تحميل الكتاب
اشترك الآن
اليوم بعد المئة
نبذة عن الرواية
مئة يوم ويوم في ثلاجات الموز… مئة يوم في الحبس الانفرادي، داخل غرفة بالكاد تتسع لجسدي، بباب فولاذي ثقيل لا يفتح إلا عبر فتحة صغيرة تمر منها صينية الطعام. على الأرضية لحاف رقيق يفترض أن يكون سريرًا، وبجانب الجدار وعاء حديدي لا يفرغ إلا مرة كل أسبوع، ليغمر المكان برائحة فضلات تتعفن في السكون. في بقعة جغرافية تشويها الشمس، يصبح مكيف الهواء الذي ليس رفاهية هنا أداة تعذيب. تدار وحدة التبريد من الخارج، تخفض حرارتها حتى تتحول الزنزانة إلى ثلاجة… ثلاجة موز، ولهذا الاسم سره. أجرّد من ثيابي، لا يبقى علي سوى ملابسي الداخلية، والحرارة تهبط إلى ما دون الصفر. أقف في منتصف الغرفة لأن الجدران تلسع، والأرضية تحرق جلدي من فرط البرودة. أسناني تصطك، عيناي تجفان حتى أكاد أشعر بأن مقلتيّ ستتدحرجان من وجهي، والهواء يخترق أنفي كإبر. يتجمد عقلي، يتحول لون أطرافي إلى الأرجواني، والعالم يدور بي، نبض قلبي يتسارع، وملك الموت يقترب… عندها فقط تطفأ وحدة التبريد، لأهوي على وجهي مغشيًا علي. يحدث هذا مرة، مرتين، ثلاثًا… أحيانًا أربع مرات في اليوم الواحد. الأمر يعود لمزاج الضابط المناوب: منهم من يكتفي بالقليل، ومنهم من يتفنن في التكرار كل ساعتين، ومن يذهب أبعد من ذلك؛ ماء بارد، ضرب، سحل، تنكيل. كل يوم يمر يرسم الضابط المناوب ملامحه في ذهني. عذاب امتد لمئة يوم… مئة يوم ويوم. وكل ما يدور في ذهني طوال تلك المدة هو… ذلك اللعين جيرمي بنثام!التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 154 صفحة
- [ردمك 13] 978-9778-863-22-4
- الريس للنشر والتوزيع
5 مشاركة
