُحسن التشدق بها, كمـــا نحسن لعب الورق"
"كنتُ أركض ولا اذكر انني تعبتْ...
كنتُ جنـدياً هــربَ من ميــدان حرب أجبـــر على خوضها, وليسَ أمــامهُ إلا ان يظل يعــدو,
والعـــالمـ خلفَ كعبي حــذائه"
"ولكن ما نفع الكــلامـ؟
كَـ أنها كانت تطلب مني وأنا أعبر بين طلقتين...
أن أنظف حذائي !!!!"
"اعتدتُ أن أحب كل ذلك الجيـــل الذي رضع الهزيمــة والتشـــرد, إلى حدٍّ حسب فيه أنَّ الحيـــاة الســعيدة ضرب من الشذوذ الإجتمـــاعي"
"يا سلامـ...
سوف أكونُ سعيداً لو عاهدتني على أن تحملَ إلى قبــري في كل أيـــار باقة حنّـــون... أتعـــاهدني؟
أنتَ سخيف... ولكن إذا كان عهدي سوف يسكتك, فإني أعاهدكـ"
"نعمـ, ثمَّـ ماذا؟
دعني أقول همســـاً: يبدو أنه ليس ثمة "ثمـ ماذا؟" أبداً...
دعني أقول ذلك, ثمـ قولوا عني أنني يائس, جبــــان, هـــارب...
قولوا عني حتى إنني خـــائن !!!
ليسَ بوسعي أن أكتمـ الجـــواب أكثر, إنَّ الحقيقة يا سيدي مروعة, وهي تملؤني بِـ غزارة حتى لأحس بِـ أنني ذات يومـ, قد أنفجـــر من فرط ما عبأتني...
أتسمع يا سيدي؟
ليس ثمة "ثمـ ماذا؟" على الإطلاق... وتبدو لي حيــــاتي, حيـــاتنا كلنا, خطـــاً مستقيماً يسير بِـ هدوء وذلة إلى جـــانب خط قضيتي...
ولكن الخطين متوازيان, ولن يلتقيــــــــا"
"إنَّ قضية الموت ليستْ على الإطــلاق قضية الميت,
إنهـــا قضية البــاقين... المنتظـــرين بِـ مرارة دورهمـ لِـ كي يكـــونوا درســـاً صغيـــراً لِـ العيـــون الحيــة"
"هنـــا...
لمسَ كل منَّـــا أنَّ الآخـــر قد ابتعدَ عن الأول,
وحينمـــا قلتُ لهُ ذلك بِـ عنف, قبلهُ بِـ هـــدوء, واقتــرحَ أ نظل بعيـدين عمـــا يمكن أن يفصل بيننـــا, فَـ كل منَّـــا يحتـــاج إلى الآخـــر احتيــــاج الزوجين العجـــوزين لِـ مجموعة صور حبهمـــا المبكـــر"
"دفع "الغرســون" فنجـــان القهوة أمـــامي قبل أن أطلبه, فَـ اندلقَ الســـائل الداكن ولوثَّ الصحن...
مدَّ يدهُ لِـ يسحبهُ فَـ قلتُ له: إنَّ ذلك لا يهمـ, وإنهُ لا ضـــرورة لِـ تغييــــر الصحن المتسخ لِـ أنَّ حيـــاتنا كلها كذلك"
كنفــــــــــــ
ـــــــــــاني ولكم البقية










