رذاذ على زجاج الذاكرة
تأليف
جلال برجس
(تأليف)
من قلب المكان وإلى روحه، تتنفس المدن والقرى – من عمّان إلى معان، ومن اللويبدة إلى مادبا – لتتحول إلى شخصيات حية تشارك السرد، تبث الحنين، وتوشي النص بروائح القهوة والياسمين، وأصداء الفلكلور ونداءات الحب الأول.
لا يصف برجس الأمكنة بقدر ما يستدعيها بوجدان الشاعر، وبعين البدوي الذي عبر من البادية إلى المدينة، تاركًا على الطرقات أثر قلبه ورذاذ روحه. تتداخل الأزمنة في لغته، ويتحوّل السرد إلى شعرٍ خفيّ، يتسلّل بين الكلمات دون أن يعلن نفسه.
في هذا العمل، يغدو المكان ذاكرة، والذاكرة لغة، واللغة صورة نابضة بالمجاز والحنين، حيث لا حدود بين الطريق والحب، ولا بين القصيدة والحنين الأول.
كتاب يُقرأ لا من أجل التوثيق، بل كرحلة داخلية في تضاريس الروح، واحتفاء صافٍ بالذاكرة حين تمطر على الزجاج… ولا تنكسر.