حكايات العميد - قضية هزت كيان الخلية

نبذة عن الرواية

"إنه يوم ختام الأسبوع الخميس، أحد أيام الشتاء ذات البرودة القارسة. موجة برد بدأت منذ يومين، ومن المتوقع أن تبسط ذراعيها لتغطي الأسبوعين القادمين، حاملة بين طيات سحبها أمطارًا غزيرة، وقد يتطور الحال إلى بعض الرعد والبرق بخطاه الرشيقة في سماء مرعبة لأهل الأرض. ومع ذلك، تمتع هذا الخميس بإطلالة مميزة؛ أشرقت الشمس فيه بضيائها الذهبي البراق المتلألئ، فغسلت الشوارع والمنازل والأشجار وطهرتها. استمر هذا المشهد حتى العاشرة صباحًا، ثم بدأت السحب في معاكستها وحجب نورها ودفئها، مما شجع العميد على ركوب سيارته والنزول إلى السوق للتبضع وشراء بعض الحاجيات التي يحتاجها المنزل. حتى لو كانت السماء تمطر كتلًا من الثلج بحجم رضع حديثي الولادة، لم يكن ذلك ليمنعه من الخروج، فقد عقد العزم وبيّت النية، إذ سيستقبل هذا المساء زوارًا مهمين طالما انتظر قدومهم. هذه المرة، أطالوا الغياب لمدة شهرين ونصف، وقد وعدوه اليوم بالحضور وأكدوا ذلك بوعد موثق ومصدق."