تحميل الكتاب
اشترك الآن
الوصف : فنون الأدب العربي 3
نبذة عن الكتاب
"منذ قامت العبقرية فى الدنيا سعى الفنان إلى الطبيعة فى حب وإعجاب ونشوة وذهول، فسكر بجمالها، وانتشى بمحاسنها، واتخذها مثلاً يحتذيه، يصوره ويقلده بالأصوات أو بالألوان، فكان الرسام والنحات والموسيقى والشاعر. وكل منهم عمد إلى الأرض والسماء، والحيوان والنبات، والإنسان والماء، يرسمها بخياله ويصفها بفنه، فخلف فى متاحف الفن صورة لإبداعه ومثلاً من خلقه. والشاعر العربى فنان مبدع سار فى ركب هؤلاء العباقرة الإنسانيين فرسم ما رأى وصوّر ما شاهد ووصف ما أحسّ، فترك فى المتحف الأدبىّ صفحات خالدة على اختلاف العصور، تقف لمتاحف الرسامين والنحاتين والمصوّرين فى إبداع الخطوط وقوة التقليد والمحاكاة، ونقل الصوت والحركة والنشاط، ورسم الحديث واللون والظل، سواء أكان فى رسم الطبيعة أم فى تصوير الإنسان والحيوان، أم فى وصف الأخلاق والطباع والعادات. فلعله فهم الأدب على أنه وصف كله، ولعله سار فيه على أنه وصف حسى مادى، فى مدحه للرجال، أو هجائه للخصوم، أو فخره بقوته وشجاعته، أو رثائه للأحبة الذين يفقدهم، أو فى نسيبه وتشبيبه بالمرأة والجمال. ومحاسنه وخلقته وتكوينه، وخصوا الوصف بالحيوان والنبات والأرض والماء والنار والسماء، وأدخلو الخمر فيها على أنها بعض هذه الأجزاء. وفسروا الوصف فى معاجمهم بأنه الكشف والإظهار، فإذا قالوا: وصف الثوب الجسم فقد أرادوا أنه نم عليه ولم يستره، فهو فى عرفهم ذكر الشىء بما فيه من الأحوال والهيئات، وقد نظر النقاد المحدثون إلى ما قيل فى الطبيعة الميتة وفى الطبيعة المتحركة، فرأوا أن الشعر يكشف عنها ويرسم حالها وهيئتها، لذلك جمعوا ما كان فى الوصف، فسموه حيناً بشعر الطبيعة وحيناً بشعر الوصف، وألفوا فيه بعضاً من الفصول والكتب."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 112 صفحة
- ISBN 9777341393
- مؤسسة دار المعارف