تحميل الكتاب
اشترك الآن
مخالب الشمس
نبذة عن الكتاب
"في مُنتصف أغسطس كانت الشمس تُشعِل الأرض؛ فاستوت كخبز التنور المُتقصِّف، يمكنك شم رائحة احتراق الإسفلت يُزْكِمُ أنفه، فيزداد توهُّجاً واحمراراً، يداه تبدوان كفردتي التَّمر اللينتين، الحرارة تعصر الغيوم، فتهبط الرُّطوبة بسخاءٍ على أجواء المنامة، وجهه يغرق من فيضان العرق، الذي يهدر كشلالٍ من قمة رأسه وشعره المموج، فيروي عنقه الطويل، وكهفي خدَّيه الغائرين، تتسرب بعض القطرات إلى فمه فيشعر بملوحتها، يمكنك استماع ابتلاع ريقه على بعد أمتار من أثر العطش، تفوح من إبطيه رائحة زنخ ممزوجة بشذى (مزيل الرائحة) الرديء، الذي اشترته والدته له من أرصفة "سوق المقاصيص" يوم الجمعة الفائت، دون أن تنظر لتاريخ الانتهاء، كان يقف كخُرقةٍ بالية في "مواقف سيارات فندق الريجنسي"، يغسل جسد سيارة "فورد إكسبيديشن" سوداء تحمل لوحة سعودية، يمسحها بقطعة قماش ناشفة، ثم يفركها (بشام ليدر) بكل قوة، حتى عاد لمعانها متوهجاً، وغدت عروساً في ليلة زفافها. فور انتهائه حمل بدنه المشوي، جلس ليستريح على الرصيف المُلتهب دقائق معدودة تحت ظل (شجرة النيم)، التي كانت تنتظره بشوق؛ لتسعفه من لسعة الصيف الحارقة، ثم أخرج قنينة ماء فاتر جلبها معه من البيت، ودفق شربة منها في جوفه؛ ليطفئ لهيب أحشائه، في الأثناء رأى عقب سيجارة، بدت في عينيه قطعة شوكولاتة، شفطها فشعر بالاختناق، بصق عن شماله، ثم رماها بعيدا وهو يلعنها، ولكي ينسى طعمها المتوحِّش، شرب دفقة ماء ثانية، ثم مدد ظهره على الرَّصيف؛ حتى شعر بنضوجه، وأبقى ساقيه النحيفتين مثنيتين."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 152 صفحة
- [ردمك 13] 9789778769944
- اسكرايب للنشر والتوزيع