مخلوقات كانت رجالًا - وقصة أخرى
تأليف
مكسيم غوركي
(تأليف)
جمال عز الدين
(تقديم)
سعد توفيق
(ترجمة)
يجمع هذا الكتاب بين اثنتين من أعظم قصص مكسيم غوركي، اللتين تكشفان عن قسوة الحياة من جهة، وعن عمق الصراع الإنساني من جهة أخرى. في قصة "مخلوقات كانت رجالًا"، نغوص في قاع المجتمع الروسي حيث يعيش المنبوذون في أقبية مظلمة ورطبة، وجوههم شاحبة وأجسادهم منهكة، كأنهم فقدوا ملامح إنسانيتهم ليصبحوا مجرد "مخلوقات" على هامش الوجود. ومع ذلك، وسط هذا الخراب، يتسلل سؤال غامض: هل يمكن للإنسانية أن تُمحى تمامًا، أم أن جذورها تظل كامنة في أعماقهم كشرارة تنتظر من يوقظها؟
أما في "قايين وأرتيوم"، فنشهد مواجهة فكرية وروحية متوترة بين شخصيتين تجسدان صراعًا أزليًا بين الخير والشر، الأمل واليأس، التمرد والخضوع. هنا، يتحول النص إلى مرآة تعكس معركة الإنسان الداخلية، حيث يكشف غوركي أن الصراع الحقيقي ليس فقط مع العالم الخارجي، بل أيضًا مع الظلال والنور الكامنين في أعماقنا.
من خلال أسلوبه الواقعي القاسي ولغته التي تتخللها التأملات العميقة، يقدم غوركي شهادة أدبية لا تقتصر على تصوير واقع روسيا فحسب، بل على استكشاف جوهر الإنسان في كل زمان ومكان. قصتان تغوصان في أعماق التجربة البشرية، تناقشان البؤس، التمزق، والرغبة المستميتة في الحرية والكرامة، ليبقى صدى هذه الروايات عميقًا في قلوب القراء عبر العصور.