القاعدة في مرحلة ما بعد الظواهري إلى أين؟
تأليف
حسنين توفيق إبراهيم
(تأليف)
يمثّل هذا الكتاب إضافة علمية رصينة إلى النقاش الأكاديمي والسياسي الدائر حول مستقبل شبكة القاعدة في مرحلة ما بعد الظواهري، وربما يكون أول دراسة عربية شاملة تتناول هذا الموضوع بعمق. فمنذ نشأة “التنظيم الأم” في أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي، لم يقتصر حضوره على البقاء، بل تمدّد ليتحوّل إلى شبكة جهادية عابرة للحدود تنشط في مناطق واسعة من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.
يناقش الكتاب أبرز التحولات التي مرّت بها هذه الشبكة تحت قيادة الظواهري، ويستشرف مساراتها المستقبلية من خلال مجموعتين من المحددات:
الأولى تتعلق بوضع “تنظيم القاعدة الرئيسي” وفروعه من حيث القدرات البشرية والمالية والتسليحية، واستراتيجيات الحركة والتوسع.
أما الثانية فتتمحور حول البيئات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في الدول التي تنشط فيها هذه الفروع، وما تخلقه من فرص أو تحديات أمام استمرارها.
وبناءً على هذه المعطيات، يستعرض الكتاب السيناريوهات المحتملة لمستقبل الشبكة، ليصل إلى نتيجة مركزية مفادها أن تراجع “التنظيم الأم” أو حتى اختفاؤه لا يعني بالضرورة نهاية الفروع القاعدية التي تعمل تحت رايته، إذ تمتلك تلك الفروع قدراً كبيراً من الاستقلالية وتواصل لعب دور محوري في مشهد الجهادية العالمية.
ويتوقع المؤلّف أن يتركز ثقل الشبكة – على المدى القريب والمتوسط – في فروعها الأقوى داخل إفريقيا، مثل حركة الشباب المجاهدين و جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ما يجعل المواجهة مع “شبكة القاعدة” صراعاً طويل الأمد في ظل استمرار الظروف التي تغذّي حضورها وتتيح لها التمدد.